آخر الأخبارأخبار محلية

تَحالُف حزب الله – أمل “المرتاح”.. إجراء الانتخابات كما إرجاؤها


كتبت ” الرأي الكويتية”: اليوم يخوض الثنائي – حدب الله وحركة امل – معركة الإنتخابات مرتاحاً إلى إجرائها أو إرجائها. لكن المظهر العام اليوم لا يوحي إلا بأنه يخوضها متأهباً، وبعناوين كبيرة وإستنهاض شعبي ينطوي على “تخوين” لكل أطراف المعارضة. وهو كلما رفع سقف المواجهة وَضَعَ نتائج المعركة وفوزه فيها في مرتبة عالية.

وفي هذا المجال صبّت خطب قادة من الحزب ومسؤوليه، ولا سيما في الإفطارات الرمضانية الأخيرة، على تحديد عناوين المعركة بإسقاط المعارضة تارةً بإتهامها بقبض أموال من الخارج والإرتهان له، وتارة بمسؤولية أحزاب معارضة سبق أن شاركت في الحُكْم عن الفساد. ولم يتوان الحزب عن خوض معارك ضد مرشحين وليس فقط ضد لوائح كما يجري مع النائب السابق فارس سعيد في جبيل – كسروان.
يخوض الثنائي الانتخابات في معاقله الأساسية في الجنوب والبقاع. إلا أن معاركه لا تكمن هناك حيث الإرتياح واضح في إستعادته لمقاعده النيابية كما هي. بل ان تعويله على المقاعد حيث الدوائر المشتركة مع المعارضة في الجنوب والبقاع الغربي وزحلة والشوف وبعبدا وبيروت وجبيل. وهنا لا يدخل في حسابات الثنائي أو “حزب الله” منفرداً إستعادة مقعد له فحسب، بل تحصين حصة حلفائه كما هي الحال حين إبرم إتفاق الجبل في لائحة الأمير طلال إرسلان والوزير السابق وئام وهاب والنائب جبران باسيل، أو في رعاية تحالف إنتخابي ظرفي بين حركة “أمل” و”التيار الوطني الحر”.

ويمثل مقعد جبيل الشيعي الذي يريد “حزب الله” تكريس سلطته عليه، مقابل الهجمة المعارضة ضده، أهميةً موازيةً لمقاعد الجنوب إن لم يكن أكثر. ويمثل الفوز في بيروت أو في استعادة مقاعد حلفائه في بعبدا والشوف والبقاع الغربي أيضاً أهمية موازية لنجاحٍ مضمون للائحة الحزب في بعلبك – الهرمل.
وما يرتاح إليه الحزب والحركة معاً إنهما قادريْن على تأمين قاعدة إنتخابية بحت من دون الأخذ في الإعتبار أي ذبذبات إنتخابية. لكنهما غير قادريْن على التحكم بأهواء شركائهما وحلفائهما، وهما يشهدان كمية الخلافات التي تعصف في لوائح «التيار الوطني الحر» والحزب السوري القومي الاجتماعي وقوى «8 اذار». وهو أمر لا يمكن للثنائي أن يعيشه، وهو الذي يملك طرفاه هامشاً واسعاً من التحكّم بخيار ناخبيهما وباختيار مرشحيهما الذين لا يخرجون من عباءة الحزب أو الحركة ولا يؤسسون موقعاً منفرداً عن القيادة المركزية.

مشكلة “حزب الله” أنه يريد حجْز مقعد لحلفائه وهو يمشي بين النقاط السورية، في رعاية دمشق لحزب البعث والحزب السوري القومي جناح النائب أسعد حردان، وبين نقاط العهد الذي يريد حماية كل مقاعد التيار مع إضافات تجعل منه الفائز الأول عند المسيحيين. ويحاول في الوقت نفسه وضْع قدم ثابتة في الشارع السني والإستفادة من لحظة سنية تاريخية في إنسحاب الزعيم الأول لهذا المكوّن الرئيس سعد الحريري من الواجهة وتَضَعْضُع الحالة السنية. بين كل ذلك، يشكل الاستنهاض الشعبي مناسبة لإستعادة العصب الشعبي حول القيادة المركزية للحزب والحركة معاً، في وقت الأزمات الشعبية والإقتصادية.
في المشهدية العامة، يدخل «حزب الله» وحركة «أمل» الإنتخابات وهما واثقان من قدرتهما على تأمين مقاعدهما. لكن العينَ على تأمين الأكثرية في المجلس الجديد، لأن الغاية تبقى الإنتخابات الرئاسية المقبلة. ورغم أنهما يتشاركان في إنتظار هذا الإستحقاق مع غيرهما من القوى السياسية، إلا ان الإنتخابات الرئاسية تشكل بالنسبة إليهما معْبراً أساسياً، على طريق تحقيق «إنتصار» الخط الذي يمثله الطرفان مع حلفائهما لأربع سنوات جديدة هي عمر البرلمان العتيد، وست سنوات رئاسية جديدة. وهذا الإنتصار يحاول الثنائي مسبقاً الإستثمار فيه، في معركة إنتخابية ظاهرها إستنفار عام وباطنها إطمئنان حقيقي، وهو بذلك يضع أمام المجتمع الدولي حقيقة ان إجراء الإنتخابات يشبه إرجاءها، وان الوضع اللبناني يستمر على الإيقاع نفسه قبل الإنتخابات وبعدها.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى