النشيد الوطني عمره مئة: فهل كلنا للوطن؟

السؤال الذي قد يتبادر إلى الأذهان الطرية لتلامذة المدارس وهم يصدحون بالنشيد الوطني، هو: هل نحن ننتمي حقاً إلى وطن واحد، ما دامت ولاية الفقيه في إيران هي مرجعية قسم من الشعب اللبناني؟ وكيف تستعاد تلك اللحمة الوطنية بين جميع مكونات المجتمع اللبناني.
شاءت التطورات أن تضع لبنان في قلب صراعات المنطقة وتجعله ساحة. فلميهدأ لسنوات طويلة. لكنه لم يتغير لأن هذا التكوين البشري الخاص يستمد أهميته من أنه أصيل وشديد القدم ومختلف عن جميع كيانات المنطقة. والعرب أدركوا ذلك منذ البدء. أدركوا تلك الخصوصية وأحبوها. وهم لا يزالون حتى اليوم أصدقاء تلك التجربة وأصدقاء ذلك البلد العربي المؤسس للجامعة الذي وحده يترأسه رئيس مسيحي. لبنان لن يتغير في تكوينه البشري ولا في نظامه السياسي. إنه في حاجة إلى سياج وسياج داخلي قبل الخارجي. والسؤال هل تمت محاسبة أحد طوال التاريخ الاستقلالي، محاسبة أحد من تلك الطبقة التي طغت على سمعة لبنان في الخارج طبقة الذين أساؤوا الأمانة وأشاعوا الفساد حتى يغدو لبنان رسالة بالفعل، وشرفة العالم العربي . بالطبع لم يُحاسب أحد. وهنا تكمن كل المشكلة وهنا الإصلاح الموعود كتمهيد للثقة الموعودة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook