آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – الراعي من دار التلة: هناك مشيئة الهية تريد لبنان ولا أخاف عليه هنري صفير: بغياب رئيسٍ للجمهورية يتمتع المتسلطون بالتصرف المزاجي

وطنية – أقام المهندس هنري صفير، في منزله، في دار التلة في ريفون، احتفالا تكريميا للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في حضور الرئيس أمين الجميل ولفيف من المطارنة والكهنة والوزراء والنواب وفاعليات سياسية ورؤساء بلديات.

وبعد استقبال الراعي على وقع الأنغام الموسيقية، استهل الاحتفال بزيارة لكنيسة الروح القدس الموجودة في الدار التي باركها البطريرك وسط الترانيم الروحية.

ثم انتقل الجميع إلى عشاء أحيته فرقة فيلوكاليا بإدارة الاخت مارانا سعد، والتي خصت الراعي بترنيمة كتبها جورج خباز ولحنتها سعد، إلى جانب عدد من التراتيل والاغنيات الفلكلورية.

الياس

وألقى عريف الاحتفال الإعلامي سعد الياس كلمة وصف فيها “صاحب الدعوة برجل الفكر العميق والثقافة الواسعة والكلمة المدوية قبل وبعد كتابه: نداء الكلمات”، وقال: “إنه رجل القضية اللبنانية والانتماء الوطني قبل وبعد جريدته “نداء الوطن” ومحطة ICN“.

أضاف: “إنه سياسي صريح وجريء، حمل مشروعَ الجمهورية الجديدة التي حلم بها وما زال.  لبناني وكسرواني أصيل، هنري صفير دفع ثمنا باهظا في مطلع التسعينات دفاعا عن قناعاته وتحديه للقمع والعتمة، فلا يعرف المساومة، بل يحمل في داخله روحَ الثورة”.

وعن الراعي، قال الياس: “قدر البطاركة الأحرار أن يحملوا على أكتافهم صليبا تنوء بحمله أكتاف أخرى، إلا أن البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي حمل مشعل البطاركة المجاهدين يتسلح بهذا الصليب بكل ما أوتي من وطنية وقيم روحية من أجل قيامة لبنان، رافضاً أن يتحول هذا الوطن الصغير المتجذر في الأرض والتاريخ إلى غصن يتلاعب به محور من هنا أو محور من هناك”.

أضاف: “لا تسكتوا عبارة مدوية رددها صاحب الغبطة أمام جماهير غاضبة 17 مرة وهو يخطب من شرفته، كما فعل أسلافه الذين أعطوا مجد لبنان وجعلوا منه معقل إيمان وحصن كرامة، لكن البطريرك الراعي في ظل العواصف التي تحيط بهذا البلد تنتظره مسؤوليات كبرى، وهو يختصر بشخصه اليوم البطريرك الياس الحويك وتجربة لبنان الكبير، والبطريرك أنطوان عريضة وتجربة الاستقلال، والبطريرك نصرالله صفير وتجربة الاستقلال الثاني”.

صفير

من جهته، سأل صفير: “هل مات لبنان؟ ويشيعه قاتلوه من الداخل والخارج والبعض منهم في مركز المسؤولية، ولا يزال مساهما في القرارات المدمرة، وانفرجت صدور ضيقة تضمر له الحقد وتحضر له الإحن، وترقص على أنقاضه آمال سوداء: لا مؤسسات، لا اقتصاد، لا عدالة، ولا حرية”.

وسأل أيضا: “هل بقي لنا دستور؟ لقد تخطوا الدستور عند انتهاء ولاية رئاسة الجمهورية السابقة، فوهبنا وزارة لا تتمتع بقانونية كاملة ولا بشرعية دستورية. قلنا كيف ذلك؟ قالوا إنها وزارة الضرورة”.

أضاف: “سمعت أخيرا أنهم يحاولون تحويل مجلس النواب من هيئة ناخبة إلى هيئة تشريعِ الضرورة، فبين وزارة الضرورة ومجلس تشريعِ الضرورة، أين هو دور رئيسِ الجمهورية حافظ الدستور. ألا يريدون رئيسا للجمهورية؟ ألأن بغياب رئيسٍ للجمهورية يتمتع المتسلطون بالتصرف المزاجي، ويسرحون ويمرحون كما يروق لهم. ولكن هل يموت لبنان، وفيه إرادة للحياة؟ لقد عبرتم عن إرادةِ الحياة يا صاحبَ الغبطة في عظاتِكم المتتالية. لذلك، لن تموت الروح، بل تلملم رميم أجسادها ويقوم لبنان في قيامة مجيدة”.

وتابع: “نعم، يقوم لبنان شرط أن ينتخب أعضاء مجلس النواب رئيسا للجمهورية، لا بانتخابات سلبية، كما جرت حتى الآن. لأنهم إذا استمروا بسلك الأساليب ذاتها سيهبوننا رئيس “الكيف ما كان”.  بل عليهم أن يبحثوا عن رئيس يتحلى بالصفات الأساس التي تمكنه أن يقود مع مجلس الوزارة العتيد، قيامة الدولة فيحارب المفسدين والفاسدين، ويستجيب لحاجات الشعب، ويؤمن الحرية التي هي أساس الكيان”.

وأردف: “بتربية وطنية دؤوبة، وبإعلام مسؤول، يستطيع أن يدفع المواطنون للتخلّي عن عصبيتِهم الطائفية ليعيشوا الموالفة في ما بينِهم، فبالموالفة يستطيعُ اللبنانيون جميعاً دعمَ رئيسهم المُنتخَب ويغامرون مغامرة الإشراق والأمل التي تكون مغامرتهم الأخيرة وحظهم الوحيد. إذا كانت الوحدةُ قاعدة الكيان، فالموالفة هي قاعدة المصير، خصوصا شرط ألا يتنازعَ المتسلطون أشلاء الوطن المحتضر وينقضوا على الأمل الجديد القائم”.

وقال: “يجب أن تفهمَ العقبان التي ظنَت إلى حين أن مناقيرها ستنهش أيضاً الحي القائم، وأن تتذكر أن وضع الحراس على القبر لم يقف بوجه القيامة”.

أضاف: “قيامة لبنان، بإعادة بناء الهيكل وتجديد مؤسسات الدولة لترتكز على العلم والكفاءة، قضاء مستقل عادل ومتجدد، لأن لا حرية من غير عدالة، وضع قانون ينظم القطاع المصرفي ويؤمن إعادة الودائع للمودعين، اقتصاد يغمر بتقشفاته أولا، ثم بخيراته جميع اللبنانيين، جيش شرفه في حسامه لا في انتسابه إلا للدولة اللبنانية، مقاومة شرفها بصد العداء وكسر صلافة العدوّ، ملتزمة خطة دفاع تضعها تحت سقف الدولة”.

وختم: “القيامة، دأب متواصل لا أعجوبة باهرة، وإيمان راسخ لا مبايعة عابرة، وإرادة جماعية لا نزوة فردية، ويجب أن يتكثف هذا الحس بالحياة الجديدة عند جميع اللبنانيين، كي لا يهدر اللبنانيون تاريخهم هدرا. سر القيامة، أن تتعدى كل ذلك، وتتخطى موافقة الحراس على القبر، فتكون ظاهرة مستمرة، خارقة الأبعاد، تحتم علينا وعيا حادا واعتناقا مسؤولا لدورنا في المشرق ولرسالة الإنسان في لبنان”.

الراعي

بدوره، حيا الراعي، صفير، واصفا اللقاء ب”الجميل”، مطالبا “الروح القدس بوضع الوحدة بين اللبنانيين”، وقال: “إن مرضنا هو نتيجة خلافاتنا وصراعاتنا وتشتتنا”.

وتحدث عن “بوادر الوحدة التي ظهرت بين اللبنانيين وهلل بها الرأي العام، إذ كانوا يطالبون المسيحيين بأن يوحدوا كلمتهم حول مرشحهم الرئاسي، وهذا ما حصل، وكان الأمر فخر لنا”.

وتمنى الراعي “أن يوحد المسيحيون كلمتهم حتى تتسع هذه الوحدة إلى كل مكونات الوطن ونكون جميعنا العائلة اللبنانية”، وقال: “إذا لم تتكون العائلة اللبنانية لا يمكن أن نسلك الى الامام بسلام”.

أضاف: “نؤمن بأن الصلاة هي قوتنا، وسيد التاريخ هو الله الذي يتدخل بطريقة فريدة ومتى يريد، والله وحده يستطيع أن يدخل عمق الإنسان ويخاطبه من الداخل، في حين نحن نخاطب الناس من خلال آذانهم. أما الله فيخاطب الإنسان من خلال قلبه وضميره. لذلك، نحن ابناء وبنات الرجاء”.

وتابع: “نصلي دائما لتتم تجليات الله في كل انسان وفي مجتمعاتنا. كلنا يعرف أن هناك مشيئة الهية تريد لبنان، ولو لم يكن الأمر كذلك لكان انتهى منذ زمن، فلا يمكن أن نفسر كيف أن لبنان منهار كدولة وكشعب، ورغم ذلك ما زال يحافظ على كيانه وعلة وجوده وحضوره أكان في الداخل أو في عالم الانتشار، وهذا يعني أن هناك ارادة الهية تريد هذا الوطن وأننا كلبنانيين لا نستطيع العبث بوطننا الذي له تاريخ مجيد وجذور طويلة، من خلالها ناضل وحافظ على وحدته وكرامته، على مدى مئة سنة- حين اصبح دولة مستقلة- حافظ لبنان على كيانه رغم كل ما حصل”.

وأردف: “لا اخاف على لبنان، لكن أخاف من أن يسمح بعض اللبنانيين – خصوصا أصحاب النفوذ- لأنفسهم بالاستمرار في العبث بقيمة لبنان ونظامه الديموقراطي ودستوره وشعبه وكرامته ودوره ورسالته”.

وقال: “لا أحد منا يريد ألا يستعيد لبنان دوره ورسالته، خصوصا أنه لا يخص أحد، بل يخص كل الشعب اللبناني والتاريخ والحضارة العالمية والمجموعة الدولية، لا أحد ولا أي فريق – أكان قويا أم ضعيفا-  يمكن أن يعتبر يوماً أن لبنان يخصه حصرا، فكلنا مؤتمنون على لبنان”.

وختم: “نجدد إيماننا بلبنان الوطن القيمة الحضارية، ولبنان صاحب الرسالة والدور في المجتمع العربي والدولي، وكل واحد منا يجدد دوره حيث هو من موقعه للمحافظة على هذه اللؤلؤة التي اسمها لبنان”.

                    =================== ن.ح


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى