صحة

BMI.. هل يكفي لقياس السمنة؟

يعتمد العديد من الأشخاص وحتى الأطباء على مؤشر كتلة الجسم “BMI” لتحديد ما إذا كان يعتبر “سمينا” أو يعاني مشكلات صحية ترتبط بالوزن، ولكن الجمعية الطبية الأميركية “AMA” قالت إنه “مؤشر غير كامل” لتقييم حالة الدهون في الجسم.

وأوضحت الجمعية ومجلس العلوم والصحة العامة في تقرير مشترك أن نظام تصنيف مؤشر كتلة الجسم الحالي “مضلل” ولا يعكس تأثيرات كتلة الدهون على معدلات الوفيات.

وأشار التقرير إلى أن هذا المؤشر بنظامه الحالي قد تسبب في ضرر “تاريخي”، لأنه لا يعطي مقياسا كاملا لحالة الدهون في الجسم، إذ أنه لا يراعي “نمط الحياة، والجنس، والأعراق، ومؤثرات أخرى قد تكون مرتبطة بالوفيات بالعائلة.. ناهيك عن عدم مراعاته للتراكم المتوقع للدهون مع التقدم في السن”، خاصة وأن المؤشرات الحالية تعتمد على بيانات جمعت من أجيال سابقة من سكان الولايات المتحدة من العرق الأبيض، ولم تأخذ في الاعتبار الأصول الأخرى.

وأضاف أن استخدام هذا المؤشر في “تشخيص وعلاج الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الأكل يمثل مشكلة، لأنه لا يرصد النطاق الكامل لاضطرابات الأكل غير الطبيعية”.

يتم قياس مؤشر كتلة الجسم عادة من خلال معادلة “وزن الجسم بالكيلوغرام مقسوما على الطول بالمتر مضروبا في نفسه”.

وبحسب موقع مايو كلينك، حدد الأطباء أربعة مؤشرات للتعبير عن كتلة الجسم: أقل من 18.5 نحافة، من 18.5 حتى 24.9 طبيعي، من 25 حتى 29.9 زيادة في الوزن، 30 فأكثر سمنة.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن أي شخص لديه مؤشر كتلة الجسم بـ25 وأكثر يعتبر من فئة “السمنة المفرطة”، ومن لديه كتلة تزيد عن 30 يعتبر بين فئة “الوزن الزائد”، ومن يعانون من فرط الوزن والسمنة فرصتهم كبيرة بالإصابة بأمراض القلب والسكري اللذان يعتبران مساهمان أساسيان في “الوفيات المبكرة”.

وتوضح المنظمة أن السمنة تعتبر من الاضطرابات التي تنتشر بين البالغين بشكل كبير في إقليم شرق المتوسط، حيث يتراوح انتشار فرط الوزن والسمنة من 74 إلى 86 في المئة لدى النساء، وبما يتراوح بين 69 إلى 77 في المئة لدى الرجال.

وذكرت أن بعض الدول في المنطقة تشكل فيها السمنة معضلة متزايدة، خاصة في: مصر والبحرين والأردن والكويت والسعودية والإمارات.

ويشير موقع “مايو كلينك” إلى أن السمنة ليست مصدرا للقلق بسبب زيادة كمية الدهون في الجسم بشكل مفرط فحسب، بل أيضا بسبب المشكلات الصحية التي ترافقها بما يشمل بعض أنواع السرطان.

وتنتج السمنة عن عدة عوامل منها ما هو: وراثي، أو نمط الحياة والنظام الغذائي، أو بسبب استخدام بعض الأدوية، أو لعوامل اجتماعية واقتصادية، أو حتى الحمل واضطرابات نفسية.

وأكد أنه أي إنقاص للوزن لمن يعانون من هذه المشكلة بإمكانه تحسين المشكلات الصحية، مع ضرورة الالتزام بنظام غذائي صحي، وزيادة النشاطات البدنية، وفي بعض الأحيان قد يتطلب تدخلا جراحيا لإنقاص الوزن.

ودعت الجمعية في تقريرها إلى اعتماد الأطباء على قياس “مؤشر كتلة الجسم” و”محيط الخصر” من أجل التنبؤ بمخاطر الوزن المحتملة للبالغين”.

جاك ريسنيك جونيور، الرئيس السابق للجمعية، قال إن هناك “مخاوف عديدة بشأن طرقة استخدام مؤشر كتلة الجسم لقياس الدهون وتشخيص السمنة”، مشيرا إلى أن بعض الأطباء “يجدونه مقياسا مفيدا في سيناريوهات معينة”.

وأضاف أنه من المهم للأطباء “فهْم فوائد وحدود استخدام مؤشر كتلة الجسم في بيئات التشخيص المختلفة لتوفير أفضل رعاية للمرضى”.

وذكر موقع مايو كلينك أن “الكثير من الأطباء يقيسون محيط خصر الشخص”، إذ تزيد المشكلات الصحية المرتبطة بزيادة الوزن بين الرجال الذين يزيد محيط خصرهم عن 103 سم وبين النساء اللواتي يزيد محيط خصورهن عن 89 سم.

وحضت الجمعية الأطباء إلى الاعتماد على مؤشر كتلة الجسم مع قياسات أخرى، مثل مقياس الدهون الحشوية (Visceral fat) التي تتجمع في البطن حول الكبد والأمعاء، أو مؤشر السمنة في الجسم، وكتلة الدهون النسبية في الجسم، وتتبع العوامل الوراثية للشخص.(الحرة) 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى