إعتداء عوكر في منطقة محصّنة… هل البلد مكشوف أمنياً؟
فهي، وبقطع النظر عن استهدافها سفارة غربية بما تمثله في الوزن والعلاقة والموقع، أكدت حجم الثغرات الأمنية التي كان يُفترض ألّا تحصل وألّا تكون موجودة في منطقة امنية بامتياز، حيث تتواجد حواجز وثكنة للجيش، فضلاً عن كاميرات مراقبة تغطي كل المساحة المستهدفة. وهذا يدلل على ان البلاد مكشوفة امنياً رغم كل التطمينات والتأكيدات التي تصدر عن قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، كما يدلل على رغبة المتضررين بالعودة الى أسلوب الترهيب لتوجيه الرسائل، بعدما كان هذا الأسلوب قد تراجع الى حد ما وبات مسقوفاً بخطوط حمر، يبدو انها سقطت اليوم.
كما ان ما تكشّف من معلومات عن ان الاستهداف لم يحصل عبر سيارة وانما من موقع مواجه للسفارة، يؤكد ان الجهة الفاعلة خططت ونفّذت ولم يكن الحادث عملاً متسرعاً أو عفوياً أو انفعالياً، خصوصاً انه تزامن مع ذكرى تفجير السفارة قبل نحو أربعة عقود.
وبقطع النظر عن تلك الرسالة الأمنية الخطيرة في مغزاها المشار اليه، يتكشّف بُعد آخر لهكذا رسالة ليس في الداخل اللبناني وانما أيضاً في دوائر القرار الأميركي، اذ لا يخفي المصدر قلقه مما سترتبه هكذا رسائل على قوى الضغط العاملة داخل الولايات المتحدة الأميركية على نحو يضعف حجتها ويعزز حجة الفريق المعارض لأي سياسة دعم أميركي للبنان ولا سيما لمؤسساته العسكرية والأمنية. ويخشى في هذا السياق ان تتأثر المساعدات المقدمة للجيش، اذ ستكون حجة المعترضين قوية جداً لجهة عجز المؤسسة عن حماية السفارة، ما ينفي بالنسبة الى هذا الفريق الذريعة او المبرر لتحويل المساعدات، ويضعف في المقابل حجة قوى الضغط العاملة والمدافعة نحو زيادة حجم الدعم للبنان. وسيكون لوفد من “مجموعة الدعم لأجل لبنان” Task force for Lebanon زيارة الأسبوع المقبل ربما الى بيروت للقاء عدد من المسؤولين. ويُخشى ان يتم تعديل موعد الزيارة او برنامجها اذا اخذ الحادث الأخير أبعاداً تتصل بعدم جدوى الاستمرار في التسويق والضغط امام الكونغرس من اجل تعزيز برنامج المساعدات وليس تقليصه أو وقفه، كما يتردد اخيراً.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook