آخر الأخبارأخبار دولية

ثلاثة مقاطع فيديو لا علاقة لها بأوضاع المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء في تونس

نشرت في: 10/03/2023 – 17:22

كان المهاجرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء ضحية حملة عنف في نهاية شباط/فبراير وبداية آذار/مارس في تونس خصوصا بعد خطاب الرئيس التونسي قيس سعيّد في 21 شباط/ فبراير 2023. ورغم نشر صور حقيقية تظهر أعمال عنف بحقهم، رصد فريق تحرير مراقبون فرانس24 ما لا يقل عن ثلاثة مقاطع فيديو لا علاقة لها بالسياق الحالي.

عملية التحقق في سطور

  • تم تصوير مقطع فيديو يظهر اعتداء بسكين على رجل في فرنسا خلال شهر أيار/مايو 2021 وليس في تونس
  • رجال متكدسون على الأرض يظهرون في مقطع فيديو لكن لم يتم اعتقالهم في تونس بل في جيب مليلية الإسباني الحدودي مع المغرب، في حزيران/ يونيو 2022.
  • مقطع فيديو يزعم أن غينيا قررت ترحيل المواطنين التونسيين الذين يعيشون في البلاد لكنه يظهر في الحقيقة اعتقال بارون مخدرات إسباني في ساحل العاج خلال شهر نيسان/أبريل 2022.

تم تداول مقاطع الفيديو الثلاثة هذه على هامش أعمال عنف حدثت بالفعل بحق مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء يعيشون في تونس التي قمنا بتوثيق عدة حالات منها منذ نهاية شهر شباط/ فبراير الماضي.

ولكن المقاطع المصورة الثلاثة لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بالأوضاع الحالية في تونس وسنوضح سياق التقاط هذه التسجيلات في هذا المقال

مقطع الفيديو الأول: اعتقال سنغالي-غامبي في مدينة سانت إتيان في فرنسا:

“انظروا ماذا يعانيه السود في تونس” هذا ما يؤكده النص المرفق مع مقطع الفيديو المتداول بكثرة علت واتساب والذي تلقى منه فريق تحرير مراقبون فرانس صورا ملتقطة من الشاشة. ويظهر في مقطع الفيديو رجل أسود في شجار مع عدة أشخاص من أصحاب البشرة البيضاء الذين يبدو أنهم وجهوا له طعنات بسكين.

وبعد أن أصيب بجروح بالغة، سقط الرجل على الأرض وهو ينزف بشدة فيما استمر المعتدون في ركله بالأقدام.

صورة ملتقطة من الشاشة من رسالة على تطبيق واتساب تقول إن هذا المقطع المصور التقط في تونس. صورة من تطبيق واتساب. © WhatsApp

وباستخدام أداة البحث العكسي عن الفيديو عبر أداة إينفيد وي فيرفاي InVid WeVerify (انظر هنا كيف يمكن القيام به) نتمكن من العثور على الفيديو الأصلي، يتعلق الأمر بجريمة قتل حدثت في مدينة سانت إتيان في فرنسا يوم 26 أيار/مايو 2021.

ووقعت الحادثة أمام باب بناية “أتش أل أم” HLM في حي ميتار، حسب عدة مقالات صحافية وثقت للحادثة أو مستخدمي إنترنت تناقلوا مقطع الفيديو في بداية حزيران/ يونيو 2021. 

ويتيح تفحص تطبيق غوغل ستريت فيو Google Street View من تحديد الإحداثيات الجغرافية للموقع وبالتحديد أمام بنايات بشراع كوليت في مدينة سانت إتيان في فرنسا والتعرف على خصائصه المعمارية على غرار الدرج (المستطيل باللون الأزرق) والسقف البني الصغير (باللون الأصفر) وقطع الحجارة (باللون الأحمر).

مقارنة بين مقطع الفيديو (على اليسار) وأماكن أمام البناية في شراع كوليت حيث وقعت الحادثة. ويمكن أن نتعرف على نفس العناصر المكونة للمكان. صورة مراقبون

مقارنة بين مقطع الفيديو (على اليسار) وأماكن أمام البناية في شراع كوليت حيث وقعت الحادثة. ويمكن أن نتعرف على نفس العناصر المكونة للمكان. صورة مراقبون © Observateurs

وتعرض رجل من أصول سنغالية وغامبية إلى الطعن جتى الموت بسكاكين من طرف أشخاص لأسباب “تافهة” وبسبب وقوع بعضهم تحت “تأثير الكحول” حسب توضيح صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية نقلا عن مصدر من الشرطة. وأدانت عدة جمعيات مدنية بعملية قتل على أساس اللون.

وحسب قناة فرانس3 بمنطقة “أوفريرن ورون والألب”، “تم إيقاف ثلاثة مشتبه بهم من أصل أرمني” ولم “تعثر العدالة عن أي أدلة عن وجود دوافع عنصرية وراء جريمة القتل هذه”

مقطع الفيديو الثاني: عمليات إيقاف في جيب مليلية الإسباني الحدودي مع المغرب

تم إرسال مقطع الفيديو هذا ثلاث مرات إلى فريق تحرير مراقبون وتم تقديمه على أنه يظهر عمليات إيقاف لمهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء في تونس. ويظهر في الصور عدة رجال سود البشرة مطروحين على الأرض.

صورة ملتقطة من الشاشة من طلب تلقاه فريق تحرير مراقبون فرانس24 على تطبيق واتساب للتدقيق في حقيقة هذا المقطع المصور.

صورة ملتقطة من الشاشة من طلب تلقاه فريق تحرير مراقبون فرانس24 على تطبيق واتساب للتدقيق في حقيقة هذا المقطع المصور. صورة مراقبون

وباستخدام نفس تقنية البحث العكسي عن الصور، نتمكن من العثور بالخصوص على مقال صحافي لوسيلة الإعلام الإسبانية “لا سيكستا Sexta” نعثر من خلالها على مقطع فيديو ضمن رويبورتاج تلفزيوني أطول. ويكشف المقال، الذي نشر في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2022، والذي يكشف عن أحداث وقعت في يوم 24 حزيران/يونيو 2022 في جيب مليلية الإسباني الحدودي مع المغرب وذلك في محاولة عدد كبير من المهاجرين عبور الحدود من المغرب إلى إسبانيا والتي أودت بحياة 23 مهاجرا.

ونعثر على مقاطع فيديو توثق نفس المشاهد على صفحة الجمعية المغربية لحقوق االإنسان بمدينة الناظور على فيس بوك في شهر حزيران/ يونيو 2022، حيث نتعرف على نفس الأماكن والحواجز الزرقاء الظاهرة في مقطع الفيديو الأول.

الحاجز الأزرق الظاهر في مقطع الفيديو المتداول على أنه "عملية إيقاف مهاجرين في تونس" يظهر نفسه في المقطع المصور في شهر حزيران/ يونيو 2022 الذي نشرته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة الناظور AMDH Nador. صورة من حساب AMDH Nador على فيس بوك.

الحاجز الأزرق الظاهر في مقطع الفيديو المتداول على أنه “عملية إيقاف مهاجرين في تونس” يظهر نفسه في المقطع المصور في شهر حزيران/ يونيو 2022 الذي نشرته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة الناظور AMDH Nador. صورة من حساب AMDH Nador على فيس بوك. © AMDH Nador

مقطع الفيديو الثالث: إيقاف بارون مخدرات في ساحل العاج

تم رصد مقطع فيديو مثير للشكوك من فريق تحرير مراقبون فرانس24. وتم تداول هذا المقطع المصور على تويتر وفيس بوك، ويؤكد ناشروه أنه يظهر رد فعل السلطات الغينية بعد أحداث العنف في تونس. وتؤكد المنشورات المصاحبة للفيديو أن السلطات الغينية “قامت بعمليات ترحيل فورية لكل التونسيين” وكدليل على ذلك، نرى في مقطع الفيديو رجل تم إيقافه من رجال الفرقة واقتياده إلى عربة أمنية.


وهذه المرة أيضا، وباستخدام نفس تقنية التحقق من مقطع الفيديو عبر أداة إينفيد وي فيرفاي InVid WeVerify، نتمكن من العثور على مقاطع فيديو على يوتيوب نشرتها وسائل إعلام في ساحل العاج يوم 28 نيسان/ أبريل 2022.


بعد اكتشاف شحنة كبيرة من المخدرات في مدن كوماسي وسان بيدرو في سحل العاج، تمكنت السلطات من العثور على مسؤولي على شبكة عالمية لتهريب المخدرات، بينها مواطنان من إسبانيا وكولومبيا. ويتعلق الأمر بالنسبة إلى الرجل الظاهر في الثواني الأولى من مقطع الفيديو بالإسباني أنخيل ديفيسا ميرا والذي نعثر على صور أخرى له في وسائل إعلام أخرى، على غرار هذا الرابط.

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى