كيليان مبابي يتلقى “توبيخا حادا” من والده… مثال حي لمخاطر “الديب فايك”
في 28 آب/ أغسطس الماضي، أظهر مقطع فيديو نجم المنتخب الفرنسي لكرة القدم كيليان مبابي بصدد تلقي توبيخ صارم من رجل قدم على أنه والده ولاقى المقطع المصور رواجا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي. ونشر المقطع المصور من قبل حساب متخصص في عمليات “الديب فايك – التزييف العميق” الساخرة عبر المحاكاة مستخدما صور تم توليدها عبر الذكاء الاصطناعي وتسمح بتغيير وجه بآخر. لكن نفس المقطع تعرض لعمليات نسخ كثيرة بهدف إخفاء المؤشرات الدالة على طابعه الكوميدي غير الحقيقي. فيما تحدث صاحب الفيديو عن شعوره بعد تحويل وجهة فكرته.
نشرت في: 07/09/2023 – 17:16
5 دقائق
حرر هذا المقال: ألكسندر كابرون
“سأتولى حل مشكلتك. أريد أن أعيد تأدبيك لأنه عندما نتحدث إليك، يبدو لي أنك لا تفهم أو تجد صعوبة في ذلك” يقول والد الفتى في مقطع فيديو يبدو أنه التقط داخل مدرسة.
نشر الفيديو في 28 آب/ أغسطس الفائت على حساب ”فرانش أي إي أوفر @frenchaicovers” على تويتر وتطبيق تيك توك وكتب معه “عاجل – فيديو حصري: ويلفريد مبابي يوجه توبيخا قاسيا لابنه كيليان مبابي بعد شائعات بخصوص مستقبله مع فريقه باريس سان جرمان” وذلك في إشارة إلى تردد اللاعب طيلة الصيف الماضي بشأن تجديد عقده مع فريق العاصمة الفرنسية أو الانتقال إلى ريال مدريد الإسباني. ودون شك، تتطابق أوصاف الفتى الظاهر في مقطع الفيديو مع كيليان مبابي عندما كان طفلا.
وبالفعل، فإن مقطع الفيديو لا يعد سوى “ديب فايك” (تزييف عميق)، فهو عبارة عن مقطع مصور تم تركيبه باستخدام الذكاء الاصطناعي من خلال تغيير الوجه الحقيقي للطفل الظاهر في التسجيل بوجه كيليان مبابي.
“لم يتطلب مني إعداد هذا المقطع المصور سوى بضع ساعات”
تواصل فريق تحرير مراقبون فرانس24 مع يونس، وهو مطور برمجيات إعلامية يبلغ من العمر 25 عاما ويدير حساب ”فرانش أي إي أوفر @frenchaicovers ” حيث يقول:
أنا من محبي البرمجيات الإعلامية منذ كنت صغيرا جدا، ومن أشد المهتمين بتكنولوجيا “الديب فايك – التزييف العميق”. قمت بتدريب نفسي بنفسي من خلال البحث عن دليل الاستخدام عبر الإنترنت في المصادر المجانية التي تمكن من إعداد صور “ديب فايك” بسهولة تامة. تطلب الأمر جهاز حاسوب بمواصفات جيدة ولكن الأمر لا يحتاج إلى معرفة أمور دقيقة، وببساطة يكفي أن تكون قادرا على التعامل مع برمجيات المصادر المفتوحة open source”.
لم يتطلب مني إعداد هذا المقطع المصور عن كيليان مبابي سوى بضع ساعات انطلاقا من مقطع الفيديو الأصلي. كان علي فقط إدخال بعض التغييرات في عملية الإعداد لجعل الوجه يبدو أكثر قربا للواقع، ودون أن يتطلب منا الأمر أن نكون محترفين في تركيب الفيديوهات. أنا مصدوم بشكل كبير من جودة النتيجة الأولى للعملية التي قامت بشكل أتوماتيكي بأخذ الإضاءة وحركات الوجه في الحسبان.
الأمر المذهل في الموضوع، هو أنني تمرنت على خوارزميات مع صور مبابي بعد بلوغه وليس عندما كان طفلا. لكن النتيجة أظهرت مبابي عندما كان طفلا بالرغم من كل ذلك الجهد.
وأرسل يونس إلى فريق تحرير مراقبون طريقة إعداده لمقطع الفيديو بالتفصيل. وبعد برهة من الحسابات تم خلالها استخدام برنامج يتيح صناعة نسخة أولى من المقطع انطلاقا من وجه كيليان مبابي مع وجه الفتى الصغير، كانت بعض التغييرات فيما يخص التركيب ضرورية حتى يصبح التسجيل المصور أكثر قربا للواقع.
“تم تداول المقطع بشكل كبير حول العالم”
ولكن صاحب حساب ”فرانش أي إي أوفر @frenchaicovers ” يريد البقاء بغاية الوضوح بخصوص منهج نشاطه عندما يقول:
في سياق حسابات على تويتر وتيك وتوك، أريد أن أوضح أن غايتي التامة هي السخرية عبر المحاكاة. كانت مجرد مزحة، بشكل عام، إذ أن كل من نشر تعليقا أن تابع حسابي لأنه يعرفني، كان يعلم تمام العلم أن غاية الفيديو هي الضحك. جعلت الأمر واضحا بأكبر قدر مستطاع من خلال إضافة علامة مميزة على المقطع المصور. حتى أنني نشرت تغريدة ثانية على تويتر للتأكيد بأن الأمر يتعلق بمحاكاة بنية السخرية.
⚠️ Cette vidéo est une parodie et a été générée avec une IA (deepfake) ⚠️ Ne croyez pas aux vidéos que vos tontons vous envoit sur Whatsapp
— French AI Covers (@frenchaicovers) August 28, 2023
يردف يونس قائلا:
المشكلة، هي أنه ما إن نشر المقطع المصور على وسائل التواصل الاجتماعي، لم نعد نملك السيطرة عليه بالضرورة. رأيت عددا كبيرا من الأشخاص يأخذون مقطع الفيديو ويسحبون العلامة المميزة ويعيدون نشره وهم يقولون أن الأمر يتعلق بمبابي عندما كان طفلا. كما تم تداول المقطع المصور بشكل كبير حول العالم، إذ أنني رأيت منشورات منه باللغات الإنكليزية والعربية وحتى بالإسبانية.
أعتقد أن الناس كان يريدون تخيل سردية ما بشأن هذا المقطع المصور لنشر انطباع بأنه صحيح على الرغم من أن الأمر يتعلق في البداية بمجرد مزحة. أعتقد أن ذلك يتم لأن الناس لديهم دائما نوع من الرغبة في البحث عن الفيديوهات المذهلة بشأن ماضي كيليان مبابي.. أي مقطع فيديو يريدون إخفاءه عن العموم..
كل ذلك يظهر خطورة “الديب فايك”، إنها تكنولوجيا متاحة أكثر فأكثر للجميع حيث أصبحت تتطلب أقل بكثير من المجهود والحسابات، إنها أشبه بعملية “دمقرطة” الخداع المعمق. أعتقد أننا اليوم بحاجة إلى توعية بشأن موضوع “الديب فايك” والتي لا تتم بالقدر الكافي.
//platform.twitter.com/widgets.js
مصدر الخبر
للمزيد Facebook