آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – أمينة سر جمعية “عدل ورحمة”: تمكين المرأة ضروري لتحقيق التنمية المستدامة بعقليني: المرأة الريفية أثبتت مكانتها الفاعلة في التنمية

وطنية – ألقت المتخصصة في شؤون المرأة ومناهضة العنف أمينة سر جمعية “عدل ورحمة” سحر نبيه حيدر محاضرة حول “تمكين المرأة لتحقيق التنمية المستدامة”، ضمن المؤتمر العربي السادس للمرأة الريادية بعنوان “ريادة المرأة وإنماء المجتمع”، في مقر اتحاد الغرف العربية.

وأوضحت حيدر أن “عملية تمكين المرأة بمفهومها الحالي والهادف- وأنا أختار عبارة تمكين الإنسان- الفرد، أي الرجل والمرأة، تعني تزويده بالمهارات والأدوات والمعلومات والمسؤولية المتعلقة بعمله، ليتمكن كل في موقعه ومهامه الموكلة إليه وبحسب قدراته والمعطيات المتوفرة من تطوير الذات والتفاعل مع الآخر، واتخاذ القرارات المناسبة من دون حاجة إلى موافقة مسبقة من أي طرف آخر، ويترتب عليه تحمل المسؤولية كاملة في الفشل كما في النجاح، ويحاسب كل فرد على عمله سواء أكان رجلا أم امرأة”.

وعرضت نقاطا سريعة أوضحت فيها “العلاقة الوثيقة والمتوازنة بين التمكين والتنمية المستدامة: ​تعزيز المشاركة في اتخاذ القرار، ​تعزيز الوصول إلى الموارد والفرص، ​تحسين الصحة والتعليم، ​تعزيز المساواة والعدالة الاجتماعية، ​تعزيز المشاركة في سوق العمل”.

وقالت: “تمكين المرأة من دخول سوق العمل بشكل واسع وتحسين مهاراتها وموقعها الاقتصادي، يؤدي إلى نمو اقتصادي أكثر استدامة وتحسين فرص العمل والدخل للعائلات”.

أضافت: “التمكين عملية تغيير تقوم على أساس سياسات محددة الأهداف يشرف على تنفيذها إلى جانب السلطة السياسية هيئات المجتمع المدني بهدف إدخال نظم جديدة وتهيئة المناخات المؤاتية والظروف المتاحة لتحقيق التغيير ونماء المجتمع، على مختلف الصعد. التنمية مجموعة نضالات مستمرة وجهود منظمة، تسير وفق خطط متناسقة هادفة ومنسقة بين الإمكانيات البشرية المتاحة والمادية المتيسرة، التي تهدف إلى رفع الدخل القومي والفردي ومستوى حياة الإنسان على مختلف الصعد من دون الانتقاص من كرامته او استعباده أو استغلاله”.

وختمت: “التمكين لا يعني استقواء المرأة على الرجل او إلغاء دوره او الانتقام منه، بل يعني مساعدة الآخر ومساندته ودعمه كي يحقق الخير لذاته ولمجتمعه ويرتقي على سلم النجاح بعزة واستحقاق. جميعنا مسؤولون، كل في موقعه، اباء وأمهات، معلمون وأكاديميون، سياسيون ورجال دين وعاملون في المجال الاجتماعي… مسؤولون نحن عن نهضة الانسان الفرد المواطن الحر بكيانه وشخصيته ووجوده. ليتنا نستبدل كلمة “تنشئة” بدل كلمة تمكين، كلمة تضامن وتكافل وتعاقد من أجل مستقبل آمن لبلادنا وأهلنا وأولادنا، ومجتمع سليم يبدأ من الأمس ويستمر إلى الغد”.

بعقليني
وتعليقا على محاضرة حيدر، أكد رئيس جمعية “عدل ورحمة” الأب الدكتور نجيب بعقليني (في التوطئة ضمن الكتيب) أن “الجمعية تنفذ منذ ثلاث سنوات مشروع “الأمن الغذائي في لبنان” مع ٣٠٠ عائلة في كل محافظات لبنان ضمن التنمية المستدامة التي تحاكي استراتيجية الجمعية المتفاعلة مع حاجات المجتمع، لا سيما في هذا الزمن الصعب. من هنا يتطابق نص الدكتورة سحر نبيه حيدر، أمينة سر الجمعية، مع أفكار جمعيتنا ومبادئها. وإلى جانب دفاعها عن حقوق الإنسان، لم ولن تتجاهل جمعيتنا أهمية التنمية المستدامة ودور المرأة الفاعل والأساسي في تحقيق أهداف التنمية وركائزها”.

وأوضح أن “غاية التنمية المستدامة خدمة الإنسان، لذا عليه العمل على تطوير ذاته، لتنفيذ برامجها كاملة، عبر تنمية الموارد البشرية. من هنا نؤكد أن المرأة محرك أساسي وركن ضروري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والشاملة. نعم، إنها عنصر بشري مهم كونها تشكل دعامة في العملية الإنتاجية، من خلال الربط بين التنمية والتربية والعلم في تطوير مؤهلاتها ومهاراتها وترشيد نشاطها خدمة للنشاط الجماعي في الإنتاج، لذا لا بد من دعم المرأة وتشجيعها لخوض مجالات عمل جديدة ومتنوعة، والمشاركة في إعداد الخطط، وتنفيذها، في المجالات التنموية، وعلى الصعد كافة”.

ووجه “تحية تأييد” إلى “الجمعيات غير الحكومية التي عبدت الطريق أمام المرأة لخوض الحياة السياسية، ما منحها زخما معنويا، وأرضية خصبة للتعبير بواقعية عن قضاياها. اليوم، بات ملحا أن يسمح المجتمع للمرأة بمناقشة القضايا الشائكة ومعالجتها، خصوصا تلك التي تطالها، لا سيما أن قضايا المرأة تعتبر أحد الأركان الأساسية لقضايا المجتمع والوطن”.

تابع: “تناضل المرأة من أجل تثبيت دورها ومكانتها على أساس المساواة مع الرجل، في بعض المجالات. وهذا منطقي وطبيعي لأن الرجل رجل، في تركيبته، والمرأة امرأة. لا بد من أن يعالج المجتمع أوضاع المرأة وإنصافها من خلال تبني قرارات، واتخاذ تدابير سياسية وقانونية واقتصادية واجتماعية، من هنا مطلوب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تحطيم الحواجز، وتغيير الذهنيات والصور النمطية، وتجاوز رواسب الصورة السلبية القاتمة للمرأة في الثقافة والمجتمع، لا سيما دورها ومكانتها، ورسم صورة أكثر موضوعية وتوازنا”.

وأشار إلى أنه “من خلال مشروعنا “الأمن الغذائي في لبنان”، أكدت المرأة الريفية دورها ومكانتها الفاعلة في عملية التنمية، عبر العمل الزراعي والتصنيع الزراعي وتسويقه. لا شك في أن التنمية الاقتصادية تؤدي إلى تحسين أوضاع المرأة في العالم، وهو عامل تنموي واقتصادي مهم، كذلك تؤدي إلى محاصرة الفقر”.

وختم: “يشكل الوعي الذاتي لدى المرأة، النابع من قناعة راسخة، وقدرة ذاتية، وإرادة حرة متطورة، قاعدة متينة لإعادة رسم ذهنية تربوية منفتحة ومتطورة على التنمية المستدامة. حينئذ تثبت المرأة، أنها، فعلا، عامل تجديدي، لأنها تملك المؤهلات المناسبة، والقدرة على التفاعل في عملية التغيير وإعادة إصلاح المجتمع. أليست المرأة عامل توازن في المجتمع؟”

 

                                       =========ن.أ.م


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى