البلاد متروكة تسير انحدارًا من دون مكابح… متى الارتطام الكبير؟

Advertisement
فالمياه “المصلاية” تفيد. ولكن هل تكفي وحدها لقيامة لبنان من كبواته، والخروج من أزماته المستعصية بأقل أضرار ممكنة؟ قد نحتاج إلى أكثر من هرّ لملاحقة الجراذين الذين يفتكون بقمح اللبنانيين، والذين “تناتشوا” جنى العمر وما تبقّى من عافية. الوضع الحالي أكثر من مأزوم، وأكثر من مستعصٍ على الحل، خصوصًا في غياب الارادات الطيبة، ومع تكاثر النغمات التي تُعزف على وتر واحد، وهو وتر الطائفية والتفرّد و”العنجهية”، فيما المطلوب عمل جماعي هادف، ومن دون أن تكون الـ”أنا” هي الطاغية والطافية على سطح معاناة اللبنانيين المبتلين بطبقة سياسية لا همّ لها سوى تحقيق المزيد من المكاسب في بلد منهوب ولم يبق فيه شيء لينهب بعدما أصبح معظم الذين يعيشون فيه تحت خطّ الفقر.
فإذا كان اللبنانيون ينتظرون أن يأتيهم المنّ والسلوى من الخارج فسينتظرون طويلًا، لأن لهذا الخارج ما يكفيه من مشاكل لا تسمح له بأن يهتمّ بإيجاد حلّ لمشاكل الآخرين، خصوصًا أن لا مصلحة لأي دولة من دول العالم في أن “تحرق” أصابعها بالنيران التي تلتهم لبنان. قالها وزير خارجية فرنسا السابق جان إيف لودريان قبل أكثر من سنتين عندما التقى جميع المسؤولين في الدولة اللبنانية: إن لم تساعدوا أنفسكم للخروج من الهوة، التي أوجدتم أنفسكم فيها، فلن يساعدكم أحد من الخارج.
هؤلاء المسؤولون، على كثرتهم، لم يصدّقوا يومها ما قاله لهم صراحة “صديق لبنان الفرنساوي”، ولم يعملوا بنصيحته، ورفضوا أن يساعدوا أنفسهم قبل أن يطلبوا مساعدة الآخرين لهم في الزمن، الذي لم تكن فيه أي دولة شقيقة أو صديقة “كاريتاس”. وعليه فقد تركوا البلاد تسير بسرعة انحدارية مخيفة، ومن دون مكابح، لتواجه مصير الارتطام الكبير.
وحدها الحكومة، وبمن حضر من الوزراء، تحاول أن تكبح جماح هذا التدهور بما تيسرّ من معالجات آنية، وذلك من خلال إصرارها على عدم ترك البلاد تسير كما يُراد لها أن تسير، حتى ولو كان مسارها في الاتجاه المعاكس لمصالح اللبنانيين، الذين لا يزالون ينتظرون الحلول على غير أيدي هذه الطبقة السياسية، التي أوصلتهم إلى ما وصلوا إليه من ويلات وكوارث لم يعد في الإمكان إحصاؤها لكثر تراكماتها وتكدّسها فوق بعضها البعض، وفوق ما لم يعد مستطاعًا تحمّله.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook