عمليات التجميل في لبنان.. هل تحوّل الأمر إلى هوس؟
وفي حديث إلى “لبنان 24″، أشارت سعادة إلى أن بعض الفئات من الناس، حين تشعر بالضغط الكبير وبأن الأمور خارجة عن سيطرتها مادياً، معنوياً أو مهنياً، قد تلجأ إلى الإجراءات التجميلية كي تشعر بالسيطرة على شكلها، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على اضطرابات الطعام فيختار المرء كم يريد أن يكون نحيفاً على سبيل المثال.
كما لفتت سعادة إلى “التريند” في لبنان، قائلة إن البعض قد يتشجّع على الخضوع لإجراء تجميلي معيّن حتى ولو لم يكن بحاجة ماسّة إليه فقط لأنه رآه “على الموضة”، داعية لمتابعة المراهقين بشكل خاصّ من الناحية النفسية سواء على المستوى العائلي أو الطبي.
إلى ذلك، شددت سعادة على أن العمليات التجميلية لا تضمن الرضى عن صورتنا الخارجية دائماً، وبالتالي لن تحلّ المشاكل النفسية المتعلقة بالتواصل، الثقة بالنفس وصورة الإنسان الذاتية عن شكله.
وعن اللبنانيين، شددت سعادة على أن الإهتمام بالمظهر يأتي في صلب شخصيتهم، وليس خاطئاً أن يحافظ المرء على شبابه وصحة بشرته وسواها، إلا أن المشكلة الفعلية تكمن حين يصل الأمر إلى تغيير المظهر بشكل جذري، بما لا يتناسب لا مع العمر ولا مع الصورة النمطية في التجميل، لأن الأمر هنا يتعلّق باضطراب تشوّه الجسم نفسياً، وهو حالة صحية عقلية تسبب قلقًا مفرطًا يتعلق بكيفية نظر الشخص إلى مظهره وتفكيره فيه.
الغرض من الجراحة التجميلية
تلاحظ الأكاديمية الأميركية لجراحة التجميل أن الجراحة التجميلية تهدف إلى علاج مناطق الجسم التي لا تعمل كما ينبغي أو لتحسين المظهر.
وبحسب الأكاديمية، تركز الجراحة التجميلية على تحسين المظهر لأسباب جمالية في الأغلب وليس لأسباب طبية. كما أن هذه الجراحة اختيارية ، مما يعني أن الشخص يختار بنفسه إجراءها من عدمه بدلاً من القيام بذلك بناءً على توصية من الطبيب.
ايجابيات التجميل
بحسب موقع Medical News Today، لعمليات التجميل إيجابيات كثيرة، ومنها:
تحسين الثقة بالجسم والصحة العقلية: يمكن للجراحة التجميلية أن تساعد الناس على مواءمة أجسادهم مع الشكل الذي يريدون، كما تساعد على احترام الذات وتخفيف أعراض حالات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب في بعض الحالات.
تحسين عمل الوظائف: تركز الجراحة التجميلية على تحسين الوظيفة وتصحيح مناطق عدم الانتظام أو الخلل الوظيفي، مما قد يساعد في تحسين نوعية حياة الشخص.
السلبيات موجودة أيضاً…
وفي ما يلي بعض العيوب المحتملة لجراحة التجميل:
توقعات غير واقعية: تنص الجمعية الأميركية لجراحي التجميل (ASPS) على أن الإجراء الجراحي قد يكون قادراً على إصلاح مشكلة معينة، لكنه لا يمكن أن يجعل الشخص يبدو مثل شخص آخر أو يصل إلى مستوى الكمال الذي قد يبحث عنه الناس.
قلة الخبرة: عادة ما يكون الأمر متروكاً للفرد للعثور على جراح تجميل مناسب، وليس من الواضح دائماً ما إذا كان الطبيب لديه ما يكفي من الخبرة والمهارة لأداء إجراءات معينة، وبالتالي بدلاً من أن يحسّن من شكل مريضه قد يزيده سوءاً.
التكاليف الباهظة: غالباً ما تكون الجراحة التجميلية باهظة الثمن، خاصة وأن التأمين الصحي إن وجد، لا يغطي هذا النوع من الجراحات من دون أسباب طبية مؤكدة.
في المحصّلة، “إنّ الله جميل ويحبّ الجمال”، فعلاً، والإهتمام بالمظهر الخارجي لا يقلّ أهمية عن الإهتمام بصحتنا النفسية والصحية. من هنا، لا داعي لتحويل الأمر إلى مرض وهوس.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook