آخر الأخبارأخبار دولية

سادس يوم من المعارك في السودان.. الوضع الإنساني يتدهور وحميدتي والبرهان يتمسكان بمواصلة القتال

نشرت في: 20/04/2023 – 15:30

تواصلت الخميس المعارك بين الجيش النظامي في السودان وقوات الدعم السريع لليوم السادس على التوالي. فيما فشلت المساعي الدولية إلى حد الآن في إقناع الفريق الأول عبد الفتاح البرهان وغريمه محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي بوقف القتال. من جهتها، اضطرت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص من الجوع في الأوقات العادية.

إطلاق نار ودوي انفجارات ونقص في المواد الأساسية، هذا ما يعيش على وقعه الخميس سكان العاصمة السودانية الخرطوم في سادس يوم من القتال بين  الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع.

وتحاول العائلات القاطنة في العاصمة للفرار من الغارات الجوية والرشقات النارية والمعارك في الشوارع، التي أودت بحياة أكثر من 270 مدنيا منذ السبت وتتركز في الخرطوم ودارفور في الغرب.

يقول أحد النازحين الذين فروا من العاصمة، التي يقطنها نحو 5 ملايين نسمة، بحثا عن مكان أكثر أمنا  “إن رائحة الموت والجثامين تخيم على بعض أحياء وسط العاصمة”.

وروى فار آخر من الخرطوم، نازك عبد الله (38 سنة) لوكالة الأنباء الفرنسية “في الرابعة والنصف صباحا أيقظنا دوي القصف الجوي. أغلقنا كل الأبواب والنوافذ لأننا نخشى الأعيرة الطائشة”.

 


04:11

 

على بعد عشرات الكيلومترات من العاصمة، تستمر الحياة بشكل طبيعي وتفتح المنازل لاستقبال النازحين الذين يصلون في حالة صدمة، بسياراتهم أو مشيا لساعات على الأقدام مع ارتفاع سعر البنزين إلى عشرة دولارات لليتر الواحد في أحد أفقر بلدان العالم.

وللوصول إلى مكان آمن، خضع هؤلاء لأسئلة وتفتيش رجال متمركزين على نقاط مراقبة لقوات الدعم السريع التابعة لحميدتي والجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، القائد الفعلي للسودان منذ الانقلاب الذي قاده الرجلان في 2021.

وكان عليهم خصوصا التقدم في مسيرهم وسط جثث على أطراف الطريق ومدرعات وآليات صغيرة متفحمة بعد احتراقها في المعارك بالأسلحة الثقيلة، وتجنب أخطر المناطق التي يمكن رصدها من بعيد من أعمدة الدخان الأسود الكثيفة.

فشل الوساطات

منذ تحول النزاع على السلطة الكامن منذ أسابيع بين الفريقين، إلى معركة ضارية السبت، يبدو الوضع ملتبسا للسودانيين البالغ عددهم 45 مليون نسمة. ولا يكف الطرفان عن إطلاق وعود بهدنات لم تتحقق.

ودوت الانفجارات مجددا الخميس في الخرطوم وفي الأبيض (على بعد 350 كيلومتر جنوب العاصمة).

وسيجتمع من جديد الخميس، مسؤولو الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والمنظمات الإقليمية الأخرى للدعوة إلى وقف لإطلاق النار بينما يستعد المسلمون في جميع أنحاء العالم للاحتفال بعيد الفطر الجمعة أو السبت.

في الشوارع المليئة بالركام، من المستحيل معرفة من الذي يسيطر فعليا على المؤسسات الرئيسية في البلاد.

ويطلق الطرفان إعلانات عن انتصارات واتهامات للطرف الآخر. لكن لا أحد يستطيع التحقق مما يتم تداوله على الشبكات الاجتماعية لأن الخطر قائم.

وذكر أطباء شهود أن سلاح الجو الذي يستهدف قواعد ومواقع قوات الدعم السريع المنتشرة في المناطق المأهولة بالخرطوم، لا يتردد في إلقاء قنابل على مستشفيات أحيانا.

وقالت نقابة أطباء السودان المستقلة إنه خلال خمسة أيام “توقف عن الخدمة سبعون بالمئة من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضررة من القتال”، لأنها قصفت أو لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى.

وضع إنساني مقلق

اضطرت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها وهي أساسية في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص من الجوع في الأوقات العادية.

ومنذ السبت في الخرطوم، استنفد عدد كبير من العائلات مؤنها الأخيرة وتتساءل متى ستتمكن شاحنات الإمداد من دخول المدينة.

وبات على سكان الخرطوم اختيار أحد شرين: إما البقاء في مدينة اختفت منها الكهرباء والمياه الجارية ويمكن في أي لحظة أن تخترق رصاصة طائشة جدارا أو نافذة، أو الرحيل وسط إطلاق النار وتوقع أن يتم الاستيلاء على منازلهم وينهب كل ما لم يتمكنوا من حمله.


01:52

هذا النزاع الجديد جاء بينما لم ينس السودانيون المعارك والفظائع التي كلفت الرئيس المعزول عمر البشير الذي أطيح به في 2019، مذكرتي توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” و”إبادة جماعية” في دارفور. 

خلال حرب دارفور التي اندلعت في 2003، فوض الرئيس المعزول عمر البشير البشير دقلو سياسة الأرض المحروقة بينما كان البرهان أحد قادة جيشه.

وتضم قوات الدعم السريع التي أنشئت في 2013 آلافا من الجنجويد السابقين ومسلحين عربا جندهم عمر البشير لخوض هذه الحرب.

 

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى