آخر الأخبارأخبار محلية

حزب الله لا يزال يتحلّى بالنفس الطويل.. فهل يتراجع باسيل؟

يحدد الاستحقاق الرئاسي ونتائجه خلال الاسابيع المقبلة طبيعة التوازنات السياسية التي سيتمّ تكريسها في لبنان خلال السنوات المقبلة. إذ إن الطرف الذي سيتمكن من تحقيق شروطه الرئاسية سيكون الاقوى والاقدر على فرض ما يريد في البلاد.

Advertisement

وبحسب مصادر سياسية مطّلعة فإن الكباش السياسي الحالي يعود في الأساس الى فكرة “تقريش”الانتصارات التي تحققت وتصريف ما قابلها من هزائم في المنطقة  خلال السنوات الفائتة التي شهدت حروباً في اكثر من ساحة عربية. وبمعنى أدقّ فإن بعض القوى الداخلية والدولية تتعامل مع التسويات وما يستتبعها من ارتدادات على الاستحقاق الرئاسي اللبناني على اعتبارها انعكاساً لكل الاحداث التي توالت في الفترة السابقة. من هنا تعتبر المصادر أن إصرار “حزب الله” على ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية يهدف الى تعزيز انتصاراته في المنطقة ويشير الى أن “الحزب” لن يتنازل عن أي مكسب دستوري سياسي في لبنان.
هذا الامر هو الذي يدفع خصوم “الحزب” الى رفض تقديم تنازلات في الملف الرئاسي لأن التنازل في هذه المرة والقبول بوصول فرنجية الى سدّة الرئاسة يعني بلا أدنى شك تكريس نفوذ “حزب الله” وسلطته في المؤسسة الدستورية الاولى أي رئاسة الجمهورية. وتقول المصادر أيضاً أن “حزب الله” لا يطمح فقط بالفوز في المعركة الرئاسية، وانما يسعى الى عزل أو بمعنى أخفّ تحييد خصومه السياسيين في الداخل، وإنهاء أي نقاش حول القضايا الاشكالية لصالح تسليمهم بها، سواء في موضوع سلاح الحزب أو قرار الحرب والسلم بالاضافة الى نفوذه الاقليمي.
وبمعزل عن رهان “حزب الله” على احتمال تبدّل الموقف السعودي، تشير المصادر الى أن “حزب الله” لا يزال يتحلّى “بالنفَس الطويل” ويسعى الى تأمين ما وصفته المصادر بـ “الخطة ب”، وهذه الخطة غير مرتبطة بالتراجع عن ترشيح فرنجية وإنما بمحاولة توفير النصاب لجلسة انتخابه بشتّى السبل من خلال طرح تسوية ملائمة. وفي هذا السياق فهو لا يزال يركّز على إقناع رئيس “التيار” جبران باسيل بمشاركة “تكتل لبنان القوي” في جلسة الانتخاب، لكنّ مصادر مقرّبة من باسيل أكّدت على أن “حزب الله” قدّم ما وصف “بالمغريات” السياسية لباسيل في “العهد” المقبل، لكن الاخير تمسّك بموقفه الرافض لتأمين وصول فرنجية “مهما بلغت العروض”! في المقابل، تنفي مصادر سياسية شديدة الاطلاع بأن يكون “الحزب” قد طرح سلّة “عروض” على باسيل، غير أنه ركّز جهوده على قاعدة “المونة” لعدم توسيع دائرة “الاختلاف” مع “التيار” والدفع بها الى حدّ الخصومة.
وترى المصادر أن القول بتمكّن “الحزب” من تحقيق انتصار رئاسي سيحقّق له عدداً جيداً من اهدافه السياسية والدستورية هو أمر لا يحتمل المبالغة، إذ إن ذلك من شأنه أن يجعله راعياً أساسياً للحياة السياسية في السنوات المقبلة على اعتبار أنه كان الاقل تضرراً من كل ما حدث سابقاً في لبنان والمنطقة.  


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى