أخبار محلية

ناجون يروون تفاصيل رحلة الموت في طرابلس


لا تزال الحصيلة النهائية للضحايا في رحلة الموت التي كانت متجهة من شواطىء طرابلس نحو السواحل الايطالية غير واضحة، مع استمرار عمليات الاغاثة والبحث عن مفقودين. وقد أعلن رسمياً عن وفاة طفلة وإنقاذ 48 شخصاً، ولكن أهالي المفقودين يضعون سيناريوهات مأسوية حول مصيرهم مع الاحتفاظ بشيء من الأمل. وانعكست رواية الناجين عن اصطدام زورق أمني بزورق رحلة الموت أجواء متشنجة وتوتراً في غير مكان من أحزمة البؤس الطرابلسية حيث جرى إطلاق نار واحتكاك مع الجيش الذي يعمل على ضبط الوضع وإكمال عمليات البحث.
 
وفجراً، روت إحدى الناجيات لـ”النهار” أن “زورقاً اصطدم بالقارب الذي تعطّل على الفور، وأخذت الأمواج الكبيرة ترتطم به والمياه تملأه”. وزعمت الناجية التي كانت على متنه مع ابنيها وبنتيها أن “الزورق الذي طاردهم كان أمنياً يحاول منعهم من إكمال الرحلة نحو إيطاليا”.
 
وأكّدت أن “المهرب كان مع عائلته في الرحلة وهو من الناجين”. وقالت أن “القارب كان مؤلفاً من طبقتين، وهناك أشخاص ركبوا في اللحظة الأخيرة لم يكونوا قد سدّدوا مبالغ للمهرّب”، وفق قولها.
 
وأفادت السيدة التي التقيناها في مرفأ طرابلس فجراً بأنها “وجدت ابنيها ولا تزال تنتظر مصير الابنتين”، مضيفة الآتي: “حاول المركب الذي تتبعنا إرجاعنا إلى الميناء، كما حذّرونا من مخاطر هروبنا… قالوا لنا أنتم تذهبون إلى الموت عمداً، فما الفرق؟ فنحن هنا نموت كلّ يوم وما من آذان صاغية”.
 
في السياق، عبّر الأهالي عبر “النهار” عن امتعاضهم ممّا حدث، مشيرين إلى أن “الفرصة إذا أُتيحت لهم مجدّداً سيفعلون الأمر نفسه على الرغم من المخاطر كلّها”. ويوضح أحد الناجين “أوضاعنا المادية صعبة، وأنا لم أدفع قرشاً واحداً لهذه السفرة، وفي كلّ الأحوال يبقى الهروب والغرق أفضل من العيش في بلد لا يحترم مواطنيه، حيث نجوع فيه كلّ يوم”.
 
وأعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش أنّ “القوات البحرية التابعة للجيش تمكنت حتى الساعة من إنقاذ 48 شخصاً بينهم طفلة متوفية كانوا على متن مركب تعرّض للغرق أثناء محاولة تهريبهم بطريقة غير شرعية، قبالة شاطئ القلمون – الشمال، نتيجة تسرّب المياه بسبب ارتفاع الموج وحمولة المركب ‏الزائدة”.
 
 وأشارت المديرية في بيان إلى أنّ “القوات البحرية عملت بمؤازرة مروحيات تابعة للقوات الجوية وطائرة “سيسنا” على سحب ‏المركب وإنقاذ معظم من كان على متنه حيث قُدمت لهم الإسعافات الأولية ونُقل المصابون منهم إلى مستشفيات المنطقة، فيما تواصل القوى عملياتها براً وبحراً وجواً لإنقاذ آخرين ما زالوا في عداد المفقودين. وقد تمَّ توقيف المواطن (ر. م. أ.) للاشتباه بتورطه في عملية التهريب، وبوشرت التحقيقات بإشراف القضاء المختصّ”.
 
في سياق متّصل، أكّدت مصادر أمنية لـ”النهار” أنّ “طوافات الجيش واجهت صعوبات في عمليات البحث لأن الحادثة وقعت ليلاً والأجواء الضبابية أعاقت عمل الطوافات”.
 
وتابعت: “هناك صعوبة في تحديد العدد النهائي للأشخاص الذين كانوا على متن الزورق بسبب غياب السجلات الرسمية لأن طريقة المغادرة غير الشرعية ولكن التحقيقات مستمرّة”.

وكان قد غرق زورق قبالة شاطئ الميناء في طرابلس ليل أمس على متنه نحو 75 شخصاً، وأشارت مصادر أمنية لـ”النهار” إلى “وفاة طفلة، وإنقاذ 45 راكباً”، وتوزع الناجون على مستشفيات المدينة.

  واستنفر جهاز الطوارئ والإغاثة توجّه والصليب الأحمر للمشاركة في عمليات الانقاذ ونقل المصابين الى المستشفيات.
إلى ذلك، أفادت معلومات عن سماع صوت رصاص كثيف ليلاً في طرابلس مصدره منطقة القبة يعود سببه إلى غضب الأهالي لما حدث بـ”مركب الموت” في ميناء طرابلس.

على الإثر، وصلت تعزيزات للجيش اللبناني إلى المدينة تزامناً مع إطلاق الرصاص.
 
في الموازاة، أفاد مراسل “النهار” في طرابلس أن “الأهالي قرّروا صباح اليوم البحث بأنفسهم عن أولادهم وذويّهم في البحر من دون انتظار نتائج التحقيقات أو فرق الإنقاذ”.

من جهة ثانية، روى مدير قسم الطوارئ في المستشفى الإسلامي الخاص في طرابلس بلال حجازي لـ”النهار” مأساة غرق الزورق في ميناء العاصمة الشمالية، قائلاً: “وصلنا خبر أوليّ حول غرق مركب في الميناء وتمّ إنقاذ بعض الركاب، وللأسف استقبلنا أول ضحّية هي الطفلة تالين محمد الحموي (سنة ونصف السنة) التي فارقت الحياة قبل وصولها إلى المستشفى نتيجة الغرق”.

ويُشير المسؤول إلى أن “الصليب الأحمر سارع إلى إسعاف الطفلة، إضافة إلى الفريق الطبيّ الكامل للمستشفى ولكن محاولاتنا لم تجدِ نفعاً لأن قلبها كان قد توقف بالكامل”، ويُضيف: “نشعر بالحزن الشديد بعد وصولنا إلى هذا الوضع، والله يستر من الآتي”.

في السياق، يوضح حجازي أن المستشفى استقبل أيضاً إصابتَين بعد الطفلة تالين، وتمّ إسعافهما بنجاح في حين أن إصابتهما كانت طفيفة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى