آخر الأخبارأخبار محلية

لودريان يَعِد بعودة عاجلة: الوقت ليس لصالح لبنان

غادر الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لبنان أمس واعداً بعودة عاجلة إليه “لأنّ الوقت لا يعمل لصالح لبنان” كما أعلن بنفسه.

وبدا واضحاً أنّ الانطباعات الموضوعية المتجردة التي تركتها مهمة لودريان في جولته الأولى لا تبعث إطلاقاً على التفاؤل بأيّ تبديل وشيك في معالم الأزمة الرئاسية بعدما تظهرت لدى الموفد الفرنسي الصورة الشديدة التعقيد والصعوبة للانقسامات اللبنانية حيال الأزمة والتضارب في الرؤى حيال المخارج الممكنة لها بما يستدعي تالياً تعاظم الشكوك في السبل المتاحة لفرنسا لاجتراح ما استعصى عليها تمريره في الأشهر الثمانية السابقة من عمر الفراغ الرئاسي.

وبحسب صحيفة “النهار”، يبدو الدور الفرنسي نفسه في مأزق مماثل إن لم يكن أكبر من المأزق اللبناني في إيجاد مقاربة مختلفة عن مقاربة دعم ترشيح سليمان فرنجية رئيساً وتعيين نواف سلام رئيساً للحكومة التي واجهت عمليّاً الإخفاق، فإنّ الأزمة عادت بعد أيّام الجولة الأولى من مهمّة لودريان في لبنان إلى نقطة الانتظار وملء فراغ ترقّب عودة لودريان في تموز بالسجالات والتنظير فقط! إذ ليس في الوارد توقّع أيّ شيء او أيّ تحريك داخلي راهناً قبل الزيارة الثانية للودريان الذي بعد أن يقدّم تقريره “المتشائم” للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ويتّفق معه على طبيعة المسالك التي سيتبعها في الفصل الثاني من المهمة، سيقوم بزيارة الرياض والدوحة وسيفتح باب التشاور على أوسع نطاق مع الشركاء الخمسة لفرنسا في مجموعة “اللقاء الخماسي” حول ما يمكن القيام به في لبنان بتوافق الدول الخمس.
 
وفي ختام جولته في بيروت أمس، كشف لودريان عن معالم المرحلة الثانية من مهمّته. فأعلن في بيان أنّه “بناء على طلب رئيس الجمهورية، الذي عيّنني موفده الشخصي من أجل لبنان، قمت بزيارة إلى لبنان من 21 إلى 24 حزيران، في هذه الزيارة الأولى أردت أوّلاً أن أصغي، لذا التقيت بالسلطات المدنيّة والدينيّة والعسكريّة بالإضافة إلى ممثلين عن كافة الأطراف السياسيّة الممثلة في مجلس النواب.
 وأضاف: “سوف أرفع تقريراً حول هذه المهمة إلى رئيس الجمهورية فور عودتي إلى فرنسا. وسأعود مجدّداً إلى بيروت في القريب العاجل لأن الوقت لا يعمل لصالح لبنان”.
وتابع: “سوف أعمل على تسهيل حوار بنّاء وجامع بين اللبنانيين من أجل التوصّل إلى حل يكون في الوقت نفسه توافقياً وفعّالاً للخروج من الفراغ المؤسساتي والقيام بالإصلاحات الضروريّة لنهوض لبنان بشكل مستدام وذلك بالتشاور مع الدول الشريكة الأساسية للبنان”.
 
وكان المبعوث الرئاسي الفرنسي اختتم زيارته للبنان بلقاء وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب في الوزارة، صباح أمس برفقة سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو ووضعه في أجواء لقاءاته مع الأطراف اللبنانيين، على أن يواصل إتصالاته قريباً.

وقال مصدر سياسي مطلع لـ “الديار” ان لودريان كان حريصا في التأكيد على سلوك الحوار والتوافق وانه طرح اسئلة عديدة حول الموقف من الحوار وشكله من دون ان يبدي اشارة صريحة حول كيفية ومكان اجراء هذا الحوار.
واضاف المصدر ان الموفد الرئاسي الفرنسي استمع الى اراء ومواقف الاطراف على ضوء المستجدات الاخيرة المتصلة بالاستحقاق الرئاسي وطرح اسئلة عديدة ومتنوعة على هذه الاطراف تتعلق بأسباب وخلفيات اختياراتهم وتصويتهم لهذا المرشح او ذاك مدونا ملاحظاته على ضوء الاجوبة التي تلقاها للبناء عليها في صياغة تقريره واقتراحاته لاحقا.

ومن المنتظر ان يعود لودريان الى بيروت بعد العيد الوطني الفرنسي الذي يصادف في 14 تموز المقبل لاجراء جولة جديدة يؤمل ان تكون عملية في طرح افكار محددة للخروج من الازمة الرئاسية.
وحسب المصدر فان لودريان كان حريصا على عدم الدخول في تفاصيل هذه الافكار لكنه جدد التأكيد على رغبة الرئيس ماكرون في بذل كل ما يمكن لمساعدة لبنان من اجل انتخاب رئيس للجمهورية وانقاذه من الازمة التي يتخبط فيها.

ووفقا للمعلومات المتوافرة لـ “الديار”، فإن لودريان سيبحث مع فريق العمل الفرنسي في السيناريوهات الممكنة لترجمة رغبة وارادة الرئيس الفرنسي في مساعدة لبنان واللبنانيين وستكون بموازاة ذلك مشاورات لهذه الغاية مع المسؤولين المكلفين متابعة الملف اللبناني في دول اللقاء الخماسي.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى