معادلة عودة المستوطنين مقابل عودة سكان الجنوب سقطت

واشارت المصادر إلى أن أكثر ما يؤرق “الجبهة الإسرائيلية”، هو انتشار قوات الرضوان واتخاذها مواقع هجومية على طول الحدود من مزارع شبعا إلى الناقورة بحرا، واتخاذها أكثر من إجراء يشير إلى استعداداتها لتنفيذ عمليات اقتحام، خصوصا بعد فتحها أكثر من ثغرة في نقاط محددة من السياج الحدودي، ما دفع “تل أبيب” إلى اشتراط انسحاب هذه القوات إلى مسافة ٤٠ كيلومترات من الحدود خلال المفاوضات، ما لم تمانعه قيادة حارة حريك، إنما مقابل ترتيبات معينة.
هذا الانتشار سمح لحزب الله بتحقيق إنجازات كبيرة، اولها اجلاء 70 ألف مستوطن من منازلهم على الحدود الشمالية، وتهديد مئات الآلاف المهددين بالنيران الصاروخية لحزب الله حتى خليج حيفا، مع ما شكله ذلك من ضغط على الجبهة الداخلية، وثانيا اضطرار “الجيش الاسرائيلي” إلى سحب جميع تموضعات قواته العلنية إلى ما خلف الجبهة، واقتصر وجوده العسكري عند الخط الازرق على مراكز سرية مستحدثة، بالإضافة إلى إبقاء عدد قليل من القوات في الغرف المحصنة في الثكنات والمنشآت، مع أوامر بضرورة التخفي التام.
امر ان دل على شيء فإلى حجم التأثير الذي تركته العمليات العسكرية التي تنفذها حزب الله طوال الخمسين يوما، وما خلفه ذلك من اهتزاز للثقة بين المستوطنين والجيش وعدم قدرة الاخير على حمايتهم، وأنّ المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية غير آمنة، فيما كانوا من قبل يتفاخرون في السكن والعمل بالقرب من السياج مستندين إلى ما يرونه تفوقاً رادعاً لقوة جيشهم.
وختمت المصادر بالدعوة إلى عدم الاستهانة بما تحقق على الحدود، إذ يكفي ان الاخلاء الذي حصل كان “أكبر حركة للإسرائيليين منذ عقود”، وفقا للإعلام “الاسرائيلي” الذي لم يشهد له مثيلا “لا في عام 67، ولا في عام 73، ولا في عام 82، ولا في عام 2006″، إذ أدّى إلى تضخم لدى نسبة سكان طبريا بنسبة 20%، كما أصبحت منطقة الحدود الشمالية لـ”إسرائيل” فارغة، حيث يبدو إن المستوطنين غير مستعدين أبداً للعودة إلى مناطقهم، حيث حذر على سبيل المثال رئيس مجلس مستوطنة “شلومي” في الشمال المستوطنين من العودة إلى المستوطنة في حال هدنة مع غزة، قائلاً إنّ “لا هدنة هنا نحن في حالة حرب، لذلك لا تخاطروا وتأتوا”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook