أخبار محلية

عودة: هل من ظرف أخطر مما نحن فيه كي ينتخب المعنيون رئيسا؟

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها:” عيدت كنيستنا المقدسة في العاشر من تشرين الثاني لتذكار الرسول كوارتس أول أساقفة بيروت وشفيع أبرشيتنا. هو أحد الرسل السبعين الذين عينهم الرب يسوع وأرسلهم إثنين إثنين لينقلوا البشارة إلى أقطار المسكونة (لو 10: 1-2). لا نعرف عنه سوى أنه كان من مدينة كورنثوس التي بشرها بولس الرسول وقد ذكره في رسالته إلى أهل رومية: «يسلم عليكم أراستس خازن المدينة وكوارتس…» (16: 23). أقامه الرسل راعيا لكنيسة بيروت ليبشر فيها ويسوس الكنيسة، وقد قاسى الكثير لأجل البشارة. نرتل له في صلاة المساء: «أيها الرسول اللابس المسيح كوارتس، المبشر اللامع للإنجيل، والمماثل الحقيقي لبولس الهامة، إحفظ كنيسة بيروت، هذه التي أنشأتها أولا كبناء حكيم، معلنة الحقيقة ومفرعة أغصانا جيدة، حتى تقدس المؤمنين بالرب وتمجد في كل حين بإكرام تذكارك الإلهي”.

أضاف: “محبة الله ومحبة القريب هما أعظم الوصايا التي منحها الله لشعبه، أي للذين يعتنقون تعاليمه ويعملون بوصاياه. هذه المحبة يفتقدها عالمنا وإلا كيف نفسر الجرائم والحروب وقتل الأطفال والمدنيين؟ كيف نفسر المجاعات المفروضة على بعض الشعوب بسبب نهب خيرات أرضهم؟ كيف نفسر الحقد والقتل والتدمير الذي تعيشه منطقتنا منذ أكثر من شهر ولم نشهد إرادة حقيقية لوقف المجزرة. أي نصر هو ذاك المبني على جثث الأطفال؟ وكأن الخوف من الأطفال ما زال قائما منذ فجر المسيحية عندما قتل هيرودس الملك أربعة عشر ألف طفل في بيت لحم، عل يسوع يكون بينهم فيتخلص منه، وما زال الحكام الجدد يقتلون الأطفال، وما زالت أمهات الأطفال الثكالى يبكين كراحيل «لأن أولادهن ليسوا بموجودين» (متى 2: 18). وأي فخر في قتل مدنيين أبرياء؟ وهل منع الماء والطعام عنهم بطولة؟ وما النفع من حرب عبثية مدمرة لا تؤدي إلا إلى مزيد من الحقد والقتل؟ أما حكام العالم الذين يهرعون لنصرة قاتلي الأطفال، وبينهم فتيات ثلاث من لبنان في عمر الورود، ألا يخجلون من ضميرهم ومن تاريخ بلادهم ومن الشعارات التي يرفعونها دفاعا عن حقوق الإنسان؟ أين القيم الإنسانية؟ أين العدل؟ الشجاعة ليست في شن حرب مدمرة أو في نصرتها بل في إيجاد حل عادل للمشكلة كي يعم السلام”.

وتابع: “أما عندنا في لبنان، فقد مضت سنة على شغور موقع الرئاسة وغيرها من المواقع الأساسية، وكأن لا شيء غريب أو ناقص، وكأن الحياة أصبحت مقتصرة على اللهاث وراء الحد الأدنى من مقومات العيش. لبنان الذي كان رائدا بدوره وديموقراطيته ودبلوماسيته يغيب عن الدور والموقف في هذه الظروف المصيرية. اللحظات الحاسمة من التاريخ تتطلب مواقف استثنائية وشجاعة، ونحن في منطقة مشتعلة قد يصل لهيبها إلينا، فهل من ظرف أخطر مما نحن فيه كي يحزم المعنيون أمرهم وينتخبوا رئيسا للبلاد تبدأ معه مسيرة تكوين الدولة وتحصينها، ومنع المغامرة بلبنان مع رفضنا الصارخ للظلم ووقوفنا الدائم إلى جانب الحق، ومعه يبدأ دور للبنان نتمناه رياديا”.

وختم: “أملنا أن ينظر الرب الإله بعين الرأفة على هذه المنطقة وعلى بلدنا، وينشر سلامه في العالم كله، وأن يتعقل المسؤولون عندنا ويضعوا مصلحة لبنان في الطليعة، ويجنبوه أية مصيبة قد تلحق به. ودعوتنا أن نقرأ الكتاب المقدس، ونحفظ وصايا الرب، وألا نكون حرفيين في حفظنا، بل أن تكون لنا أثمار محبة تليق بنا كأبناء حقيقيين لله الذي هو المحبة”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى