آخر الأخبارأخبار محلية

ذكرى البطريرك صفير اليوم : رحل الباشا وبقيت بكركي

كتب طوني عطية في” نداء الوطن”: قلّ ما نجد في قائمة البطريركية المارونية هامات عظيمة لم تترك بصماتها المحفورة بالدموع والدماء والمواقف والإيمان. فلكلّ بطريرك حكاية مع السماء والأرض. من «الأوّل» مار يوحنا مارون إلى «السادس والسبعين» مار نصرالله بطرس صفير الذي تحلّ اليوم الذكرى الرابعة لرحيله، وخلفه ومن يخلفه.

Advertisement

قاد صفير المسيحيين في عزّ ضعفهم وتقهقرهم بعد اعتقال قادتهم ونفيهم. واجه الإحتلال السّوري إلى جانب اللبنانيين الأحرار. للبطريركية تاريخ طويل في مواجهة الاحتلالات. فلكلّ احتلال بطريرك. التعرّض للكيان كالمسّ بالمقدّسات، رفضوا جنوح «الأم الحنون» في مقاربة مصالحها على حساب لبنان اليوم كما في الأمس. عندما علم البطريرك التاريخي الياس الحويك بمخطّط فرنسي يقضي في إعادة النظر بحدود لبنان، قال للجنرال غورو: «إذا مُسّت حفنة من تراب لبنان فأنا خلال أربع وعشرين ساعة سأشعلها ثورة في البلاد».رفض صفير زيارة دمشق سائلاً: «أين يقع قصر المهاجرين؟». القصر الذي حوّل شعبه مع اندلاع الأزمة السورية عام 2011 إلى مهاجرين ولاجئين في بلاد الأمم. بعد أربعة أشهر على انسحاب الإحتلال الإسرائيلي من لبنان، أدرك صفير حجم التخاذل المحلّي والدولي في المطالبة بسيادة لبنان، أطلق نداء المطارنة الشهير في 20 أيلول 2000، «متّكلا على الروح القدس وشعبي»، كما قال لأحد المقربين منه الذي زار الولايات المتحدة لمعرفة رأيها في مسألة الإنسحاب السوري والتي كان جواب إدارتها آنذاك: «إذا بدكن شي من سوريا إذهبوا إلى دمشق». اتّكل على الروح الذي ساهم في انتخابه بطريركاً. وعملاً بمواهبه، قاد مصالحة الجبل، وساهم في تفجير ثورة الأرز. أنجز المهمّة واستقال بِكبرٍ في العام 2011 على عكس تخيّلات وأوهام بعض المناهضين لبكركي وسيّدها، تخلّى عن حبريته في منطقة لا يعرف حكامها وقادتها ثقافة الإستقالة أو التجرّد.في ذكرى غياب البطريرك الحاضر أبداً في الوجدان الوطني والمسيحي، ورغم هذا «الزمن البائس» الذي استشرفه صفير، تبقى بكركي كـ»وردة بين الأشواك». وأنّ «العشب الذي سينبت على أدراجها»، كما توقّع الحاكم التركي مظفّر باشا حين اشتدّ خلافه مع البطريركية المارونية زمن المتصرفية، سيُزهر حريّة وصلابة في الدّفاع عن لبنان وسيادته. رحل الباشا وبقيت بكركي.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى