آخر الأخبارأخبار محلية

الخطيب: الحكومتان اللبنانية والسورية هما فقط المعنيتان بحل موضوع النزوح

 أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس، والقى خطبة الجمعة التي قال فيها: “نحن اليوم في الواقع اللبناني والعربي الذي نعيشه  والتغييرات التي تحصل هي بسبب مجموعة من العوامل الداخلية الفردية، الى جانب مسؤولية الجماعات السياسية، والجماعات الدينية والعوامل الخارجية الإقليمية والدولية، على صعيد الوضع اللبناني والتغيرات التي تحصل هناك ثبات واحد في الواقع اللبناني منذ نشوئه، خط ثابت ولكن نتائجه ومفاعيله كانت على الدوام نتائج وخيمة، والوضع اللبناني كان دائما معرضاً للاهتزاز ولعدم الاستقرار وهذا يتحمله اللبنانيون كأفراد كاختيار فردي واللبنانيون كجماعات دينية واللبنانيون كجماعات سياسة، الى جانب ذلك العوامل الخارجية الإقليمية والدولية”.

وتابع: “الأساس في هذا الموضوع هم اللبنانيون، قلت ان هناك شيئا ثابتا في الوضع اللبناني السياسي هو أن هذا البلد منذ أنشئ على الأساس والواقع الطائفي وضع حجر الخراب أو سبب الخراب في أساس بنيان هذا النظام حينما لم يُبن دولة أساسية تكون في الأسس دائمة الثبات لتكون دولة مؤثرة على المستوى الاقتصادي، فالاساس الطائفي الذي بنيت عليه الدولة أدى الى اهمالها الاطراف ولا سيما الجنوب والبقاع الغربي وتركت العدو الإسرائيلي يسرح ويمرح في لبنان الجنوبي ويعتدي على سيادته وثرواته ولم توفر الدولة للجنوب اللبناني الامن والاستقرار ولم تقم المشاريع الاقتصادية والإنمائية وتركته للفوضى بسبب العامل الطائفي الذي بنيت عليه الدولة وهيأت الأرضية لدخول الاحتلال ولتعاون جزء من المواطنين مع العدو الإسرائيلي وبذاك تخلت الدولة عن مسؤولياتها وكان الهم الوحيد للممسكين بالسلطة والمستفيدين منها الابقاء على الهيمنة والاستفادة من منافع السلطة مما ادى الى شرعنة العمالة مع العدو الإسرائيلي الذي يحتل بالمعنى الديني والقومي فلسطين  ويعتدي على المقدسات الإسلامية والمسيحية ويشكل عدواناً على المسيحيين والمسلمين وخطراً على لبنان”.

وقال: “ان النظام الطائفي ولّد أزمات سياسية واقتصادية وسبّب حروبا أهلية في الداخل وكان يُعمل على تسويات مؤقتة تنتهي مفاعيلها كل عشر سنوات او اكثر بانتظار تسوية سياسية جديدة، فالتسويات كانت تحسّن أوضاع بعض الطوائف والشرائح الاجتماعية الأخرى ولكن في النتيجة كان هناك بناء دويلات في لبنان، لكل طائفة من الطوائف دويلتها، اما العنوان العام من رئاسة جمهورية وحكومة ومجلس نيابي فهي عناوين في الشكل اما في جوهر النظام فكان هناك دول في داخل الدولة والتي حينما يُتحدث اليوم عن المقاومة وعن موقف الطائفة الشيعية فيقال دولة السلاح ودولة ضمن دولة لتوضع كل مشاكل لبنان عند فريق معين من اللبنانيين بسبب هذا السلاح”.

اضاف: “يتناسون انه بسبب نظامهم الطائفي وجدت ازمة لبنان ولم يتم الحفاظ على سيادته، ونحن نعتبر ان لبنان لا يمكن ان يكون دولة بدون جنوب لبنان وبدون كل محافظاته ومناطقه فهي جوهرية في أساس لبنان وتعريض أي منطقة للخطر هو تهديد لكيان لبنان وتعريضه للخطر، وهذا ما نبّه اليه الامام السيد موسى الصدر في مطالبته بإصلاح النظام السياسي في بنيانه الخاطئ والخشية من الذهاب الى حرب أهلية، ولكن أطماع بعض اهل السلطة عمت الابصار عن رؤية هذه الحقائق والاخطار التي تهدد لبنان ولم يُسمع للإمام الصدر في اصلاح النظام الذي جعل كل طائفة تنظر الى الأخرى على اعتبارها عدوة، ولم تعتبر ان العدو الإسرائيلي هو العدو الحقيقي لكل اللبنانيين”.

وتابع: “انتم بنيتم نظاماً طائفياً ولم تبنوا دولة المواطنة التي تشعر الناس انهم ينتمون الى وطن وان السيادة هي سيادة واحدة كاملة، اذ لا يمكن ان يكون هناك سيادة في منطقة ومنطقة أخرى تُنتهك سيادتها في كل يوم، لذلك لا تتهموا المقاومة والبيئة التي تحتضنها انها تصنع دولة ضمن دولة، انما هدف المقاومة هو تحرير الأرض والعودة الى مشروع الامام الصدر في اصلاح النظام السياسي وحفظ وحدة لبنان وافشال المشروع الإسرائيلي في تفتيت المنطقة الى دويلات طائفية تكون إسرائيل هي الأقوى”.

وقال: “الامام الصدر أراد ان يصنع دولة حقيقية يتساوى فيها كل اللبنانيين في الحقوق والواجبات، أن يروا أن لبنان للجميع ليس لبنان لطائفة، السلاح الذي يؤيده ويتمسك به عدد غير قليل من اللبنانيين من كل الطوائف لكن لسبب او لآخر معروف أن سكان جنوب لبنان هم اكثريتهم من الشيعة، اما ان يتركوا للإسرائيلي حريته ليعتدي على الجنوب اللبناني أن يُهجر ابناءه ساعة يشاء وأن يهدم بنيانه وان يهدم جهود الجنوبيين الذين يعملون بالليل والنهار من أجل بناء بيت، من أجل بناء مزرعة، من أجل إقامة حياة طبيعية ومن اجل تأمين عيشهم اليومي، بين أن يُترك الاسرائيلي يختطف جنوب لبنان ويُلحق بفلسطين ويُلحق بما يسمى “إسرائيل الكبرى” كما تريدون وبين أن يرفعوا السلاح في وجه العدو الاسرائيلي الذي أثار بعض اللبنانيين وأخذتهم الى شيطنة المقاومة”.
 

اضاف: “الجنوبيون حملوا سلاحهم ليدافعوا عن اللبنانيين لم يدافعوا عن جنوب لبنان فقط هم يريدون بلداً حقيقياً يعيش فيه اللبنانيون جميعاً بكرامة، ان يكون لبنان بلدا محترما، ان يكون سيادة لبنان محفوظة ولا يريدون وليس من مصلحتهم ان يكون لهم طموح بكانتون صغير في جنوب لبنان او في بعلبك الهرمل. نحن نعتبر ان هذا المشروع سيؤدي الى انهاء لبنان من الخارج والتغيرات التي القوى السياسية لم تتعلم ولم تعتبر من التجارب الفاشلة والقاتلة كما هي حال الامم السابقة وسارت على نفس الخطى حصلت في التاريخ من تغيرات كبرى الذي أودى او سبب الأذى للبنان”.

وتابع: “اذا، العلة في وجود نظام طائفي في لبنان هو الذي يسبب هذه المشاكل المتكررة وكل عاقل يقوم بتجربة معينة ثم يرى ان نتائجها خطيرة وفاشلة وسيئة حينئذ كيف يعيدها او كيف يعود اليها؟ وبعد ان قامت هذه المقاومة بهذه المهمة التي ارادها الامام موسى الصدر وحررت لبنان وجنوبه وحررت كل لبنان من الهيمنة الإسرائيلية ليس من الاحتلال المباشر فقط وانما ايضا من الاحتلال السياسي والاقتصادي. وإذا كان هذا المشروع تأجّل الى ان تحقّق هذا الواقع وتحرر لبنان من الإرادة الإسرائيلية”.

واردف: “الآن نحن نريد متابعة مسيرة الإمام الصدر والعودة إليها في إصلاح النظام الداخلي، أنا لا أقول ان هذا الأمر سيحصل غدا، فهو يحتاج الى جهد وعمل وإخلاص مع كل اللبنانيين الذين فيهم مخلصون يريدون بلدا حقيقيا مستقرا وان يكون كسائر البلدان وله احترامه في العالم. هؤلاء موجودون في كل الطوائف وبالتعاون معهم لا بالتحدي وليس بإشعار أي طرف آخر بأنه تابع لهذا المشروع بل بأن يكون مؤسسا وعضوا أساسيا في مشروع الإمام السيد موسى الصدر، لكن في ظل الواقع الحالي في لبنان هناك أولويات بالخروج من الواقع عبر انتخاب رئيس للجمهورية بالتوافق وبتأليف حكومة ثم بإيجاد بعض الإصلاحات التي يمكن أن تعيد للبنان بعض مجده وقوته، وللبنانيين عيشهم المحترم وكرامتهم المحترمة التي سلبها بعض القوى السياسية من الشعب اللبناني”.

وقال: “في ظل الوضع السائد وعلوّ النبرة السياسية الداخلية ومحاولة إحباط مشروع الخروج من هذه الازمة، أقول لهم إنما تؤجلون وتأخرون وضع الحل في لبنان وأنتم المسؤولون عنها، الذي يؤخر الحل في لبنان هو المسؤول عن جوع الجائعين وعن المرضى الذين لا يستطيعون الدخول الى المستشفيات، وهو المسؤول عن اللبنانيين الذين يعيشون البرد أيام الشتاء ولا يستطيعون ان يجدوا وسيلة للتدفئة، مسؤولون عن حبة الدواء التي لا يستطيع اللبناني الحصول عليها لمعالجة مرضاه، أنتم المسؤولون عن هذا ولكن الحل سيأتي فليأت بالتوافق، فليأت في جو من الهدوء والعقلانية، لا تصعّبوا الأمور ولا تخلقوا أجواء جديدة في البلد بظنّكم أنها ستكون لمصلحتكم لن تكون لمصلحة أحد، لن تكون لمصلحة فريق دون فريق، سيتضرر منها الجميع”.

اضاف: “اليوم اللعب بالموضوع السوري ورفع الصوت بهذا الشكل مرفوض، لقد قلنا من البداية ان موضوع النازحين السوريين يجب أن يُحل، اليوم الجميع يقول ان الوجود السوري في لبنان يشكّل عبئا على الوضع اللبناني، هذا جيد وهذه درجة متقدمة لكن لا ان يُخلق من الوجود السوري أزمة وفتنة بين اللبنانيين والسوريين، اذهبوا انتم القوى السياسية لحل الوضع السياسي الداخلي، انتخبوا رئيساً للجمهورية وألّفوا حكومتكم ثم لتتحمل الدولة اللبنانية التي هي المعنية بشأن الحل السوري وليس أنتم، ليس كل فريق على هواه سيحلّ مشكلة السوريين في الداخل اللبناني، انتم تذهبون بهذا الشكل الإعلامي وتهييج الرأي العام اللبناني لإيجاد فتنة بين اللبنانيين والسوريين”.

وتابع: “السوريون إخوة لنا وقد شاركونا عبء الحرب والعدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 واستقبلوا اللبنانيين في بيوتهم، نعم إمكانيات سوريا في ذلك الوقت شيء ونحن إمكانياتنا لا تتيح لنا، وإخواننا السوريون يدركون مشاكلنا الداخلية السياسية والطائفية يعني الديموغرافية والخوف اللبناني في هذا الموضوع تعرفونه حتى بين اللبنانيين أنفسهم، السوريون العاقلون يعرفون هذا الموضوع والحكومتان اللبنانية والسورية هما فقط المعنيتان بحل هذا الموضوع وبدون مزايدات، اقلعوا عن هذه السياسة الخاطئة التي لن تنتج سوى الدمار والخراب والفتن والدماء”.

واردف: “نحن اليوم خصوصاً في ظل هذه الأوضاع، نحتاج الى التعاون معاً والى انتخاب رئيس للجمهورية وإنتاج حكومة تعالج الوضع الاقتصادي، ونحن بحاجة الى تلاقي الأيدي كلها للخروج من هذا الواقع”.

وختم: “أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفّق الجميع ليعودوا الى وعيهم والى عقولهم وألا يتبعوا غرائزهم، وحتى يستطيع لبنان الخروج من هذا الواقع الى واقع أفضل إن شاء الله.”


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى