أوساط حزب الله تتّهم شريكها بقبول الإغراء الأميركي
وحسب المصادر نفسها فقد بادر أبو صعب الى صياغة مكتوبة عبّرت عن نفسها بـ”النقاط الست” التي تبدأ بحاكمية مصرف لبنان وبقائد الجيش والتعيينات في المراكز الإدارية العليا (الحصة المسيحية) وتنتهي بالسعي الجدّي لوضع قانون انتخاب جديد مروراً بطبيعة الحال ببند اللامركزية الإدارية الموسعة وقيادة الجيش الى مسألة تنقية علاقات لبنان العربية والدولية على نحو يعيده الى حضنه العربي ويزيل نهائياً جدار المخاوف من تغربه.
وفي المراحل الأولى من مسار هذا التفاوض المفتوح استشعر الحزب لبعض الوقت أن باسيل يقترب أكثر من مساحة التفاهم التي يريدها الحزب في مقابل سلة تفاهمات تحقق لباسيل جملة مكاسب آنية ومستقبلية وتعزز حضوره السياسي خصوصاً في ساحته فضلاً عن أنها تحفظ له علاقة واعدة بالحزب.
لكن الحزب نفسه ما لبث أن استشعر استجداد عوامل تكبح اندفاعة باسيل الواعدة تلك من جهة وتجعله يعيد النظر في المسار الذي كان قد سلك شوطاً متقدّماً فيه.
وبمعنى أوضح، تتحدث تلك المصادر عن إغواء أميركي لباسيل يفضي في خاتمته الى سحب اسمه من لائحة المعاقبين على الأقل سياسياً وباقتحام قطري للمشهد الرئاسي عبر الترويج لقائد الجيش العماد جوزف عون مقروناً بحديث عن لائحة تكاليف المعركة.
واستطراداً تقاطعت الرغبة الأميركية في عدم إعطاء مكسب مضمون للحزب وحلفائه في الساحة اللبنانية من خلال تسهيل انتخاب المرشح الذي يدعمه مع الرغبة القطرية في سدّ السبل أمام كل المرشحين المحتملين ما عدا العماد عون، مع سعي باسيل لسحب اسمه من اللائحة الاميركية السوداء لتنتج مشهد ترشيح أزعور غير المضمون وصوله.
وتعرب تلك المصادر عن اعتقادها بأن باسيل غير مقتنع ضمناً بخيار أزعور ولكنه يراهن على الوقت الذي يؤمن له خروجاً آمناً من اللائحة ليتاح له بعدها ترشيح نفسه. وبناءً على ذلك فإن الدوائر المعنية في الحزب صارت أخيراً تقيم على اقتناع فحواه أن باسيل صار يطير في فضاء حسابات سياسية تقطع تماماً مع كل حسابات الحزب الرئاسية.
هل هذا يعني أن صفحة تفاهم مار مخايل المهتزة منذ زمن قد آن أوان طيّها نهائياً؟
لذلك حساب آخر ورؤية مختلفة وشرح يطول لكن الثابت عند الحزب هو الآتي: “اننا بتنا على اقتناع راسخ بأن باسيل وجد ضالّته فخاطر في المواجهة معنا رئاسياً. وعذرنا في كل ذلك أننا بذلنا ما في وسعنا من جهود لنعثر على قواسم مشتركة نلاقي بها الاستحقاق الرئاسي على قاعدة من التفاهمات”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook