آخر الأخبارأخبار محلية

الإستحقاق الرئاسي معلّق بين الاستعصاء الداخلي والترقب الخارجي

مشهد الشغور الرئاسي لا يزال على حاله، ولا جديد “جدّياً” وواقعياً في مسار التأزم الذي يطبع الأزمة الرئاسية رغم كل الاجتهادات المتسرّعة محلياً في شأن التحركات الخارجية والداخلية الأخيرة.
هذا الفراغ المدوّي منذ ستة أشهر، يتزامن مع أزمة اقتصادية ومالية ومعيشية خانقة، وارتفاع منسوب الجدل الرسمي والشعبي بالنسبة لملف النزوح السوري.

وبحسب أوساط سياسة واسعة الاطلاع ومعنية برصد نتائج الحراك الرئاسي فان التحفظ اللافت الذي أبداه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في إجاباته عن الاستفسارات والاستيضاحات الإعلامية والسياسية حول موقف بلاده من دعم الثنائي الشيعي لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية حملت دلالات واضحة لجهة أولاً عدم نضوج الأجواء الإقليمية وتحديداً السعودية الإيرانية للتوغل راهناً في الملف اللبناني بما يعكس أن هذا الملف ينتظر إنجاز الأولويات الملحة الأخرى التي تتقدم أجندة البلدين ولاسيما منها اليمن.

وتضيف الأوساط “ان الملف الرئاسي لا يزال في فترة الانتظار الخارجية عرضة للتجاذبات الحادة بين القوى الداخلية ويبدو صعباً للغاية الرهان على كسر الأزمة في وقت قريب، بل إن المخاوف من تمددها لفترة غير محددة ازدادت في الآونة الأخيرة خلافاً للكثير من التقديرات والرهانات المحلية. وفي أي حال تترقب الأوساط نفسها تحركات بارزة جديدة في الأيام القليلة المقبلة خصوصاً للسفير السعودي وليد البخاري الذي لم يظهر بعد في أي مناسبة أو لقاء علني منذ عودته قبل أيام إلى بيروت وما يمكن أن تُظهر هذه العودة من مؤشرات حيال الموقف السعودي من الواقع اللبناني بعد الاتفاق السعودي الإيراني.

ولكن الأوساط المعنية بدت متيقنة من أن أي جديد طارئ لم يتبدل في التزام السعودية موقف التشدد في المواصفات المعروفة لرئيس الجمهورية العتيد بما يوفر إطلاق حل حقيقي لأزمة لبنان بما يعني أن التوظيف الإعلامي والسياسي الذي لجأ إليه بعض المراجع والسياسيين للترويج لتبدل في الموقف السعودي من فرنجية كان “من صنع محلي” غير موثوق أبداً.

ومع ذلك، تسرّع البعض في تفسير تصريح لرئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد بأنه في إطار “تبديل النبرة” لناحية دعوته إلى “التنازل” علماً أن هذه الإشارة لا تكفي للدلالة على بداية تنازل لدى الفريق الذي ينتمي إليه رعد. فقد رأى رعد أن “لا سبيل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي إلا بتفاهم الجميع”. وقال: “نحن دعمنا مرشحاً للرئاسة لكن لم نغلق الأبواب، ودعونا الآخرين وحثيناهم من أجل أن يطرحوا مرشحهم وقلنا تعالوا لنتباحث لكن ثمة من ينكر علينا الحق في أن ندعم مرشحاً للرئاسة ويريد أن يفرض الرئيس الذي يريد ويتهم الآخرين بأنهم يحاولون فرض الرئيس الذي يريدون”.
ونقلت مصادر مطلعة لـ « الديار» عن مرجع بارز، ان حالة الاستعصاء الداخلية حتى الآن تتناقض مع الاجواء والمستجدات التي سجلت وتسجل في المنطقة، لافتا الى ان الاتفاق السعودي – الايراني لا بد ان يكون له مفاعيل على لبنان، ولا يراهن احد على تعثره لانه وقع لينفذ بكل ابعاده.
وحرص المرجع على القول، ان تحديد موعد ترجمة هذا الاتفاق وغيره من المستجدات الايجابية، لا سيما المتعلقة بالانفتاح السوري العربي على لبنان ستاخذ بعض الوقت، لكن فترة الانتظار لن تكون مفتوحة . ورأى ان هناك مناخا لملامح بدء مسار صحيح للتعامل مع الاستحقاق الرئاسي على نار هادئة، آملا ان تتذلل العقبات الداخلية امام انتخاب الرئيس قبل تموز المقبل.
تقول مصادر مطلعة لـ «الديار» ان الجميع يعوّل على الموقف السعودي، وان الانظار تتجه الى المملكة وما يمكن ان تقوم بها في شأن الاستحقاق الرئاسي، بعد التدخلات الفرنسية الاخيرة باتجاهها، وعلى ضوء الوضع المستجد في علاقتها مع ايران.
وتنقل المصادر عن قيادي بارز قوله انه بعد عودة السفير السعودي وليد البخاري الى بيروت، علينا ان نتابع وننتظر ما سيقوم به من اتصالات ولقاءات، وما يمكن ان يصدر عنه من موقف علني او خلال هذه اللقاءات . ووفقا للقيادي، فان صدور موقف مباشر او غير مباشر سيعكس مسار تعاطي السعودية مع الاستحقاق، وان صمته ايضا سيكون شكلا من اشكال التعبير .
ووفقا للمعلومات المتوافرة، فان السعودية لم تعط فرنسا مؤخرا جوابا واضحا حول مبادرتها، وان كل ما توافر حتى الآن هو ما نقلته الجهات الفرنسية المعنية لمسؤولين لبنانيين، بان هناك تغيرا في الموقف السعودي يحتاج الى مزيد من البحث والمتابعة.
ومن غير المستبعد ان تحمل الايام القادمة اشارات اكثر وضوحا في هذا المجال، لكن الاطراف اللبنانية لا تتوقع بان تقول المملكة انها تؤيد او تضع «فيتو» على هذا المرشح او ذاك.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى