آخر الأخبارأخبار دولية

زعيم قبيلة يعفو عن قاتل ابنه بلحظة تسامح في بلد بحالة حرب


نشرت في: 06/03/2023 – 17:46

بينما كان الجميع ينتظر إعدامه، نال قاتل العفو عنه في آخر لحظة من قبل والد الضحية. حصل هذا المشهد في 20 شباط/ فبراير الماضي، بمنطقة مأرب في وسط اليمن. وأدت قصة الصفح هذه إلى تفاعل حماسي من قبل عدد كبير من اليمنيين على وسائل التواصل الاجتماعي في بلد مثخن بجراح حرب مستمرة منذ تسعة أعوام. وبالنسبة إلى مراقبتنا، فإن هذا العفو لم يكن ليحدث على الأرجح لولا تدخل امرأة. التفاصيل في هذا المقال.

في سنة 2016، قتل ربيع الديماسي -وهو شاب ينحدر من قبيلة بني جبر في غرب مأرب- صديقه صدام خلال شجار بينهما. وصدام هو ابن عبد الله القحاتي زعيم قبيلة مراد في منطقة مأرب. وتم توقيف ربيع بعد ذلك الحادث وحكم عليه بالإعدام. وكان تنفيذ الحكم مقررا في 20 شباط/ فبراير 2023.

ولكن مع قرب تنفيذ حكم الإعدام، ذهبت أم ربيع إلى قبر الضحية صدام واعتصمت هناك طلبا للعفو عن ابنها من والد الضحية عبد الله. وفي يوم 20 شباط/ فبراير، أي اليوم المحدد لتنفيذ الإعدام، قرر عبد الله القحاتي قبول طلب الأم والعفو عن ربيع.

ورغم أن منفذ جريمة القتل محكوم عليه من قبل قضاء الدولة، فإن النظام القضائي اليمني يمنح لوالد الضحية حق العفو عن الجاني.

وتم توثيق تصرف الأب بالصور والتي تم تناقلها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

في هذه الصورة، على سبيل المثال، نرى والدة القاتل جالسة أمام قبر الضحية تحت خيمة صغيرة وقد حملت طفلا بين ذراعيها.



في هذا المقطع المصور الذي نشر في 20 شباط/ فبراير 2023، يتوجه عبد الله إلى أم قاتل ابنه وبرفقته عدد من أفراد قبيلته ليخبرها بقراره. “انتهى الأمر بإمكانك رفع هذه الخيمة، لقد تم العفو على ابنك” هذا ما قاله عبد القحاتي لأم القاتل.

“حسب العرف، من العار رفض طلب امرأة”

مراقبتنا، ندوى الدوسري هي باحثة يمنية تعيش بين الولايات المتحدة وموطنها الأصلي. وتشمل أبحاث ندوى الدوسري دور الأعراف القبلية في فض النزاعات في اليمن. بالنسبة إليها، فإن هذه القصة تعتبر مثالا حيا يثبت الدور الكبير للمرأة في فض النزاعات في مجتمع قبلي باليمن.

تتمتع النساء بقدر من التأثير على زعماء القبائل في اليمن، حيث يتم سماع صوتهن ويعاملن باحترام. ولكن هذا الدور يبقى غير معروف ولا تسلط عليه وسائل الإعلام الأضواء.

في النظام القبلي، المرأة محمية ويمنع منعا باتا مهاجمتها حتى ولو كانت منحدرة من معسكر العدو عندما يكون طرفان في نزاع.


Sur cette vidéo, un des médiateurs lit une déclaration annonçant le pardon. Le père de la victime se tient à sa droite, coiffé d’un turban blanc. À 1’51” ce dernier prend à son tour la parole, pour préciser qu’il n’exige aucune contrepartie. “Je ne veux pas le moindre centime” clame-t-il.

عندما يحدث نزاع ما، تتدخل المرأة في العموم كوسيطة. على سبيل المثال، يسمح للنساء أخذ جثث الأشخاص المقتولين لتتم إعادتها إلى ذويهم.

وإذا ما اعتصمت هذه المرأة عدة أيام أمام قبر الضحية طلبا للعفو من والده، فتلك طريقة لممارسة الضغط عليه ووضعه في موقف حرج. وذلك لأنه حسب العرف، من العار رفض طلب امرأة في مثل هذه الحالات. في المقابل، عندما يقبل شخص ما الصفح عن القاتل، فإنه يزداد وجاهة ويحظى باحترام أكبر من عشيرته. ويظهر الرجل هنا أنه من طينة الشرفاء وشخص كريم.

في حالات عامة، تلعب القبائل، عبر القانون العرفي الذي يحكم يومياتها، دورا مهما جدا في الحفاظ على السلم.

ويمنع القانون العرفي للقبائل بالخصوص على شخص ما إطلاق النار على عدوه في سوق عامة إذا ما كان مرفوقا بامرأة أو كان بصدد قيادة عربته. وتضيف ندوى الدوسري قائلة:

إذا لم يكن هذا النظام موجودا، كنا لنعيش فوضى أكبر في هذا البلد، وذلك لأنه تم إضعاف الدولة بشكل كبير منذ بداية الحرب [فريق التحرير: نزاع مسلح اندلع في سنة 2014 بين القوات الموالية للحكومة ومقاتلي جماعة الحوثي].

تم التوصل إلى عدد كبير من حالات الهدنة بفضل وساطات قبلية منذ بداية الحرب. في شهر آب/ أغسطس الماضي على سبيل المثال، نجح زعماء بعض القبائل في الدفع لفتح طريق مهمة تربط مدينة المكيرة بمدينة لودار، في جنوب البلاد. تم إغلاق هذه الطريق منذ سنة 2015 بسبب المعارك بين القوات الموالية للحكومة ومقاتلي جماعة الحوثي.

في اليمن، يتعايش نظامان قضائيان يتمثل في المحاكم التابعة للدولة والعدالة القبلية التي يطلق عليها “التحكيم”. وحسب مراقبتنا، فإن عددا كبيرا من اليمنيين يلجؤون للتحكيم القبلي بما أنهم يعتبرونه أكثر عدلا ونجاعة. 

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى