آخر الأخبارأخبار دولية

القوات الكردية في الحسكة تتقدم “ببطء” داخل سجن يتحصن به عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”


نشرت في: 26/01/2022 – 12:25

تتواصل المعارك بين مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والقوات الكردية  شمال شرق سوريا بعد مرور ما يقرب من أسبوع على هجوم عناصر التنظيم على سجن خاضع للإدارة الذاتية الكردية في مدينة الحسكة.  وأسفرت المعارك حتى الآن عن سقوط 181 قتيلا معظمهم من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”. وتتقدم القوات الكردية ببطء من أجل احتواء هذا الهجوم الذي يعد الأكبر الذي يشنه التنظيم منذ دحر “دولة الخلافة” في سوريا في آذار/مارس 2019.

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الكردية تتقدّم الأربعاء “ببطء” داخل سجن يتحصّن فيه عناصر مسلحون من تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ ستة أيام في شمال شرق سوريا، تزامناً مع اشتباكات متقطعة في محيطه.

وشارك أكثر من مئة من مقاتلي التنظيم الموجودين داخل السجن وخارجه، في هجوم منسّق بدأ مساء الخميس على المرفق الذي تشرف عليه الإدارة الذاتية الكردية في مدينة الحسكة، في عملية تعدّ “الأكبر والأعنف” منذ إعلان القضاء على التنظيم في سوريا قبل ثلاث سنوات. 

   وتعمل قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن على استعادة السيطرة الكاملة على المنطقة. وتواصل قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن الكردية (الأساييش) الأربعاء، وفق المرصد، “عمليات التمشيط والتفتيش ضمن مهاجع في السجن” ومحيطه، حيث دارت ليلاً اشتباكات متقطعة بين الطرفين.

   وأوقعت الاشتباكات المستمرة منذ الخميس داخل السجن وفي محيطه 181 قتيلاً، وفق آخر حصيلة للمرصد، 124 منهم من عناصر التنظيم و50 من القوات الكردية، إضافة إلى سبعة مدنيين.

   ويتحصّن السجناء المسلّحون وبينهم عدد من مقاتلي التنظيم الذين تمكنوا من الدخول خلال الهجوم، في القسم الشمالي من السجن، بينما تضم أقسام أخرى سجناء من التنظيم ممن شاركوا في العصيان واحتجاز عدد من حراس السجن والعاملين فيه. وتعمل القوات الكردية على التقدّم تباعاً في تلك الأقسام.

   وبحسب المرصد، أسفرت عمليات التمشيط والمداهمة عن تحرير 32 من العاملين في السجن منذ الاثنين الماضي، وكان عدد منهم قد ظهروا في شريط فيديو بثّه التنظيم على حسابات جهادية إثر شنّه الهجوم.

   وأحصى مسؤول المكتب الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي في تصريحات الثلاثاء تسليم “أكثر من 850 إرهابياً من المعتقلين الذين نفذوا العصيان وكذلك من المهاجمين أنفسهم” منذ بدء الهجوم. وتوجّه القوات الكردية نداءات إلى عناصر التنظيم من أجل “الاستسلام الآمن” وفق شامي، رافضاً الحديث عن “تفاوض” معهم.

   إلا أن مدير المرصد رامي عبد الرحمن أكّد لوكالة الأنباء الفرنسية الأربعاء أنّ قيادياً سورياً في صفوف التنظيم يتولى التفاوض مع الجانب الكردي لإنهاء حالة التمرّد وتأمين الطبابة لعدد كبير من جرحى التنظيم. وتلقى الخطوة، وفق عبد الرحمن، معارضة المقاتلين الأجانب. وقال مسؤول كردي رفيع إن “الموضوع منته عسكرياً”، موضحاً أن “سبب التريّث في الهجوم هو وجود أطفال قصر وللخروج بأقل الخسائر البشرية”.

   وسجن الصناعة في حي غويران من بين أكبر مراكز الاعتقال التي تشرف عليها الإدارة الذاتية. وكان يضمّ قرابة 3500 مقاتل من التنظيم، بينهم نحو 700 فتى، غالبيتهم ممن تمّ القبض عليهم خلال آخر المعارك التي خاضتها قوات سوريا الديمقراطية ضد التنظيم قبل دحر “دولة الخلافة” عام 2019.

   وجددت الإدارة الذاتية الكردية مطالبتها المجتمع الدولي بالتدخل سريعاً لتقديم الدعم من أجل الحؤول دون إعادة تنظيم الجهاديين لصفوفهم. وقال مسؤول هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الكردية عبد الكريم عمر لوكالة الأنباء الفرنسية الأربعاء: “هذه القضية مشكلة دولية وليس بإمكاننا مواجهتها لوحدنا”. وطالب المجتمع الدولي بـ”دعم الإدارة الذاتية لتحسين الظروف الأمنية والانسانية للمحتجزين في مراكز الاعتقال والموجودين في المخيمات المكتظة”.

 

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى