آخر الأخبارأخبار محلية

الشائعات أخطر من الصواريخ.. هل تأثرّت السفارات بها؟

لم تستغرب الجهات الأمنية المعنية البيان التحذيري، الذي صدر عن المملكة العربية السعودية، التي طلبت فيه من رعاياها عدم الاقتراب من الأماكن التي تشهد توترًا أمنيًا في لبنان، أي بالتحديد بالقرب من مخيم “عين الحلوة”، وهذا أقل ما يمكن أن تقدم عليه أي دولة، وليس السعودية وحدها، وذلك حفاظًا على سلامة رعاياها وأمنهم. وهذا البيان التحذيري لم يكن الأول من نوعه، ولن يكون الأخير، سواء أكان صادرًا عن الرياض أو عن أي عاصمة لدولة أخرى لديها رعايا في لبنان، ما دامت الساحة اللبنانية تشهد توترات موسمية في مناطق عدّة ناتجة عن وجود سلاح غير شرعي في أيدي اللبنانيين وغير اللبنانيين، الذين يعتبرون أن أرض لبنان سائبة، ويستطيعون بالتالي التصرّف فيها على هواهم من دون أن يقول لهم أحد “ما أحلى الكحل بعيونكم”. 

Advertisement

أما أن تدعو السعودية رعاياه إلى مغادرة الأراضي اللبنانية بسرعة فهو ما أثار بعض الاستغراب لدى هذه الجهات الأمنية، التي تؤكد أن الوضع الأمني في محيط مخيم “عين الحلوة” مضبوط، وأن لا خوف من تدهوره في شكل دراماتيكي، مع وجوب أخذ الحيطة والحذر في تنقلات المواطنين المضطرّين لسلوك الطرقات المحاذية لمدخل المخيم. وتحرص هذه الجهات على طمأنة اللبنانيين، وبالأخص منهم المغتربين الذين يقصدون الربوع اللبنانية لتمضية فصل الصيف فيها، وكذلك الرعايا العرب والأجانب، إلى أن لا شيء يلوح في الأفق، والذي يمكن أن يشتمّ منه أي محاولة جدّية لإحداث فتنة معينة، وأن الوضع الأمني مستتب بفعل سهر القوى الأمنية، وبالأخص الجيش، الذي تضع قيادته وأجهزته كافة نصب أعينها إمكانية محاولة بعض الخلايا المشبوهة بعلاقاتها مع إسرائيل أو مع فلول المنظمات الإرهابية الاستفادة مما يجري في مخيم “عين الحلوة” لبث الذعر في نفوس جميع من هم على الأراضي اللبنانية، من خلال بث بعض الشائعات المغرضة حول إمكانية حدوث بعض الحوادث الأمنية المتفرقة، وصولًا إلى تنفيذ ما لم يكن تنفيذه ممكنًا في السابق. 
وتؤكد هذه الجهات الأمنية المعنية أن التجارب السابقة أثبتت مدى قدرة الجيش، ومعه سائر القوى الأمنية، على التعامل مع هذه الشائعات، ومع ما تخطّط له الخلايا الإرهابية النائمة، وكيف استطاع أن يقضي على معظم هذه الخلايا، استنادًا إلى ما لديه من معلومات مستقاة من مديرية المخابرات ومن الأجهزة الأمنية الأخرى في مديريات قوى الأمن الداخل والأمن العام وأمن الدولة، وذلك من خلال قيامه بما يُعرف بالأمن الاستباقي أو الوقائي أو الاستشعاري، مع تشديد المراقبة على الأماكن التي يمكن أن تكون هذه الخلايا متحصنة فيها، وهي بات مكشوفة ومعروفة، بحيث لم يعد في استطاعة هذه الخلايا التحرك بسهولة وبحرية. 
وفي تقدير هذه الجهات أن بعض السفارات، ومن بينها سفاراتا السعودية والكويت ، قد تأثر بهذه الشائعات المغرضة والمشبوهة، والتي كان الهدف منها تخويف اللبنانيين المقيمين والمغتربين والرعايا العرب والأجانب، وذلك بهدف ضرب آخر مقومات الصمود الاقتصادي في البلد. وكان حرّي بسفراء هذه الدول تقصي حقيقة ما يجري من مصادرها المعتادة، سواء بالطرق الديبلوماسة أو بواسطة الاتصالات المباشرة مع القيادات الأمنية، وبالأخص مع قيادة الجيش، لكي يكونوا على بينة واضحة مما يجري. ولو فعلوا ذلك لكانوا تلافوا صدور هكذا بيانات ساهمت في تخويف اللبنانيين أولًا، الذين ينفخون على اللبن لكثرة ما كواهم الحليب، ورعاياهم ثانيًا، ولكانوا ساهموا أيضًا في دحض هذه الشائعات المعروفة المصدر والأهداف. 
لا شك في أنه كان لهذه البيانات التحذيرية الوقع السلبي على الساحة اللبنانية، الأمر الذي استدعى تحركًا سريعًا من قبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي أكد أن لا داعي للقلق والهلع، وكلف وزير الخارجية عبدالله بوحبيب التواصل مع عواصم هذه الدول لطمأنتها بأن الوضع الأمني ممسوك وأن لا خوف من أي تصعيد أمني، وأن الوضع في مخيم “عين الحلوة” آيل إلى الحل، مع تشديده على القوى الأمنية بضرورة التشدّد في الحفاظ على الأمن وكشف مصدر الشائعات المشبوهة. 
 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى