آخر الأخبارأخبار محلية

واشنطن أطفأت محركاتها في لبنان

كتب طوني عيسى في ” الجمهورية”: خلاصة ما يريده الأميركيون اليوم هي بقاء مشكلات اللبنانيين ضمن الضوابط، فلا تشكّل خطراً على الآخرين. أي ألّا يتدهور الوضع جنوباً فيشكّل تهديداً لاستقرار «اليونيفيل» وأمن إسرائيل، ولا يتدهور الوضع الأمني في الداخل، بحيث تفقد الأجهزة العسكرية والأمنية قدرتها ودورها.

يحرص الأميركيون على بقاء الجيش والقوى الأمنية في الحدّ الأدنى من القوة، أياً تكن الاعتبارات. والشذرات البسيطة من الدعم المالي النقدي الذي تمّ الاتفاق على تقديمه شهرياً لعناصر الجيش وعناصر قوى الأمن، هو الإشارة إلى أنّ هؤلاء ليسوا متروكين، وأنّ المطلوب منع انفراط المؤسسة العسكرية والأمنية.
إذاً، هذه هي حدود الاهتمام الأميركي بلبنان حالياً. وأما التسويات السياسية وتنفيس الاحتقان الاقتصادي والاجتماعي فهي شأن آخر بالنسبة إليهم، وهم لا يرغبون في استعجالها لأسباب مختلفة.
يعتبر الأميركيون أنّ لبنان لن يجد طريقه إلى الحل الحقيقي في ظلّ منظومة السياسيين التي تتحكّم به اليوم، والتي تحظى بدعم إيران. ويقولون إنّهم لطالما حاولوا تقديم الدعم للشعب اللبناني للخروج من هذه السيطرة. لكن شيئاً لم يتغيّر.
 
فقد فشل التغيير بالانتفاضة في الشارع، كما فشل التغيير عن طريق الانتخابات النيابية. فإذا كان اللبنانيون هم الذين اختاروا هذا المسار لأنفسهم، فقد أصبحت مسؤوليتهم أن يوجدوا الحلول لأزماتهم. وفي عبارة أخرى، هناك في واشنطن من ينظر إلى الشعب اللبناني نفسه بعين اللوم، لأنّه راضٍ بالمصير الذي وصل إليه، وهو لا ينتفض على الجوع والانهيار الكامل للمؤسسات.

ولذلك، أطفأ الأميركيون محرّكاتهم في لبنان، منذ أن تمّ إنجاز اتفاق الترسيم، واكتفوا بتأمين المصالح الاستراتيجية الإقليمية لحليفهم إسرائيل، فيما لم يحصل لبنان على الفائدة المنشودة من الاتفاق، وليس مضموناً أنّه سيحصل عليها لاحقاً.
ويتردّد أنّ بعض القوى اللبنانية، وبعض المرشحين اللبنانيين للرئاسة، يحاولون جسّ نبض واشنطن، لعلّهم يحظون بدعمها في أي تسوية محتملة، لكن أركان الإدارة الأميركية لا يبدون اهتماماً كبيراً بالملف، إذ يعرفون أنّ لحظة الانتخابات لم تنضج بعد، وأنّ الأمر يحتاج إلى حوار مع إيران في الدرجة الأولى، والوقت لم يحن لذلك. ومن هذا المنطلق، لا رهان ممكناً على تسوية تخرج من لقاء باريس، لأنّ أحداً ليس مستعداً لإهدار الجهد والوقت مجاناً.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى