نصرة الأقصى وقواعد الإشتباك
Advertisement
التدهور السريع في الوضع الأمني يأتي في مناخ من الإنقسام في السلطة الإسرائيلية، يهدد بتعريض حكومة نتانياهو للإنهيار، تحت ضغط الإحتجاجات الداخلية المتصاعدة من جهة، ووسط المعارضة الأميركية لجنوح حكومة نتانياهو إلى أقصى اليمين المتطرف، والسماح بتشكيل ميليشيات بن غفير، التي تشن هجمات على القرى الفلسطينية، وطرد أهلها الشرعيين من بيوتهم ومزارعهم.
الرد الصاروخي من الحدود اللبنانية، ومن قطاع غزة، ومن جانب الحدود السورية في الجولان، هو رسالة سريعة وبالغة الأهمية للحكومة الإسرائيلية من إحتمال إشتعال الجبهات الثلاث، والتي يمكن أن تتطور إلى حرب شاملة، تأخذ المنطقة بعيداً عن حالات التهدئة والإستقرار التي لاحت في أفق الإتفاق السعودي ــ الإيراني.
لا تكفي الدعوة العاجلة لإنعقاد مجلس الأمن، إذا لم يتخذ قرارات حاسمة لوقف الإعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، وإلزام الحكومة الإسرائيلية بإحترام المواثيق الدولية، وتمنع وصول المتطرفين الصهاينة إلى المسجد الأقصى.
المهم أن يبقى ما جرى أمس على الحدود اللبنانية ضمن قواعد الإشتباك المعتمدة منذ حرب ٢٠٠٦، ولا يكون رسالة نارية من إيران رداً على الغارات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا، ومقتل إثنين من كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني في منطقة دمشق.
أما ما يتردد عن وجود لحماس على الحدود اللبنانية منذ فترة، فيجب إعطاؤه الأهمية القصوى من الجانب اللبناني، وخاصة حزب الله، بما يُمثل من قوات «الأمر الواقع» في الجنوب، لأن لبنان غير قادر على تحمل نتائج أية مغامرة عسكرية غير محمودة العواقب، وثمة إجماع لبناني على رفض تكرار مآسي حروب الآخرين على أرض هذا البلد المنكوب أصلاً.
وثمة فرق شاسع بين التحرك لنصرة الأقصى، وتعريض لبنان لمخاطر عدوان إسرائيلي جديد.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook