آخر الأخبارأخبار محلية

معركة كسر عظم بين عون وبري.. هل يهدّئ حزب الله الجبهة؟!

قبل أن تنتهي ولايته الدستورية، ويتخلى عن لقب “فخامة الرئيس” لصالح العودة إلى “جنرال الرابية”، بكلّ ما يختزنه الأخير من مدلولات في ذاكرة اللبنانيين، أعاد الرئيس السابق ميشال عون “التوتر” إلى خط علاقته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، لتشتعل “الجبهة” بينهما، وتندلع السجالات “النارية” على خطها، في إطار ما توصَف بمعركة “كسر العظم” التي تعود جذورها لما قبل وصول عون إلى الرئاسة أساسًا.

 
لعلّ مقدّمات نشرات أخبار “NBN” التي انتشرت كالنار في الهشيم في الأيام القليلة الماضية، جسّدت خير تجسيد المستوى الذي وصلت إليه العلاقة، إذ لا يمكن أن يكون مجرّد تفصيل أن تتوجّه المحطّة المحسوبة على بري، بكلام مباشر إلى عون، تدعوه من خلاله إلى “الرحيل غير مأسوف عليه”، بل أن يأخذ معه “حاشيته وصهره”، في إشارة إلى رئيس تكتل “لبنان القوي” جبران باسيل، الذي أصرّت على وجوب ألا “يتفركش” به أحد بعد اليوم.

 
وإذا كانت العلاقة بين عون وبري شهدت قبل “العهد” وأثناءه الكثير من محطات الصعود والهبوط، خصوصًا أنّ ما جمعهما ولا يزال هو “حليف الحليف”، أيّ “حزب الله”، فإنّ علامات استفهام كثيرة تُطرَح عن مآلات “الخلاف” الجديد، والذي يبدو أنّه خرج عن السيطرة، فما الخلفيات الحقيقية لما جرى؟ وإلى أين تتّجه العلاقة في القادم من الأيام؟ وهل يدخل “حزب الله” على خط التهدئة، كما درجت العادة؟
 
“البادئ أظلم”
 
بالنسبة إلى المقرّبين من بري والمحسوبين عليه، فإنّ عون وباسيل يتحمّلان مسؤولية “الاشتباك الكلامي” الأخير بين الجانبين، انطلاقًا من المبدأ القائل “البادئ أظلم”، ولا سيما بعد التصريحات الإعلامية التي أدلى بها الرجلان في الأيام القليلة الماضية، والتي عادا فيها إلى “عادتهما القديمة” بالهجوم على بري واتهامه بـ”الفساد”، وتحييد “التيار” الشريك في كل الحكومات المتعاقبة، عن “المنظومة” بأسرها، وكأنّ ذلك يمكن أن ينطلي على أحد.

 
يقول هؤلاء إنّ عون “توّج” هذا “الانقلاب” غير المفهوم ولا المبرَّر على بري، بـ”قصف” مبدأ الحوار الذي أعلن رئيس مجلس النواب اعتزامه الدعوة إليه، قبل ان يصدر اليوم بيانا
“يعتذر فيه عن السير قدماً بهذا التوجه نتيجة الإعتراض والتحفظ سيما من كتلتي “القوات” و”التيار” ، رغم أنّ نوابًا محسوبين على تكتل “لبنان القوي” كانوا قد أبدوا إيجابية إزاءه، فإذا بـ”جنرال الرابية” يعتبر أنّه “لا يحقّ” لرئيس البرلمان أن يدعو إلى حوار، حتى لو لم يكن هناك رئيس للجمهورية، في مفارقة بدت “صادمة” لأوساط عين التينة، ولا سيما أن بري لطالما كان “عرّاب” طاولات الحوار.
 
لكلّ هذه الأسباب، يرى المؤيدون لوجهة نظر بري أنّ عون وباسيل هما من أطلقا شرارة “المعركة”، إن جاز التعبير، مشيرين إلى أنّ المُستغرَب في الأمر كان أن يطلق عون مثل هذه المواقف بحق رئيس المجلس، ومثله يفعل باسيل، بعد أيام فقط على ما وُصِفت بـ”المبادرة العونية”، التي تولى باسيل بنفسه نقلها إلى عين التينة، حيث خرج أمام الإعلام ليتحدّث عن أجواء إيجابية، وعن حوار واعد، وما إلى ذلك.
 
أين “حزب الله”؟
 
في مقابل رواية المحسوبين على “الأستاذ”، يكتفي المدافعون عن عون وباسيل بـ”استهجان” اللغة التي اعتمدتها حركة “أمل” في الهجوم عليهما، لتخلص إلى أنّ بري “أدان نفسه بنفسه” من خلال هذا الأسلوب، إذ “كيف يمكن لمن يدعو إلى الحوار، أن يهاجم خصومه بهذا الشكل؟ وهل يمكن لمن يعلن نفسه طرفًا واضحًا في الخلاف أن يقود المبادرات الحوارية؟”، علمًا أنّ ما يقول “العونيون” عن بري، كجزء من منظومة الحكم، لم يكن جديدًا بالمُطلَق، وفق هؤلاء.
 
وسط ذلك، تُطرَح الكثير من علامات الاستفهام عن موقف “حزب الله”، حليف عون وبري في آنٍ واحد، علمًا أنّه نال “نصيبه” من كلام الرئيس السابق، حين أوحى في إحدى إطلالاته التلفزيونية، أن وقوفه إلى جانب بري، عائد لكون “الحزب” و”الحركة” بمثابة “توأم سيامي”، أو “ملتصق”، بمعنى أنه لا يمكن فصلهما، فهل سيقف “الحزب” على الحياد، ويتفرّج على “خلاف” حليفيه، أم يتحرّك لتهدئة “الجبهات”؟!
 
يعتقد العارفون أنّ “الحزب” على جري عادته، بدأ “جس النبض”، وهو يتحرّك بصمت، بعيدًا عن القيل والقال، لأنّه يرفض الوصول إلى هذا الدرك في التعاطي بين حلفائه، ولكنّه في الوقت نفسه، يتفهّم “خصوصية” كل من عون وبري، كما يراعي “خصوصية” اللحظة الحالية، وأكثر ما يهمّه، يبقى في الحفاظ على علاقته “الودية” مع الطرفين، لأنه يحتاج إلى كليهما، ولا يعتبر ذلك “تعجيزيًا” بالنظر إلى “العواصف” التي اجتازها في السابق.
 
أضحت عبارة “الكيمياء المفقودة” بين بري وعون مملّة لكثرة استهلاكها، لتبرير كل “خلاف” يقع بين الرجلين، لكن، أبعد منها، ثمّة علامات استفهام تُطرَح عن الأسباب الحقيقية للصراع المتجدّد في هذا التوقيت بالتحديد، فهل يمكن أن يكون هناك من “اغتاظ” من دعوة بري للحوار، في ظلّ حالة الشلل والفراغ التي تعيشها البلاد، وأيّ “بدائل” يطرحها هؤلاء الممتعضون،بعد سحب بري ورقة الحوار، إن وُجِدت؟! 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى