آخر الأخبارأخبار محلية

الحوار المرتقب: نتائج جدية أم فقط لملء الفراغ؟

كتبت سابين عويس في” النهار”: لا تفوّت القوى السياسية فرصة إلا تتناول فيها موضوع الحوار الذي يعمل عليه الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ليس بهدف إنضاج ظروف نجاحه، كما يبدو من المواقف المتباينة حياله، بقدر ما تأتي إثارته لملء الفراغ في المشهد السياسي في ظل استمرار تعطل كل المحركات الداخلية أو الخارجية.

في أوساط الرئيس نببه بري، تفاؤل بأن الحراك الجاري جدّي، مع الأمل بأن يؤدي الى التوصل الى قواسم مشتركة. لكن هذا التفاؤل تحبطه انطباعات أكثر واقعية لدى أوساط سياسية في المعارضة، منطلقة من تساؤل واستغراب لأسباب التفاؤل في ظل استمرار الفريق الذي ينتمي إليه بري في تمسكه بمرشحه، ما يعني عملياً عدم وجود أي استعداد للبحث في أي مواصفات يقترحها لودريان، وهو الذي حدد جدول أعمال الحوار ببند وحيد هو وضع مواصفات الرئيس تمهيداً للنزول الى المجلس النيابي لانتخاب المرشح الذي تنطبق عليه المواصفات المتوافق عليها. وفي رأي الأوساط، بالرغم من الكلام الكثير عن المواصفات، لا يبدي فريق الممانعة أي استعداد للتراجع عن مرشحه، وبالتالي لا فرصة متاحة لإيجاد أرضية مشتركة حول الرئيس المقبل.

بالنسبة الى المعارضة، لا يجد هذا الفريق حاجة الى وضع ورقة بالمواصفات المطلوبة للرئيس. وكانت القوات اللبنانية قد أبلغت لودريان أن بيان الاجتماع الخماسي معطوفاً على بيان البرلمان الأوروبي يعكس المواصفات التي تتبناها، وهي في هذا السياق، تعمل الى جانب قوى المعارضة الأخرى على تبنّي موقف موحد منها. وفي هذا الإطار، يكون الإخراج المناسب لمشاركة هذه القوى في دعوة لودريان أن يكون الهدف منها انطلاق حوار جدي وبنّاء انطلاقاً من المواصفات المشار إليها، أما اذا سُجّل أي تعارض أو تباين أو اختلاف بين قوى المعارضة، أو انسحاب لقوى معيّنة من هذا التقاطع، فسيبنى على الشيء مقتضاه، كما تختم الأوساط بالقول.

على المقلب السنّي الغائب كلياً عن المشهد السياسي، تعوّل مصادر سياسية على الحراك الذي يقوم به السفير السعودي وليد بخاري تجاه النواب والفاعليات السنية، لجهة لمّ الشمل السنّي من خلال دار الفتوى، والسعي الى تبنّي مضمون بيان الخماسية بعد اجتماع الدوحة، على نحو يتيح تعزيز موقع المعارضة وتوفير الميثاقية التي تتيح لهذا الفريق الدفع نحو مرشح يلاقي تطلعاته في وجه الفريق الممانع الذي يلعب على وتر الانقسام والتشرذم ولا سيما على مستوى الشارع السني.

في الخلاصة، لا معطيات متفائلة حتى الآن بإمكان أن يخرق حوار أيلول المشهد المأزوم، علماً بأن بعض المتشائمين يذهب أبعد في السؤال عما إن كانت طاولة الحوار ستنعقد فعلاً في أيلول. وهذا التشاؤم نابع من انطباع أن كل المؤشرات السياسية المحلية والإقليمية والدولية قد عادت الى المربع الأول، والترقب اليوم لما سيرتبه انفراط التفاهم السعودي الإيراني على المنطقة ومن ضمنها لبنان


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى