فشل المساعي الاميركية… ودمشق تستعيد دورها في الحضن العربي
لكنّ هذه الاندفاعة جرى كبح جماحها في مرحلة سابقة مراعاة للخطوط الحمر الاميركية، إذ إن واشنطن لم تكن ترغب بفكّ الحصار السياسي عن دمشق على اعتبار أن الصراع مع “الاسد” لم ينتهِ، ويجب الحصول منه على تنازلات سياسية حتى بعد فشل الحرب العسكرية ضد سوريا، وبالتالي لا يمكن عودة الاستقرار الى البلاد من دون اصلاحات سياسية.
فشلت الولايات المتحدة الاميركية من منع التواصل بين بعض الدول العربية وسوريا، إذ إن قدرتها على تطويق الأسد باتت ضئيلة، خصوصاً وأن الخليجيين قرروا الذهاب بعيداً في العلاقة مع دمشق سيّما بعد كارثة الزلزال الاخيرة، والتي دفعت بالدول الشقيقة الى الاسراع في تقديم المساعدات للشعب السوري، ومن هنا كانت بوابة العبور نحو جهود عربية مشتركة وحوار جدّي، كنتيجة للمصالحة السعودية – الايرانية، يعيد تطبيع العلاقات مع الدولة السورية ويؤمّن عودتها الى الحضن العربي بعد 12 عام من تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية، بالرغم من العقبات الاميركية التي سعت حتى اللحظة الاخيرة الى فرملة التفاهمات وعرقلة مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد أو من يمثله في قمّة الرياض، لكنّ الموقف العربي تجاوز كل الاعتراضات واكد استعادة دمشق لمقعدها في جامعة الدول العربية وبالتالي إمكان مشاركة الاسد بحسب تصريح أمينها العام أحمد أبو الغيط عقب اجتماع لوزراء الخارجية العرب.
ولعلّ تبعات التقارب العربي مع سوريا وإعادتها الى جامعة الدول العربية سيطال مختلف المحيط الاقليمي لسوريا، وتحديدا لبنان الذي يمكن أن يشهد في المرحلة المقبلة عودة ما يشبه “السين – سين” اليه، في ظلّ اقتراب العلاقات الخليجية – السورية نحو نوع من انواع التحالف المقنّع. كما أن هذه الخطوة الكبرى في مجال العلاقات العربية – العربية وبعد كل ما حصل يعني أيضاً أن دمشق باتت اليوم أكثر تأثيراً في الملفات الاقليمية ويعني أن حلفاء السعودية وحلفاء دمشق في مختلف الدول وتحديداً في لبنان لن يعودوا قادرين على فتح اشتباك بينهم، أضف الى ذلك ان هذا التقارب يحصل بالتوازي مع تقارب ايراني – سعودي لا يقلّ اهمية عن اعادة سوريا الى جامعة الدول العربية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook