التحرك الفرنسي رهن القبول الداخلي بالحوار… ومبادرة باسيل غير بريئة
ومع ذلك فإن مصادر سياسية لا تراهن على هذا الحوار، ومرد ذلك اقتناعها اولا أن المواقف السياسية لا تزال على حالها ، وثانيا لا مؤشرات خارجية تدفع الافرقاء السياسيين إلى الجلوس إلى طاولة حوار، خصوصا وان المفاوضات الإيرانية- الأميركية لم تتظهر معالمها بعد وبالتالي لا يمكن البناء عليها.
وقال مصدر نيابيّ بارز “إن عودة “حزب الله” إلى طرح فرنجيّة أو لا أحد، لأنّه “المرشّح الذي لا يطعن المقاومة في ظهرها”، سيُصعّب مهمّة الموفد الرئاسيّ الفرنسيّ وسيُقفل الباب أمام أيّ حوارٍ أو توافقٍ أو تسويّة تعمل الدول الخمس المعنيّة بالشأن اللبنانيّ عليها.
يعتقد مصدر سياسي، أن لا حوار في المدى المنظور على مستوى القوى السياسية مجتمعة، لكنه يشير إلى أن إعادة تواصل حزب الله – التيار الوطني الحر من شأنه أن يترك اثرا ايجابيا في الملف الرئاسي اذا نجح الحزب في تليين موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.
ويقول المصدر يخطئ من يعتبر ان عودة الحوار بين “الحزب والتيار” سوف تؤسس لمعطى جديد على الصعيد الرئاسي، فالامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كان واضحا في اطلالته الاربعاء بأن “الثنائي الشيعي” يؤمن بأنّ رئيس تيار “المرده” شجاع و “عندو ركاب” ولا يطعن المقاومة في ظهرها ولديه المواصفات لأن يكون رئيساً للجمهورية، وهذا يعني أن حوار “الحزب” مع “التيار” سينطلق من دعوة “الحزب” لباسيل لدعم فرنجية تمهيدا للبحث في استحقاقات ما بعد الرئاسة والمتصلة، برئاسة الحكومة وتعيين حاكم جديد للمصرف المركزي، وقائد للجيش.
ويضيف المصدر مرجحا أن باسيل هو الذي سعى إلى إعادة التواصل مع الحزب الذي لطالما أكد أن موقفه معروف من الحوار من دون شروط من احد ومن ترشيح فرنجية دون سواه، خصوصا وان باسيل هو الذي صعّد في وجه الحزب في حين أن الاخير بقي ملتزما الصمت ومتكفيا بكلام الضرورة بشأن تفاهم مار مخايل .
ويعتبر المصدر ان مبادرة باسيل ليست بريئة وهي تحمل في طياتها قلقا من احتمال نجاح الطرح القطري المدعوم اميركيا تجاه ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، ما يعني الاطاحة بكل المكتسبات التي يأمل التيار العوني أن يحصل عليها من تسوية الرئاسة. ولذلك عاد خطوات إلى الوراء محاولا إعادة ترميم العلاقة مع “الحزب”، مع ترجيح المصدر أن يسلم باسيل في النهاية بانتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية .
ومع ذلك، ترى اوساط سياسية أن من المبكر الحكم على حوار الحزب -التيار وتحديدا في الملف الرئاسي، لا سيما ان الوقائع الراهنة على كل المستويات المحلية والدولية والاقليمية توحي ان هذا الاستحقاق خارج اولويات الدول المعنية بلبنان وهذا من شأنه أن يعزز فكرة ان لا رئاسة قبل العام المقبل، مع ابداء الاوساط رأيها في ان هدف باسيل من إعادة فتح باب الحوار مع الحزب تضييع الوقت إلى حين تبلور الأمور خارجيا .
المهم، وفق الاوساط السياسية، ان السيد نصر الله حاول في اطلالته طمأنة من يريد تطمينه من الحوار الذي تدعو اليه باريس، لجهة أن حزب الله لا يريد إلغاء اتفاق الطائف والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين وهذا الكلام بمثابة رسالة مباشرة إلى السعودية بأن “الثنائي الشيعي” ملتزم باتفاق الطائف وان فرنجية هو من اشد الداعمين لهذا الاتفاق وبالتالي ليس في وارد البحث في إعادة النظر بالنظام.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook