رغم التوصل إلى لقاحات مضادة لها… نحو نصف سكان العالم معرضون للإصابة بالملاريا
نشرت في: 23/04/2023 – 15:40
مع اقتراب اليوم العالمي للتوعية بخطورة الملاريا الذي يحل الثلاثاء 25 نيسان/أبريل، تواصل منظمة الصحة العالمية جهودها من أجل خفض أعداد المصابين بالمرض وتقليل نسبة الوفيات التي يسببها، إذ على الرغم من التوصل إلى لقاحات مضادة له، لا يزال يشكل خطورة بالغة على نحو نصف سكان العالم، خاصة في القارة الأفريقية حيث تسجل الغالبية العظمى من الحالات تقدر بـ95 في المئة في حين تناهز نسبة الوفيات 96 في المئة.
على الرغم من التوصل إلى لقاحات لمرض الملاريا الذي يحل اليوم العالمي المخصص للتوعية بخطورته الثلاثاء 25 نيسان/أبريل، فإنه ما يزال يعد مرضا فتاكا خاصة في أفريقيا، وتفسير ذلك حسب منظمة الصحة العالمية هو مقاومته المتزايدة للأدوية التي ذكرت عبر أحدث الإحصاءات الصادرة عنها، أن الملاريا تسببت بوفاة 619 ألف شخص في مختلف أنحاء العالم عام 2021.
فيما يلي خمس معلومات أساسية عن هذا المرض الذي ظهر منذ العصور القديمة، ومصدره طفيلي أحادي الخلية من جنس المتصورة، ينتقل إلى الإنسان من خلال لدغات البعوض، ويتسبب بأعراض عدة كالحمى والصداع والقشعريرة، ما يؤدي إلى حالة خطيرة قد تصبح مميتة في حال عدم معالجتها:
نحو نصف سكان العالم معرضون للملاريا
قدرت منظمة الصحة العالمية عدد المصابين بالملاريا عام 2021 بنحو 247 مليونا، وهو رقم أعلى من العام السابق حين كان العدد يقدر بـ245 مليونا.
ويعيش نحو نصف سكان العالم في مناطق معرضة للملاريا وبالتالي فإمكانية إصابتهم بها احتمال وارد.
إلا أن الرضع والأطفال دون الخامسة والنساء الحوامل والمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية هم الأكثر عرضة للإصابة بشكل حاد من هذا المرض.
96 في المئة من الوفيات في أفريقيا
تسجل الغالبية العظمى من الحالات تقدر بـ95 في المئة والوفيات التي تناهز 96 في المئة في القارة الأفريقية، ولا تزال هذه المنطقة “تتحمل نصيبا كبيرا وغير متناسب من العبء العالمي للملاريا”، وفق منظمة الصحة العالمية.
ويتركز أكثر من نصف وفيات الملاريا المسجلة في العالم في أربع دول أفريقية هي نيجيريا (31,3 في المئة) وجمهورية الكونغو الديمقراطية (12,6 في المئة) فتنزانيا (4,1 في المئة) ثم النيجر (3,9 في المئة).
ويسجل أكبر من عدد من الوفيات في صفوف الأطفال دون الخامسة، إذ إن 80 في المئة من الضحايا في أفريقيا ينتمون إلى هذه الفئة العمرية.
تحذيرات من “عواقب وخيمة”
يداوى هذا المرض “بأدوية مركبة قائمة على مادة الأرتيميسينين”، لكن حالات مقاومة مقلقة لهذه الأدوية ظهرت في جنوب شرق آسيا (في حوض ميكونغ) وأفريقيا، خصوصا في أوغندا ورواندا وإريتريا.
هذا الوضع دفع منظمة الصحة العالمية إلى أن تطلق في نهاية سنة 2022 استراتيجية للتصدي لهذه “المشكلة الملحة” في أفريقيا، من أبرز وجوهها “تعزيز ترصد نجاعة الأدوية المضادة للملاريا ومقاومتها”.
وحذرت رئيسة الفريق المعني بأمراض المناطق المدارية والأمراض المنقولة بالنواقل في الإقليم الأفريقي للمنظمة الدكتورة دوروثي إتشو من أن “أي تهديد” لفاعلية الأدوية سيؤدي إلى “عواقب وخيمة”، ويمكن أن يسفر “عن أعداد كبيرة من حالات الإصابة والوفاة الناجمة عن المرض”.
تهديد إضافي
ويشكل ظهور ناقل غزوي جديد للملاريا في أفريقيا هو بعوض الأنوفيلة القادم من آسيا وشبه الجزيرة العربية تهديدا إضافيا لمكافحة المرض في هذه القارة.
باتت هذه الحشرة المنتشرة في السودان وإثيوبيا والصومال ونيجيريا، متكيفة مع بيئة المدن، ومقاوِمة للكثير من المبيدات الحشرية المستخدمة حاليا.
وكان استخدام الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية الطريقة الرئيسية المعتمدة حتى اليوم لمكافحة هذا المرض وقائيا.
جهود دولية
أوصت منظمة الصحة العالمية منذ تشرين الأول/أكتوبر 2021 باستخدام لقاح الملاريا “آر تي إس، إس” (RTS,S) للأطفال المقيمين في مناطق تتراوح فيها معدلات انتقال العدوى بالملاريا بين المتوسطة والمرتفعة.
وأوضحت المنظمة أن هذا اللقاح الذي توصلت إليه مجموعة “جي إس كاي” الدوائية البريطانية يحد “بشكل كبير” من ظهور المرض وخطر الوفاة لدى الأطفال الصغار.
ونظمت حملات تطعيم في ثلاثة بلدان أفريقية هي غانا وكينيا وملاوي.
كذلك رخصت سلطات غانا أخيرا للقاح جديد ضد الملاريا توصلت إليه جامعة أكسفورد، وهو أول بلد يعطي الضوء الأخضر لاستخدام هذا اللقاح الذي تعلق عليه آمال كبيرة.
وتأمل منظمة الصحة العالمية في خفض معدل الوفيات الناتجة عن الملاريا بنسبة 90 في المئة على الأقل بحلول سنة 2030. وأُعلن رسميا منذ عام 2015 عن خلو عشرة بلدان من الملاريا، من بينها الأرجنتين (عام 2019) والجزائر (2019) والصين (2021).
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook