آخر الأخبارأخبار محلية

السياسة تفسد “الروح الرياضية”.. و”الماتشات” في مهب الاحتقانات الطائفية

تحطيم مدرجات، قذف زجاجات المياه الى اراضي الملاعب، اعتداء على الحكام، اطلاق شعارات سياسة وطائفية على المدرجات، ظاهرة باتت تطل بقوة على الرياضة اللبنانية وملاعبها، لتطال سمعتها وتاريخها وتنعكس ضرراً على مستقبلها. والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم  ماهي اسباب هذه الظاهرة؟  وهل يمكن ايجاد حلول جدية لها؟

 

السياسيون مسؤولون ايضا

خبير في الشأن الرياضي رأى في اتصال مع “لبنان 24”:”ان الوضع السياسي الذي تشهده البلاد جعل من الملاعب ساحات لتصفية الحسابات بين مناصري هذا الحزب او ذاك. ودعا الاندية إلى ضبط  جماهيرها  ومنعها من اطلاق الهتافات السياسية في الملاعب.

المصدر حمّل في حديثه السياسيين في لبنان مسؤولية وصول الامور إلى هذا المستوى من التعقيد، مشددا على المعنيين بضرورة العمل من اجل ابقاء الملاعب في لبنان ساحة للتنافس الرياضي فقط ،لا ساحة للاحتقان السياسي والمذهبي.

الاحتقان رياضي وليس مذهبيا

من جهته حرص جهاد الشحف امين عام اتحاد كرة القدم في لبنان في حديثه لـ “لبنان 24” على وضع ما يجري من حوادث شغب في الملاعب اللبنانية في اطار الحماس الرياضي الزائد  الذي ينتاب المشجعين لهذا الفريق او ذاك ولا سيما مشجعي الاندية الكبرى، والتي تنافس  بقوة للحصول على لقب بطولة لبنان في دوري كرة القدم او في دوري كرة السلة. وأكد على ان الموضوع  ليس له اي بعد طائفي او مذهبي.

الشحف ابدى في حديثه خوفه على مستقبل الرياضة، في ظل  الأزمة الاقتصادية الخانقة التي  يمر بها لبنان.

واضاف:”لقد وصلنا إلى  وضع  لم تعد فيه الاتحادات  قادرة على  مد الاندية بالمساعدات المادية  كما  كانت تمدها من قبل، الامر الذي يعتبر مؤشراً سلبياً لمستقبل الرياضة في لبنان.”

وعن دور الاجهزة الامنية في الحد من الشغب، اكد امين عام الاتحاد اللبناني لكرة القدم ان “حفظ الامن في الملاعب من مسؤولية القوى الامنية  والجيش مشيراً ان القوى الامنية متعاونة  في هذا الموضوع، وهي تقوم باعتقال كل من يحدث شغباً”.

 

الداخلية تفردت بالقرار

اما رئيس قسم الرياضة في تلفزيون “الجديد” حسن شرارة قال في حديثه لـ “لبنان 24″:” يؤسفنا القول ان الانقسام الطائفي في  لبنان قائم وموجود ، وهو يطال بتداعياته الحركة الرياضية ايضاً، والتي هي جزء من حركة المجتمع  ولا تنفصم عنه. لذا نرى الجماهير الرياضية في الملاعب تتأثر بهذا الانقسام احيانا، الامر الذي  ينعكس فوضى وشغب على المدرجات وداخل الملاعب.”

قرار تعليق الانشطة الرياضية  في الملاعب من تاريخ الاول من ايار حتى السادس عشر منه ، والذي اتخذه وزير الداخلية ، رأى فيه شرارة قراراً امنياً  يتعلق بالانتخابات ، والتي ستحصل في الخامس عشر من الشهر الحالي.

واضاف: “سبق لوزراء داخلية   في عهود سابقة ان اتخذوا مثل هذا القرار في مواسم الانتخابات ، ولكن اللافت هذا العام ان القرار الذي اتخذ جاء دون التشاور  مع  وزارة الشباب والرياضة  كما  كان يحصل سابقاً”.

 

شرارة اكد في حديثه على سلبية هذا القرار لجهة  تأثيره على اوضاع الاندية، والتي  لمعظمها عقود مع لاعبين اجانب، اضافة الى رواتب اللاعبين ، والتي تشكل مبالغ  ضخمة  بالنسبة  لميزانيات النوادي خاصة نوادي كرة القدم وكرة السلة. وهذه الرواتب هي بالعملة الصعبة، بحسب قوله.

واعتبر انه  كان يمكن الاستمرار في اقامة المباريات في تلك الفترة ، ولكن، بعد الحد من حضور الجماهير في الملاعب وجعله مقتصراً على اللاعبين  والادرايين فقط.

شرارة لم يخف في حديثه قلقه على مستقبل الرياضة في لبنان اذا استمر الوضع الاقتصادي على ماهو عليه من صعوبات،  وقال:” مما لا شك فيه ان الرياضة  في لبنان  تعاني  اوضاعا  صعبة للغاية  في ظل غياب  كامل للتمويل  نتيجة الظروف الاقتصادية السيئة التي نمر بها، وغياب كامل لدعم الدولة. والاهم  من  هذا  كله ان الرياضة  لم  تعد  في  اولويات رجال الاعمال، والذي اشتهر عدد منهم برعايته للانشطة الرياضية في الفترات الماضية  من  خلال  تقديم الدعم المادي والمعنوي.  فالوضع الاقتصادي الذي نعيشه  جعل  من الرياضة  ابعد ما يكون عن اهتمام هذه الفئة من الناس . اضافة الى ان المواطن اللبناني نفسه اصبح  اليوم  يفكر بكيفية  تأمين  لقمة الخبز وثمن المحروقات  قبل التفكير  بشراء بطاقة  لحضور مباراة  رياضية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى