اللبنانيون يبكون معاً ويفرحون معاً… أجراس الأمل قُرعت في زمن اليأس
قبل أيام قليلة، اختُرق المشهد السياسي المُعقد في لبنان والمشهد الاقتصادي المُبكي بخبر حول دعوى تطويب البطريرك اسطفان الدويهي.
وفي هذا السياق، قد يعتقد البعض ان الخبر المُعلن حول البطريرك الدويهي يخص المسيحيين او الموارنة دون سواهم في لبنان، لكن الواقع مغاير تماما لهذا الاعتقاد، فالمواطنون اللبنانيون اعتادوا على تقاسم أفراحهم واحزانهم على الرغم من رغبة البعض في تصويرهم طوائف ومذاهب ومجموعات متناحرة.
وفي الحديث عن الأفراح والاحزان، قد تكون وجوه الأهالي وابتساماتهم التي امتزجت بالدموع وترافقت مع صوت الاجراس، في زغرتا واهدن وفي كل منطقة لبنانية، خير دليل على انه مهما طال الزمان، لا بد من ان يعبر لبنان نفقه الحالي مجتازاً كل تحدياته فيصل الى برّ الامان.
اذاً، خبر من روما يفيد عن دخول دعوى تطويب البطريرك اسطفان الدويهي في مرحلة جديدة، فماذا عن تفاصيل هذه المرحلة؟ وهل من معلومات حول تاريخ اعلان التطويب؟
المرحلة الاولى: دعوى القداسة مباشرة بعد الوفاة
فالبطريرك الدويهي بعد 34 سنة من خدمته البطريركية ومباشرة بعد وفاته، دخل في دائرة التكريم والقداسة، اذ ان سكرتيره البطريركي سمعان عواد والذي اصبح بدوره بطريركا في مرحلة لاحقة، حمل دعوى تطويبه الى روما في العام 1725.
وهنا تجدر الاشارة الى ان دعوى البطريرك الدويهي لم تشهد اي نشاط يذكر من تاريخ تقديمها حتى العام 2000، اي حين قرر المثلث الرحمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ان يعينني كطالب دعوى تقديس البطريرك الدويهي، وتحديدا تم ارسال رسالة مفصلة في هذا الشأن الى روما في 9 تشرين الثاني من العام 2000.
وبعد فترة تعتبر وجيزة، في العام 2002، قمنا بارسال دعوى قداسة البطريرك اسطفان الدويهي من جديد الى روما، وتلا هذه الخطوة قرار قضي بتعيين مجمع مقررين تاريخيين يعيدون دراسة بعض تفاصيل الدعوى نظرا لمرور أكثر من 300 سنة على تقديمها لاول مرة.
في 3 تموز 2008، اعلن البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر البطريرك الدويهي مكرما في الكنيسة الكاثوليكية، اي ان روما اعترفت ببطولة فضائله: المحبة، الايمان، والرجاء، بالاضافة الى البطولة في حياته الاجتماعية والوظائف التي مارسها كمدرس،كاهن، مطران وبطريرك”.
المرحلة الثانية: اعجوبة موثقة
بعد حدوث الاعجوبة، قمنا بتحضير ملفها كاملا وارفقناه بمختلف الفحوصات المخبرية اللازمة والمستندات التي تثبت ان السيدة المريضة طلبت الشفاعة من البطريرك الدويهي وان المرض لم يعاودها من جديد، وهذا ما تطلب عدة سنوات من العمل والتدقيق، ما جعلنا نرفع ملف الاعجوبة الى روما في العام 2018.
خلال هذه المرحلة، قدم مجمع القديسين عددا من الأسئلة حول الاعجوبة، وكنا في المقابل نقدم مختلف الاجوبة المطلوبة، وآخر الأسئلة كان في شهر تموز من العام 2022.
ومن بعد هذا التاريخ ، قام مجمع القديسين بتسلم مختلف المستندات اللازمة عن الاعجوبة وعن الحالة الصحية الحالية للسيدة التي نالت أعجوبة الشفاء.بعدها تم تعيين لجنة طبية في الفاتيكان للبحث والتدقيق في مختلف تفاصيل الاعجوبة ومستنداتها وفحوصاتها، وفي يوم 30 اذار 2023، اي قبل ايام قليلة، اجتمعت اللجنة واعلنت مع التبشير الملائكي بان صاحبة الشفاء ومقدم الشفاء التام حصلا على اجماع تام من قبل لجنة الاطباء مفاده ان الشفاء الحاصل لا يمكن ان يفهم طبيا وهو حصل عبر تدخل غير طبي.
وفي هذه اللحظة بالذات قرعت اجراس كنيسة مار بطرس في الفاتيكان كما قرعت أجراس الكنائس في لبنان لاسيما في مناطق الشمال، وفي هذه المناسبة لا بد من توجيه الشكر لكل من عملوا في ملف دعوى تقديس البطريرك الدويهي وكل من صلوا للوصول الى هذه المرحلة”.
المرحلة الثالثة: اعلان التطويب
اما عن المرحلة الحالية التي تلت مرحلة قبول وتثيب الاعجوبة فيقول قزي ان “العمل حاليا يتوجه الى اعداد المؤتمر اللاهوتي، الذي من المتوقع ان يكون سهلا نظرا للاجماع الذي صدر عن اللجنة الطبية.
ويختم قزي مشيرا الى ان ” تحريك ملف البطريرك الدويهي هو علامة أكيدة ان الله لا يمكن ان يترك لبنان، فالف مبروك للبنان واللبنانيين”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook