واقعتان في أولمبياد بكين تثيران غضبًا عارمًا في كوريا الجنوبية

وأبدى الكثير من الكوريين استياءهم لحمل امرأة صينية ترتدي الهانبوك الوردي، وهو لباس كوري تقليدي، العلم الصيني، أثناء سيرها في حفل افتتاح الأولمبياد.
ورأى العديد من الكوريين الجنوبيين، أنها أحدث محاولة لبكين للاستيلاء على الثقافة الكورية.
وبعد بدأ المنافسة “ساءت الأمور أكثر” وفق موقع “فويس أوف أميركا”، إذ تم إقصاء اثنين من المتزلجين الكوريين الجنوبيين بمزاعم تحركات غير قانونية، مما سمح لزوج من المتزلجين الصينيين بالتقدم والفوز في النهاية بميداليات ذهبية وفضية.
وعبرت وسائل إعلام كورية جنوبية عن استيائها واتهمت حكام بكين 2022 بالتحيز لصالح الصين.
وندد مقال في صحيفة “سيول سينمون” الكورية بما يحدث في الألعاب الأولمبية وقال ساخرا “دع الدولة المضيفة الصين تأخذ جميع الميداليات وانتهى الأمر”.
وتأتي الضجة المناهضة للصين قبل أقل من شهر من الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها بشدة في كوريا الجنوبية.
وتفاعل أغلب المرشحين الرئيسيين في الانتخابات، مع الحدث، قائلين إن المتزلجين الكوريين الجنوبيين كانوا الفائزين الشرعيين وأن عرض الهانبوك هو أحدث دليل على أن الصين تنخرط في الاستيلاء الثقافي.
وحذر مرشح الحزب الحاكم ليثي جاي ميونغ على فيسبوك: “لا تطمع بثقافة (الآخرين)” بينما اتهم يون سيوك يول، المرشح المحافظ الرئيسي، في تدوينة على فيسبوك، بكين ببذل جهد كبير “لإخضاع التاريخ الكوري للصين ودمجه فيه”.
تزايد العداء
ويعكس الحادث العداء المتزايد تجاه ما يشعر به العديد من الكوريين الجنوبيين أنه تشويه الصين لتاريخهم.
وشهدت السنوات الأخيرة أيضًا اندلاع غضب قومي بسبب مزاعم وسائل الإعلام الحكومية الصينية بأن الكيمتشي، وهو طبق ملفوف مخمر، مشهور في كوريا الجنوبية، نشأ في الصين.
وتدعم التوترات مخاوف أوسع بشأن القوة الاقتصادية والعسكرية المتزايدة للصين، وموقفها الأكثر قتالية تجاه جيرانها، والذي يقول المحللون إنه محاولة من بكين لإعادة تأكيد مكانتها كقوة إقليمية مهيمنة.
ولم تكن الأمور دائمًا بهذا التوتر، ففي عام 2015، كان لدى 37 في المائة فقط من الكوريين الجنوبيين نظرة سلبية تجاه الصين، وفقًا لبيانات من مركز مركز “بيو” للأبحاث، لكن وبحلول عام 2020 ، تضاعف هذا الرقم إلى 75 في المائة.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن تصورات كوريا الجنوبية عن الصين أصبحت الآن مساوية تقريبًا للآراء حول اليابان، الحاكم الاستعماري السابق لكوريا.
وتدهورت العلاقات بين كوريا الجنوبية والصين بشكل خاص بعد عام 2017، عندما قامت سيول بتركيب نظام دفاع صاروخي أميركي، والمعروف باسم ثاد، لمواجهة التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية.
وعارضت بكين نشر القوات وشنت حملة للانتقام من سو اقتصاديا.
وساءت التصورات عن الصين بشكل خاص بين الشباب الكوري الجنوبي، “الذين ولدوا في وقت صعود الصين وشعروا بتأثيرها الشامل في كل مكان” ، كما قال جو مين ه، الذي يدرس العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة إيوا وومانس في سيول.
وبالنسبة للعديد من الكوريين الجنوبيين، أثار عرض الصين لباس الهانبوك خلال حفل افتتاح الأولمبياد وترا حساسا بشكل خاص على الرغم من أن الجدل قد لا يكون واضحا للمتابعين الخارجيين، تقول إذاعة “فويس أوف أميركا”.
من جانبها، قالت الصين إن عرض الهانبوك لم يكن المقصود منه أن يكون بيانًا عن أصولها الثقافية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook