آخر الأخبارأخبار دولية

هل يعرقل مخدر الكبتاغون توطيد العلاقات بين سوريا وبقية الدول العربية؟


نشرت في: 10/05/2023 – 19:42آخر تحديث: 10/05/2023 – 19:43

في ظل التقارب الحاصل بين الطرفين، تؤكد دول عربية على وقف إنتاج وتهريب مخدر الكبتاغون من سوريا لأجل توطيد أكبر للعلاقات مع دمشق، بعد إعادتها إلى الجامعة العربية. ووافقت سوريا على المساعدة في منع تهريب المخدرات والعمل خلال الشهر المقبل على تحديد هويات منتجيها وناقليها، وفق بيان صدر عن اجتماع عقد في الأردن. وتعتبر عمّان تهريب المخدرات من سوريا تهديدا لأمنها القومي، حسب ما نقلته رويترز عن مسؤول أردني، وصفته بـ”الكبير”. ويتهم الغرب ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري ورئيس الفرقة الرابعة في الجيش، بتيسير إنتاج الكبتاغون والاتجار به. ويعتبر مراقبون أن هذا الملف يمكنه أن يعطل مسلسل توطيد العلاقات مجددا بين دمشق وبقية الدول العربية.

يشكل مخدر الكبتاغون فيسوريا أحد العوامل الأساسية، إن لم تكن الرئيسية، التي تلعب دورا في توطيد العلاقات مع دمشق، إذ تؤكد الدول العربية على وقف إنتاج هذه المادة وتهريبها لدول الجوار، وهذا، مع إعادة سوريا إلى الجامعة العربية عقب إبعاد دام سنوات عديدة.

وطوت الدول العربية صفحة سنوات من المواجهة مع الأسد يوم الأحد بالسماح لسوريا بالعودة إلى الجامعة العربية، في خطوة محورية، نحو إعادة تأهيله إقليميا على الرغم من أن الغرب ما زال ينبذه بعد اندلاع الحرب الأهلية المستمرة منذ سنوات.

وتنفي دمشق تورطها في أي دور في هذه التجارة التي واجه مسؤولون سوريون وأقارب للأسد عقوبات غربية بسببها، وتسعى لاستخدام هذه القضية كورقة ضغط.

وقال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لنظرائه العرب في اجتماع عقد في أول مايو/أيار إن التقدم في كبح تجارة الكبتاغون يعتمد على الضغط العربي على الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات، بحسب ما نقلته وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة على الاجتماع.

وتحدثت المصادر شريطة عدم نشر أسمائها. وقال أحدها إن الاجتماع في الأردن كان “محتدما إلى حد بعيد”، وإن الوزراء العرب شعروا بالانزعاج بسبب لهجة المقداد.

كما ربط عودة اللاجئين بالحصول على التمويل لإعادة إعمار سوريا التي فر منها أكثر من خمسة ملايين إلى الدول المجاورة خلال الحرب، التي أودت بحياة مئات الآلاف.

مخدر الكبتاغون “تهديد للأمن القومي”

أصدر الاجتماع الذي حضره وزراء من مصر والعراق والسعودية والأردن بيانا، وافقت فيه سوريا على المساعدة في منع تهريب المخدرات والعمل خلال الشهر المقبل على تحديد هويات منتجيها وناقليها.

وفي ما يبرز القلق العربي الشديد إزاء هذه القضية، قالت مصادر محلية ومخابراتية إن الأردن نفذ ضربات جوية في سوريا الإثنين. أسفرت عن مقتل مهرب مخدرات سوري، وأصابت مصنعا مرتبطا بجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.

ونفى حزب الله، الذي نشر مقاتلين في سوريا لدعم جهود الأسد الحربية، ضلوعه بأي دور في تجارة المخدرات. ودمرت الحرب الاقتصاد السوري والبنية التحتية والمدن والمصانع.

ولطالما كان الكبتاغون جزءا مربحا من اقتصاد الحرب في سوريا، وتقدر قيمته بمليارات الدولارات سنويا. وقال مسؤول أردني كبير إن بلاده أبلغت سوريا بأنها تعد المخدرات تهديدا لأمنها القومي.

وقال المسؤول إن “الضغط على الحدود هائل وهذه ليست عصابات”، ويعتقد أنها جماعات تحظى بدعم من إيران، وتتحصن داخل الدولة.

مقترح سعودي لتعويض سوريا؟

وقال مصدر إقليمي مقرب من دمشق ومصدر سوري مقرب من الخليج على دراية بالاتصالات إن السعودية، وهي سوق كبير للكبتاغون، اقترحت تعويض سوريا عن خسارة التجارة في حال توقفها.

وقال المصدر الإقليمي إن السعودية عرضت أربعة مليارات دولار، بناء على تقديرات الرياض لقيمة التجارة.

ونفى مصدر في وزارة الخارجية السعودية الأربعاء ما تردد عن مناقشات بين السعودية وسوريا حول أي تمويل. وقال المسؤول إن المملكة لم تعرض تقديم أربعة مليارات دولار لسوريا.

ولم يرد مكتب التواصل الحكومي السعودي على طلبات للتعليق، أُرسلت بالبريد الإلكتروني في وقت سابق. كما لم ترد الحكومة السورية على طلب للتعليق.

وقال دبلوماسي عربي خليجي في المنطقة إنه يتعين على سوريا التوقف عن تصدير المخدرات، وإن دمشق تعلم أن الخليج مستعد للاستثمار إذا كانت هناك مؤشرات على حدوث هذا.

وقال مصدران غربيان مطلعان على اتصالات عربية مع سوريا، إن التعويض ضروري لإبعاد الوحدات المسلحة المرتبطة بالدولة عن تجارة الكبتاغون.

وفرضت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على دمشق في الأسابيع القليلة الماضية بسبب الكبتاغون. ويتهمون تحديدا ماهر الأسد، شقيق بشار ورئيس الفرقة الرابعة في الجيش، بتيسير إنتاج الكبتاغون والاتجار به.

وقالت الولايات المتحدة إنها لن تستأنف العلاقات مع الأسد، وستظل عقوباتها سارية. وتحدثت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية باربرا ليف للصحافيين الشهر الماضي عن تحرك شركاء واشنطن الإقليميين لكسر الجليد مع الأسد وحثتهم على الحصول على شيء في المقابل.

وقالت: “أود أن أضع إنهاء تجارة الكبتاغون في المقدمة مع القضايا الأخرى”.

وقال مهند الحاج علي من مركز كارنيغي للشرق الأوسط إن حاجة الأسد الماسة للمساعدات الخارجية، ستحدد شكل التعاون في قضيتي اللاجئين والكبتاغون. ويبقى السؤال المعلق إلى أي حد يمكن لهذا المخدر أن يرجئ توطيد العلاقات بين الدول العربية ودمشق؟

فرانس24/ رويترز


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى