فرنسا خلطت الأوراق… ما تأثير هذا الأمر على حظوظ فرنجيّة؟

Advertisement
ويرى مراقبون أنّ هذا الإجتماع سيكون مفصليّاً بشأن الإستحقاق الرئاسيّ، إذ أنّه يتبقى أقلّ من شهر على إنعقاد القمّة العربيّة في السعوديّة، والرياض والدول الخليجيّة تعمل على إعادة علاقاتها الدبلوماسيّة مع سوريا إلى ما كانت عليه قبل الحرب هناك. ويُضيف المراقبون أنّ هناك رغبة لدى المملكة لإنجاح القمّة، من خلال حضور رؤساء الدول العربيّة، وبشكل خاصّ لبنان، البلد الوحيد الذي سيكون ممثلاً برئيسٍ مارونيٍّ مسيحيٍّ.
ويُعوّل المراقبون أنّ يخرج المجتمعون في اللقاء الخماسيّ المرتقب بإجماعٍ حول مرشّحٍ، فموقف فرنسا الجديد من رئاسة الجمهوريّة سيخلط الأوراق مُجدّداً، وسيُعيد الإستحقاق إلى الوراء، وخصوصاً إذا تُرجِمَ ما قِيل عن أنّ باريس ليس لديها أيّ شخصيّة معيّنة تدعمها، خلال اللقاء. ويُضيف المراقبون أنّ فرنجيّة أكثر المتضرّرين من هذا التغيير في السياسة الفرنسيّة، وحظوظه الرئاسيّة ستتراجع حكماً، في الوقت الذي تبحث فيه المعارضة عن شخصيّة توحّدها رئاسيّاً لانتخابها.
في الإطار عينه، فإنّ السعوديّة مع الرئيس التوافقيّ الذي لا ينتمي لأيّ محوّر سياسيّ. إلى ذلك، تقول أوساط سياسيّة متابعة إنّ واشنطن أيضاً ليست متحمّسة لوصول رئيسٍ “ممانع” وحليفٍ لـ”حزب الله”، في الوقت الذي تمرّ فيه إسرائيل بأزمات داخليّة خطيرة، وأيّ تزايد لنفوذ المحوّر الداعم لـ”المقاومة”، سيضع تل أبيب في موقفٍ صعبٍ، كما حصل عند إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان.
وتُتابع الأوساط أنّ الدول العربيّة الأخرى المشاركة في الإجتماع، لن تُغرّد منفردّة، وتُعاكس الموقف السعوديّ. وتقول إنّه قبل اللقاء المنتظر بين هذه البلدان، كان لافتاً تحرّك نواب من “المعارضة” في عدّة إتّجاهات، بدءاً من زيارة فرنسا، وإبداء الرأيّ لها أنّهم ليسوا موافقين على انتخاب رئيسٍ من فريق الثامن من آذار، إضافة إلى الزيارة البارزة لوفد نيابيّ معارضٍ إلى واشنطن، حيث نقل لكبير المستشارين لشؤون الطاقة الأميركيّ آموس هوكشتاين موقفه من الإستحقاق الرئاسيّ، والرئيس الذي سيكون خلاص لبنان، في السياسة والإقتصاد والإصلاحات وتنفيذ بنود صندوق النقد الدوليّ.
وتعتبر الأوساط أنّ تطمين فرنجيّة للسعوديّة خلال زيارته الأخيرة لبكركي، على أنّه مع أفضل العلاقات مع الدول العربيّة الصديقة، لن يكون محفّزاً للرياض لتبديل رأيها به، إذ أنّ موقفه معلوم سلفاً تجاهها، غير أنّ المشكلة هي أنّه سيُغطّي “حزب الله”، كما كان الرئيس السابق ميشال عون، الذي كان مقيّداً بالضاحيّة الجنوبيّة على حساب البلدان الخليجيّة.
وتُعيد الأوساط التذكير أنّ كافة الدول سواء المشاركة في الإجتماع الخماسيّ،او غير المشاركة، تدعو ولا تزال إلى إنجاز الإنتخابات الرئاسيّة وتشكيل حكومة إصلاحيّة جديدة، إلّا أنّ هذا التمنّي لا يعني بالنسبة إليها التوافق في ما بينها على مرشّحٍ معيّن، لأنّ لكلّ منها حسابات في لبنان وفي المنطقة، وأيّ تعاظم لنفوذ “حزب الله” لن يعود عليها إيجابيّاً.
وبينما يترقّب الأفرقاء في لبنان، وعلى رأسهم “الثنائيّ الشيعيّ” ما سيخرج من قرارات من اللقاء الخماسيّ، لا يرى مراقبون أنّه وسط عدم التفاهم المسبق بين أميركا وفرنسا والسعوديّة ومصر وقطر، ستتوصّل الدول الخمس المعنيّة بلبنان إلى إجماعٍ، وخصوصاً وأنّ زيارة مستشار الرئيس الفرنسيّ لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل إلى الرياض منذ فترة قريبة لم تُفضِ إلى تغيير المملكة موقفها تجاه فرنجيّة، وأتى تصريح المتحدثة باسم وزارة الخارجيّة الفرنسيّة آن كلير لوجاندر، يوم أمس، ليُؤكّد أنّ إدارة الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون بدأت تُغيّر نظرتها رئاسيّاً، ولا يُمكنها المساهمة في إطالة عمر الفراغ، عبر دعم أحد المرشّحين، وتحدّي أفرقاء لبنانيين.
ويُشير المراقبون إلى أنّ التوافق بين هذه الدول على مرشّحٍ وسطيّ سيكون مفتاح الحلّ للأزمة الرئاسيّة، أمّا التمسّك بشخصيّة معيّنة مرفوضة من قبل الآخرين، فلن يدفع نحو التقدّم.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook