آخر الأخبارأخبار محلية

عماد 4 ورسائل الداخل والخارج

كتب اسكندر خشاشو في” النهار”:

 

كشف الإعلام الحربي لـ”حزب الله” عن منشأة “عماد 4″، التي تحتوي على راجمات صاروخيّة وتجهيزات عسكرية، في أنفاق ضخمة مشيّدة تحت الأرض.

 

واللافت في الفيديو، الذي بثّه الإعلام الحربي، هو حجم المنشأة ومداها تحت الأرض، وتنقُّل راجمات الصواريخ وعناصر “حزب الله” بدرّاجاتهم النارية بين الأنفاق.

 

وبحسب المقرّبين من الحزب، فإن الفيديو هو إشارة إلى فشل استراتيجية إسرائيل بمنع تدفّق السلاح إلى حزب الله، وتأكيد أن لدى الحزب القدرة على تخبئة قدراته وتحييدها عن أعين اسرائيل، ثم توجيه رسالة إلى مخابراتها، التي شعرت بحالة من النشوة في الأسبوعين الأخيرين بأنها لم تصل سوى إلى القليل القليل، والدليل الواضح ردّة فعل الإسرائيلي.

ويتوجّه هذا الفيديو إلى الموالين لرفع المعنويات، التي أصيبت بتراجع أو بنوعٍ من الخيبة نتيجة عدم الرّد السريع على مقتل أحد أكبر قياديي الحزب، والتأكيد على أن الحزب لا يخشى الذهاب إلى الحرب، بل هو مستعدّ لها إذا ما قرّرت إسرائيل الذهاب ‏بعيداً في التصعيد والعدوان. وثمة تأكيد على إبقاء المبادرة بيد “حزب الله” لمنع إسرائيل من وضع قواعد الاشتباك حسب رؤيتها ومصلحتها.
 
أما بالنسبة إلى الجهة المعارضة، فلم ترَ بهذا الإصدار سوى استمرار لسياسات سابقة، تؤكّد بناء دويلة كاملة الأوصاف في داخل الدولة اللبنانية؛ وهذا لا يمكن أن يحدث في دولة موحّدة وذات سيادة، فتخرج مجموعة وتستعرض إعلامياً أنفاقها وبناها العسكرية ضمن الأراضي اللبنانية، من دون أيّ علم للدولة ولقواها الأمنية والعسكرية بهذه المنشآت، واين هي؟ وكيف تمتد؟ وإلى أين؟

 

 وبرأي المعارضين، فإن هذا الإصدار، ومن دون شكّ هو رسالة ردع واستعراض قوة أمام الإسرائيليين، بالرغم من أن الإسرائيليين وغيرهم يعلمون بامتلاك “حزب الله” شبكات اتصال وخطوط إمداد خاصّة، بالإضافة إلى امتلاكه الصواريخ؛ وهم لا ينتظرون إصدارات إعلامية للتأكّد من ذلك.

 

أمّا الرسالة الأهم فهي ضمن إطار الجرعات المعنويّة لجمهور “حزب الله” المحبط بعد العمليات النوعية الإسرائيلية؛ والرسالة الأخيرة هي للداخل المعارض، أو الرافض للدويلة، للتأكيد مرّة جديدة أنّنا نملك قدرات هائلة لا يستطيع أحد المسّ بها، وعليكم التعايش مع الأمر.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى