آخر الأخبارأخبار محلية

عون في سوريا للمرة الأولى منذ 14 عاماً: استدراج التدخّل رئاسياً ام طلب وساطة؟

خطفت زيارة الرئيس السابق ميشال عون الى سوريا الأضواء عن الاستقطاب السياسي الحاد المتصل بالانتخابات الرئاسية، وجاء لقاؤه بالرئيس السوري بشار الأسد، في أول زيارة له إلى العاصمة السورية منذ 14 عاماً،

في مرحلة الاهتزاز الذي أصاب العلاقة مع حزب الله بسبب الخيارات الرئاسية، خصوصاً التقاطع مع معارضي حزب الله وسوريا على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، في مواجهة الوزير السابق سليمان فرنجية.

وكتبت” النهار”: مع ان أي نتائج ملموسة او مؤثرة بقوة في مجريات العد العكسي لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 14 حزيران الجاري بدت مستبعدة لزيارة الرئيس السابق ميشال عون للرئيس السوري بشار الاسد للمرة الأولى منذ “تقاعد” الأول وبعد نهاية عهده الذي لم يزر خلاله دمشق، فان عامل الاهتمام الوحيد الذي اثار التفات المراقبين الى هذه الزيارة تمثل في شبهة “استدراج” النظام السوري او سعيه بنفسه الى استعادة دور غابر في الازمة الرئاسية في لبنان. اذ بدا غريبا ان توقيت الزيارة جاء غداة الانفصال الكبير الحتمي بين “حزب الله ” و”التيار الوطني الحر” الذي رتبه خيار رئيس “التيار” النائب جبران باسيل بالتفاهم مع قوى المعارضة على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، تحدثت معطيات عن ان عون ذهب الى الأسد لتوضيح وتبرير كل الظروف والدوافع التي املت على تياره ورئيسه اتخاذ هذا الخيار وعدم القبول بدعم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الأقرب وثوقا وعلاقة مع الأسد. ومع ذلك فان ثمة مصادر سياسية مطلعة لفتت عبر “النهار” الى ان الدلالة الغامضة في حصول الزيارة تتمثل في معرفة من طلبها فعلا أولا هل هو عون كما تردد إعلاميا ام هو النظام الذي أراد ضمنا تسجيل “حضور” في الازمة من خلال التدخل في الثغرة المسيحية التي يواجهها فرنجية من جهة وعبر علاقته مع عون و”حزب الله” من جهة أخرى . ولم يكن خافيا اتساع التساؤلات عما اذا كان ثمة سيناريو لاقحام النظام في الازمة الامر الذي يوجب انتظار ورصد بعض المؤشرات في الأيام الفاصلة عن موعد الجلسة الانتخابية المقبلة في 14 حزيران . وكشفت المصادر ان باسيل كان يعتزم الزيارة لكن الجانب السوري ابلغه ان الأسد لا يمكنه استقباله فكان ان اتفق على ان يقوم عون بالزيارة. وأفادت المصادر ان عون طلب وساطة الأسد بين تياره و”حزب الله” ولكن الأسد طلب منه التواصل المباشر مع السيد حسن نصرالله.
وثمة من لفت الى جانب اخر من استقبال الأسد لعون اذ اعتبره رسالة قاسية من الأسد الى الرئيس بري الذي يتردد انه رفض استقباله رغم وساطة السيد حسن نصرالله في حين استقبل عون في عز الاشتباك بين الثنائي الشيعي و”التيار الوطني الحر”.

وكتبت” نداء الوطن”: بالنسبة لعون، حاول ان يستبق زيارته لدمشق بلقاء مع الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لوصل ما انقطع على خلفية الاستحقاق الرئاسي. لكن الوسطاء بين الرابية وحارة حريك، لم يوفقوا بترتيب موعد بسبب عدم الحصول على جواب من الامين العام لـ”الحزب”. عندئذ، قرر الجنرال ان يسعى الى لقاء الاسد فتجاوب الاخير، وتحدد موعد الزيارة منذ الاسبوع الماضي.وبحسب المتابعين، كان الهم الطاغي عند زعيم “التيار الوطني الحر” تحصين وريثه في رئاسة “التيار” النائب جبران باسيل في مواجهة ما وصفته اوساط الضاحية بـ”التكويعة الخطرة” التي قام بها باسيل، برفض الامتثال لقرار “الحزب” ترشيح سليمان فرنجية، والذهاب الى خيار المعارضة بترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. ومن هنا، وفي إطار الابقاء على “شعرة معاوية” بين “التيار” و”الحزب” حمل عون الى الاسد “الخيار الرئاسي الثالث” ألا وهو الوزير السابق زياد بارود لعل وعسى يعيد هذا الخيار جسور التفاهم بين شريكي “تفاهم مار مخايل” الذي جرى سابقاً وضعه جانباً. وهنا على الاسد ان يكون وسيطاً بين هذين الشريكين السابقين، فهل سيفعل؟
بالنسبة للاسد، فقد استقبل عون على رغم ادراكه تدهور علاقات حليفيه، علماً ان الاسد كان يحرص دوماً عندما يكون هناك أمر يتصل بالملف الرئاسي ان يطلب من سائله ان “يراجع” نصرالله. فهل طرأ تعديل على سياسة الاسد لبنانياً؟ وفي المعلومات ان الاسد ابلغ عون انه لا يتدخل في الموضوع الرئاسي وانه على حياد ولم يبحث الموضوع مع احد وهذا ما تبلغه فرنجية .

مصار التيار الوطني الحر قالت لـ «اللواء» ان العمل على الزيارة قائم منذ وقت ولكن الظروف خاصة انشغال سوريا بالعودة الى جامعة الدول العربية وبالقمة العربية، حتّمت حصولها امس. ويُفترض مراقبة انعكاس هذه الزيارة على ملف الاستحقاق الرئاسي الذي اصبح محصوراً بين خياري سليمان فرنجية وجهاد ازعور، ما لم تتبنَ كتل اخرى مستقلة خارج الاصطفاف بين محوري المعارضة والثنائي الشيعي خياراً ثالثا اذا تعذر انتخاب احدهما في جلسة 14حزيران.

وتقول مصادر مطلعة على مواقف ثنائي «حركة أمل» و«حزب الله» لـ«الشرق الأوسط»، أنه «إذا كانت زيارة عون إلى دمشق تهدف إلى توسط الأسد مع (الثنائي) لثنيهما عن تأييد فرنجية، فإن الزيارة لن تبدل شيئاً في موقفهما»، مضيفة: «الثنائي اتخذ قراره بترشيح فرنجية، والأسد لن يضغط لا على (حزب الله) ولا الرئيس نبيه بري، ولا حتى المرشح فرنجية لتغيير مواقفهم». وشددت المصادر على أن الملف الرئاسي «هو ملف لبناني بالكامل، ويعتبر حلفاؤهم في الخارج أن الملف داخلي ومحصور بالمعالجة اللبنانية حصراً ولا يتدخل أحد بشيء ولا يُفرض عليهم شيء، وهو أمر جرى التأكيد عليه مراراً وبات واضحاً، فحلفاء الحزب يؤكدون دائماً أنهم لا يتدخلون في الملفات الداخلية اللبنانية».


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى