آخر الأخبارأخبار محلية

على ماذا يراهن حزب الله ؟

حتى اللحظة، وبالرغم من التاكيدات المتقاطعة عن علم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بمسار التسوية السعودية الايرانية قبل الاعلان عنها، الا ان حزب الله، وحتى امينه العام تجنب التعليق عليها في اطلالته الاخيرة، اذ تلتزم حارة حريك بالكتمان، وتكمل معركتها الرئاسية في الداخل اللبناني على قاعدة عدم تأثرها بالتطورات الاقليمية.

كما ان “حزب الله” لا يزال بعيدا عن لغة المواجهة المباشرة في الاستحقاق الرئاسي، ويترك التفاوض والتصعيد لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، علما ان الحزب متمسك بقوة بإيصال فرنجية، غير ان اعتبارات عدة تجعله مرتاحا لكونه بعيدا عن الواجهة الحادة لمعركته الرئاسية، الامر الذي دفع بعض خصوم الحزب الى تسويق فكرة انه جاهز للتنازل رئاسياً.

عملياً، يريد “حزب الله” ان يبقى فرنجية مرشحاً تسووياً قدر الامكان، على اعتبار ان وصوله بتسوية يجب ان تكون فرصة لبدء مرحلة سياسية جديدة في لبنان لا تشبه المرحلة الماضية، خصوصا وان حارة حريك ترغب بأن يعود لبنان وان بمستوى معين الى علاقاته مع دول الخليج..

كذلك فإن الحزب لا يزال حتى اليوم غير راغب بقطع شعرة معاوية مع التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل. وبالرغم من إعلانه دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الا انه يتعامل بشكل من الليونة مع هذا الترشيح، وان لم تكن هذه الليونة واقعية او حقيقية.

داخل اوساط قريبة من حزب الله، هناك قناعة كبرى بأن فرنجية سيصل الى الرئاسة وان الامر مسألة وقت لا اكثر، على اعتبار ان التطورات الاقليمية ستؤدي الى وصول شخصية قريبة من حزب الله للرئاسة من دون اي فيتو من السعودية التي ستحصل في المقابل على تنازلات ايرانية في ساحات مختلفة.
هذا الامر يضاف الى شخصية فرنجية السياسية التي تشكل نوعا من الاطمئنان للرياض وتشبه المسار التسووي بين الخليج وسوريا من جهة وبين الخليج وايران من جهة اخرى، وعليه فإن رئيس المردة هو الاقدر على فتح علاقة جيدة مع المملكة العربية السعودية وعلى ترجمة تقاربها مع دمشق وطهران.

حتى ان هناك اعتقادا لدى الاوساط نفسها، بان الوقت يلعب لصالح الحزب خصوصا ان معظم الدول الخارجية لا تريد الوصول الى الفراغ الكامل في المؤسسات لان ذلك يؤدي الى تسارع الانهيار وارتفاع احتمالات الفوضى، ما يعني ان هذه الدول ستقدم تنازلات جدية للحزب للوصول الى تسوية سريعة… 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى