ماذا يريد باسيل من حزب الله فعلا؟
يبدو أن العلاقة بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” بدأت تعود الى سكتها الصحيحة، اذ توقفت الحملات الإعلامية بشكل شبه نهائي بين الطرفين، إن كان في الإعلام التقليدي او عبر وسائل التواصل الإجتماعي،وهذا يعني بشكل لا يقبل الشكّ، بأن الحوار الذي يحصل بينهما بدأ يثمر على صعيد العلاقة الثنائية من دون تحقيق أي خرق جدي في الإستحقاقات الدستورية.
وصل “التيار” والحزب الى قناعة أنهما بحاجة الى بعضهما البعض ولا يمكن لها اللعب في السياسة الداخلية وهما على خلاف وإفتراق، وإن تقديرات ضعف خصومهما كان خاطئة نسبياً، ولم يتمكنا من السيطرة على الساحة من دون تكتلهما سوياً، نيابيا وسياسياً وحتى شعبياً، وهذا ما أعادهما الى التحالف والتفاوض على النقاط الخلافية، من رئاسة الجمهورية وصولا الى التعديلات الدستورية.
لكن ماذا يريد رئيس التيار جبران باسيل من “حزب الله” فعلاً؟ ان الحديث عن اللامركزية والصندوق الإئتماني لا يشكلا المطلب الفعلي لباسيل، خصوصاً انهما من العناوين العامة التي يمكن المناورة بكل ما يتفرع منها بشكل كبير، ويمكن بالتالي أن تحصل تعديلات كبيرة تفرغ مطالب باسيل وعندها تكون هذه المكاسب لزوم ما لا يلزم لرئيس التيار.
يريد باسيل من “حزب الله” الدولة بكاملها، فهو يرغب بأن يكون الحاكم الفعلي للبلد في العهد المقبل، وان كان الرجل يحاول الهروب من المطالبة بالحصص الادارية لاسباب دعائية، الا انه عمليا بمطالبته بالصندوق الائتماني، فهو لا يطالب بإقراره فقط انما يطالب بإدارته، أي ان يكون من حصته، وعليه فإنه سيكون له القرار المالي الاكبر في البلاد.
وبحسب مصادر مطلعة فإن الحوار بين باسيل و”حزب الله” لم يصل الى العمق، لكن الأكيد أن باسيل بدأ عمليا التراجع عن فكرة اللامركزية المالية من خلال اصراره العلني على عدم المسّ بالطائف وهذا يعني انه لن يذهب الى المطالبة بغير اللامركزية الادارية المنصوص عنها بالدستوري وهذا ما ينقله ايضا عدد ممن زاروا الرجل في الايام الاخيرة.
وترى المصادر ايضاً ان الحزب لا يستطيع اعطاء باسيل كل ما يريده، لان القوى السياسية الاخرى لديها قدرة على التعطيل وبدأ بعضها،وتحديداِ حلفاء الحزب، دراسة شروط باسيل العلنية لمعرفة ما يمكن الموافقة عليه وما يستحيل القبول به، لذلك يجب ان ينتقل الحوار، من وجهة نظر حارة حريك من حوار ثنائي بينها وبين ميرنا الشالوحي الى حوار يقوم به باسيل مع قوى واحزاب اخرى شريكة بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook