آخر الأخبارأخبار محلية

هذا هو سبب قلق واشنطن وباريس على لبنان

لم يسبق أن حظي لبنان بهذا القدر من الاهتمام الدولي. ولو لم تكن كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا قلقتين مما يجري في الجنوب، وما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في ضوء الاعتداء الاسرائيلي المباشر على إيران باعتبار أن مبنى قنصليتها في دمشق هو أرض إيرانية لما كان كل هذا الاهتمام. فواشنطن ومعها باريس يعرفان تمام المعرفة خطورة الحرب على لبنان، وما يمكن أن تستجرّه من تبعات على الاستقرار العام في المنطقة. وهذا ما سبق أن حذّر منه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أكثر من مرّة في سعيه المتواصل لتجنيب لبنان تجرّع شرب هذه الكأس المرّة، والتي لن تقتصر مرارتها على لبنان فقط، بل ستشمل المنطقة بأسرها، وذلك نظرًا إلى ما يمكن أن تكون عليه الأوضاع المتفجّرة في حال قررت تل أبيب توسيع حربها بحجة القضاء على “حماس” و”حزب الله” المعتبرين من قبل أميركا والمجتمع الغربي الرسمي وغير الشعبي عاملين غير مساعدين للاستقرار في المنطقة لارتباطهما المباشر بطهران.

 

 فالاعتداء الذي تعرّض له المبنى القنصلي في دمشق هو اعتداء سافر ومباشر على إيران. وقد يكون الهدف منه استفزاز طهران لإجبارها على الردّ بما يتناسب مع حجم هذا العدوان. وإذا ردّت إيران في الوقت والزمان المناسبين فإن لا شيء يضمن عدم استتباع ذلك بردّ على الردّ. وهذا يعني نظريًا إدخال كل من “حزب الله” والحوثيين في اليمن في حرب مواجهة شاملة ومفتوحة على كل الاحتمالات ضد إسرائيل، التي تراهن على تدّخل أميركي وغربي مباشر في هذه الحرب، التي تعتبرها تل أبيب وجودية. ولهذا السبب حاول رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو تصوير الحرب ضد “حماس” أولًا، وضد “حزب الله” ثانيًا، والحوثيين ثالثًا، بأنها حرب دينية، بما يعني ذلك تحريك “اللوبي” الصهيوني في العالم، وبالأخصّ في الولايات المتحدة الأميركية الخاضعة في شكل أو في آخر لنفوذ هذا “اللوبي”.

 

وقد يكون تدّخل أميركا في الحرب الشاملة إذا وقعت مقدمة لحرب أوسع يُخشى أن تحمل الرقم 3 في سلسلة الحروب العالمية. من هنا يمكن فهم قلق كل من واشنطن وباريس مما يجري في جنوب لبنان بالتوازي مع ما يجري في جنوب قطاع غزة. وهذا ما كشفته زيارة وزير الخارجية الأميركية انطوني بلينكن لباريس، الذي التقى كلًا من الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره ستيفان سيجورنيه ووزير الدفاع سيباستيان ليكورنو. وقال بلينكن عقب هذه اللقاءات: “نواصل التنسيق عن كثب في لبنان لمنع توسع الصراع في المنطقة. هناك تهديد يفرضه “حزب الله” وإيران على إسرائيل وكلانا تعهدنا بالقضاء عليه. أمّا سيجورنيه فقال: “يجب تجنّب التصعيد الإقليمي وتحديداً في لبنان”. وأضاف: “إنّ كل تحركاتنا في الشرق الأوسط تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة”.

 

فهذان التصريحان لا يمكن فصلهما زمنيًا عما تركه العدوان الإسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق من تداعيات استلزمت استنفارًا ديبلوماسيًا واسعًا لتلافي مخاطر هذا العدوان، الذي قد يقلب كل المعادلات السابقة ويعيد خلط الأوراق في المنطقة، ويؤخرّ عقارب الحلول المطروحة في انتظار تلمّس تداعياتها على مجمل الملفات ومنها لبنان، خصوصا في ظل تهديدات إيران و”حزب الله” معاً بأن “هذه الجريمة لن تمرّ من دون أن ينال العدو العقاب والانتقام”.

 

فكيف سيكون هذا الردّ وأين ومن أين؟
فإذا قرّر الإيرانيون أن يكون الردّ الانتقامي من لبنان، وعلى منطقة قد تعتبرها تل أبيب من “المحرمات”، فهذا يعني أن لبنان دخل في دائرة الخطر الحتمي. وقد يكون هذا ما سعت قيادة الحرب في إسرائيل إليه عندما استهدفت إيران في عقر دارها.
 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى