آخر الأخبارأخبار محلية

حزب الله يعزز وضعيته الداخلية.. طيّ ورقة العزلة نهائياً

يطرح المعنيون في الحياة السياسية اللبنانية سؤالاً محورياً يدور حول دور “حزب الله” في مرحلة ما بعد الحرب الدائرة في قطاع غزة وجنوب لبنان، فخصوم الحزب لديهم مخاوف حقيقية من أن يؤدي تقدم الحزب ميدانياً وتقدم حلفائه إلى تحسن واقعه السياسي الداخلي على حسابهم، خصوصاً اذا حصلت تطورات في المفاوضات وحصلت الولايات المتحدة الاميركية على تنازلات فعلية من حارة حريك حول الواقع الحدودي وعليه فإن المقابل سيكون نفوذاً إضافياً للحزب في الداخل اللبناني.

في المقابل يراهن حلفاء الحزب على التطورات نفسها ليكون نفوذها وحضورهم داخل السلطة والنظام اللبناني فاعلاً أكثر، خصوصاً وأن تقدم الحزب سياسياً لن يكون إلا عبر حلفائه، وهذا ما حصل سابقاً في الفترة الممتدة بين العام 2016 والعام 2019، اذ تمكن الحزب من رفع مستوى حضوره السياسي داخل المؤسسات من خلال ايصال حلفائه الى السلطة، مثل الرئيس السابق ميشال عون والاحزاب الحليفة التي تمثلت بالحكومات وسيطرت على غالبيتها بالتوازي مع فوز “قوى الثامن من اذار” بالاكثرية النيابية.

ولعل أهم ما حصل عليه “حزب الله” خلال المعركة الحالية هو وضعه حدّا نهائيا لفكرة العزل التي كان يسعى اليها خصومه، فالحزب اليوم يتواصل بشكل مستمر مع القوى الدولية ومن بينها فرنسا التي تنقل رسائل مباشرة من الولايات المتحدة الاميركية، بمعنى آخر بات الحزب المصنف إرهابياً، لديه علاقات ديبلوماسية مع دول غربية عديدة تعترف بوجوده السياسي والعسكري وتتعامل معه كأمر واقع لا يمكن تجاوزه، ليس في لبنان فقط بل بقضايا المنطقة والإقليم.

كما أن الحزب باتت تربطه علاقات وثيقة وتواصل مستمر مع دول عربية مثل قطر، وفتح ابواب التواصل، وإن كان المحدود، مع الامارات العربية المتحدة، وعليه فإن العزلة الخليجية التي كان يتعرض لها لم تعد بالحدّة السابقة، وهذا ما يساهم في إخراج الحزب من موقعه السابق الذي تلبّسه في السنوات الماضية والمرتبط بالعداء للدول العربية وتحديداً الخليجية، كل ذلك يصب في مصلحة حارة حريك الراغبة في تخفيف الاعباء السياسية التي تزيد الضغوط الشعبية والوطنية عليه.

كما ان التطورات السياسية الداخلية التي حصلت منذ بداية معركة طوفان الأقصى جعلت من الحزب منفتحاً على غالبية القوى والاحزاب خصوصا مع تقدم النائب السابق وليد جنبلاط بإتجاه التعايش مع سلاح الحزب ونشاطه العسكري وتقديم الغطاء السياسي له منذ اللحظة الاولى لبدء الاشتباك جنوبا، وهذا الامر ينطبق على الغالبية العظمى من القوى السنيّة ايضا…

هكذا طوى “حزب الله” مرحلة العزلة التي كاد يمر بها بعد التحركات الشعبية في ١٧ تشرين، وبات قادرا اليوم على إلزام خصومه بالتواصل معه او اقله وضع خطة لهذا التواصل في المرحلة المقبلة، فحارة حريك باتت ممراً إلزاميا لأي تسوية داخلية وهذه قناعة اقليمية ودولية وليس فقط داخلية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى