آخر الأخبارأخبار محلية

الراعي والدعوة المتكررة للمؤتمر الدولي.. هل حان أوانها لإنقاذ لبنان؟

لم تأت دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي المتكررة لعقد مؤتمر دولي من أجل لبنان في توقيت عادي أو لمجرد الدعوة ،وليست المرة الأولى التي يشير فيها سيد بكركي إلى ضرورة قيامه، فهو سبق أن اطلق الدعوة في مناسبات عديدة ،متوقفا وقتها عند فشل الحوارات الداخلية في عملية انتخاب رئيس جديد للبلاد، كما عند تعذر الأفرقاء السياسيين في إيجاد حل لخلافاتهم.

ظل موقف البطريرك من دون استجابة، وعلى الرغم من ذلك لم يسقطه من حساباته إلى حين أعاد التأكيد على هذه الدعوة في خلال مؤتمر “رؤية جديدة للبنان دولة مدنية لامركزية حيادية “في بكركي وقال فيه مجددا أن المسؤولين في لبنان لا يجلسون سويا على طاولة الحوار، لأن مصالحهم الخاصة أهم من المصلحة العامة.
استبق البطريرك الراعي زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت بالدعوة إلى هذا المؤتمر بعدما قيل إن الأخير يحمل مبادرة حوارية، وقد أعطى كلامه انطباعا أن أن هذا المؤتمر يشكل خشية الخلاص للبنان في ظل فشل المساعي الحوارية في الوصول إلى نتيجة .
لم يتأمن الأجماع على فكرة المؤتمر سابقا حتى وإن رحب بها البعض ،فهي لم تشكل محور نقاش واسع وبقي في سياق التداول الأعلامي ،فالبطريرك رغب في طرحه مجددا جراء إقفال باب الحل الرئاسي واستمرار الأزمة السياسية في البلاد على حالها ، ومعلوم أن عدم تلقفه إشارات إيجابية لن يحول دون الحديث عنه متى كان ذلك ممكنا. وتجوز الأسئلة هنا عما إذا كان البطريرك الراعي في وارد تفعيل دعوته أو أن هناك تحضيرات في هذا السياق ، أم أن الدعوة لن تلقى التأييد المطلوب بفعل الهواجس من بعض الأفرقاء؟

وفي هذا المجال، توضح أوساط سياسية مطلعة ل” لبنان ٢٤” أن البطريرك الراعي قال ما يراه مناسبا بشأن انعقاد مؤتمر دولي ولم يعلن أنه الخيار الأوحد لكنه الأفضل وبالتالي الوقت حان لوضعه في سياق النقاش الجدي في الداخل، لاسيما ان ما من مساع فعالة تشق طريقها والبعض منها يتم إجهاضه، معلنة أن الخشية من طرح انعقاد هذا المؤتمر مشروعة لاسيما إذا لم يتم تفسير أهدافها بشكل جيد وفي كل الأحوال قد تلتقي مكونات لبنانية معه وقد لا تلتقي مكونات أخرى ، لكن رؤية البطريرك الراعي تنطلق من الحاجة الانقاذية وهو أوضحها في لقاءات خارجية عقدت معه وقد يشير إليها مجددا في خلال زيارة لودريان لاسيما أن المسؤول الفرنسي سيطرح مبادرة الحوار.

وتقول هذه الأوساط أن “الثنائي الشيعي” يعارض فكرة المؤتمر الدولي إذا كان مجهول العناوين ويتناول قضايا محلية صرف كملف السلاح أو غيره، على أنه يفضل حوارا محليا من دون تدخل خارجي وتعتبر أن هذا ما تم إبلاغه بشكل غير مباشر،معربة عن اعتقادها ان البطريرك الراعي لم يطرح بديلا عن الحوار لكنه أراد التأكيد ان الأفرقاء منقسمون على بعضهم ،كما أن البعض منهم يرى في الحوار مضيعة للوقت في حين أن المؤتمر الدولي قد لا تكون غايته المس بأسس وطنية إنما وضع خارطة طريق للحل لاسيما ان الأزمة الرئاسية في البلاد تزداد تعقيدا وتداعياتها كبيرة .

وتعلن أن الفكرة تحتاج إلى انضاج لاسيما أن الغوص بها قد يؤدي تلقائيا إلى تدويل الأزمة ووضعها بتعبير آخر تحت المجهر الدولي كي تلقى العناية اللازمة ومن هنا فإن السير بها يتطلب تفاهما كبيرا وهذا ليس قائما،لكن هل يكون آخر الدواء؟
تجيب الأوساط: أنها مسألة غير محسومة لاسيما أن ما من احد تبناها أو قرر توسيع مروحة النقاشات حولها كي تصبح واقعا ، ولا بد قبل كل شيء ترقب ما قد يستجد على صعيد مسعى الموفد الفرنسي ومواقف الأطراف في الداخل.
صحيح ان المؤتمر الدولي مطلب قديم جديد لسيد بكركي لكنه اقتراح لم يبصر النور وقد لا يبصر النور في ظل التياينات العميقة بين كل الأطراف ، اما تقدم الحديث عن موضوع النظام في لبنان فذاك موضوع آخر .

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى