آخر الأخبارأخبار دولية

كينيا: التوركانا والجفاف القاتل – مراسلون


نشرت في: 01/12/2023 – 17:01آخر تحديث: 01/12/2023 – 17:06

على امتداد خمس سنوات، شهد شمال كينيا موجة جفاف قاسية. في هذه الفترة، لم تنزل الأمطار وجفت الوديان والأنهار. خمس سنوات من الجفاف جلبت معها الموت للحيوانات والنباتات والبشر، وأثرت بشكل مباشر على طريقة عيش السكان في شمال كينيا. في هذه المنطقة، يقطن أحد الشعوب الأصلية القديمة: شعب التوركانا. يبلغب تعداد هذا الشعب أكثر من مليون شخص ويقطن أغلبه في سفوح جبال شمال كينيا. التوركانا هو شعب من الرعاة ينتقلون من مكان إلى آخر لتأمين العشب للماشية والحصول على الماء. ولكن الجفاف الذي ضرب المنطقة أدى إلى موت الماشية وشح الموارد المائية وهو ما أثر مباشرة على طريقة عيش هذا الشعب.

ندرة العشب وقلة المياه دفعا شعب التوركانا إلى التوجه إلى البحيرة التي تحمل نفس إسم هذا الشعب، وتعتبر من أكثر البحيرات ملوحة في العالم. هذه البحيرة تمثل قراب نجاة لشعب التوركانا لكثافة الأسماك فيها. ولكن شعب الرعاة لا يعرف اي شيئ عن صيد الأسماك ويعتبر أن منهة الصيد هي مهنة الفقراء حتى أن بعضهم لم يتناول سمكة في حياته.

على سواحل بحيرة توركانا، شيدت أكواخ من قبل من تركوا سفوح الجبال بحثا عن تأمين ما يسد جوع البطون. من بينهم ”آبواه“، أم لستة أطفال، فقدت من بينهم إثنان بسبب الجوع. في السابق، كان لديها قطيع ترعاه ولكن الجفاف قضى عليه. واليوم، تعيش على ضفاف البحيرة لتصطاد الأسماك ولما لا إعادة تكوين قطيعها من جديد والعودة الى سفح الجبل.

لمجابهة موجة الجفاف القاسية، طرح السياسيون ومن بينهم حاكم المقاطعة مجموعة من المبادرات، من بينها تحلية مياه البحيرة و أيضا حفر آبار من شائنها تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب. ولكن لتطبيق هذه المشاريع، على التوركانا انتظار المساعدات الإنسانية من عدد من الدول. حلول قد ترى النور على المدى المتوسط والبعيد ولكن على المدى القريب فإن الحل لن يأتي إلا من السماء.

نزول الأمطار على مدى خمسة أيام أعطى الأمل من جديد لهذا الشعب. الأودية والأنهار عادت إلى الجريان من جديد. العشب بدأ يخرج من التراب. ولكن الفرحة بنزول الأمطار قصيرة الأمد، حيث تذكر أغلب السكان بأنه لم يعد لديهم ماشية لترعى هذا العشب من جديد. ولإعادة تكوين القطيع، يجب الإنتظار لأشهر أو حتى لسنوات.

الجفاف الذي تواصل بعد تصوير الروبورتاج قضى على ماشية شعب التوركانا ويهدد بشكل مباشر نمط حياتهم. ولكنه منح أيضا فرصة عقد سلام بين شعب التوركانا وشعب الميريالي. فالشعبان يخوضان حروبا قبلية منذ عشرات السنين، ولكن الجفاف أجبرهم على عقد السلام وانهاء هذه الحروب.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى