آخر الأخبارأخبار محلية

لهذا السبب جاء عبد اللهيان إلى بيروت

تزامنت الزيارة الأولى لوزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان لبيروت عقب عملية “طوفان الأقصى” مع زيارة قام بها وزير الخارجية الأميركية انطوني بلينكن لتل أبيب. يومها قيل إن تزامن الزيارتين ليس صدفة، بل كان لكل واحد منهم هدف سعى إلى ترويجه خدمة لمشاريع أوسع من دائرة حرب غزة، التي انطلقت بعد ساعات من عملية “الطوفان”. وهذا ما أثبتته التطورات الميدانية وما رافقها من مواقف سياسية راوحت بين التصعيد من قِبل المسؤولين الإسرائيليين وبين سعي واشنطن إلى الضغط على تل أبيب لوقف حربها ضد أهالي غزة، خصوصًا أنها لم تستطع بعد أربعة أشهر من بدئها أن تحقق الكثير من أهدافها. وما لم تقدر واشنطن أن تفرضه على الإسرائيليين طيلة أربعة أشهر لأسباب كثيرة، ومن بينها أن الأميركيين على قاب قوسين أو أدنى من انتخابات رئاسية حاسمة، حاول بلينكن مرّة جديدة في زيارته الأخيرة قبل يومين ان يتوصل اليه،عبر اقناع الإسرائيليين بعدم جدوى الاستمرار في حرب ستنتهي عاجلًا أو آجلًا بحلّ سياسي.

Advertisement

ويُقال أيضًا أن زيارة عبد اللهيان لبيروت هذه المرّة تزامنت أيضًا مع زيارة بلينكن لتل أبيب، من دون أن يعني ذلك الإيحاء بأن ما بين الزيارتين تنسيقًا أميركيًا – إيرانيًا حيال الخطوات المقبلة، التي تفرض على الجميع الدخول في حلّ شامل بعد التوصّل إلى وقف مرحلي لإطلاق النار. وهذا ما أكدّته القراءة السياسية لما بين سطور المواقف التي أعلنها عبد اللهيان في بيروت، وفيها أكثر من مؤشرّ إيجابي لما يمكن أن تشهده المرحلة المقبلة، بالتوازي بين ما يجري في غزة وبين المحادثات الأميركية – الإيرانية.
وإذا أراد المحللون تجميع المواقف التي أعلنها عبد اللهيان من بيروت فإنهم سيكتشفون أن ما تضمنته من إيجابيات تفوق في موازين المقارنات المواقف الإيرانية المبدئية، التي يمكن اعتبارها بمثابة “كليشهيات” لا تُصرف إلا وفق “اجندات” محدّدة في الطريق، التي ستوصل طهران، وفق ما هو متوقع، إلى مبتغاها في المنطقة، وهو أن تكون قوة إقليمية وازنة من ضمن توازنات تتقاطع مع ما يُرسم لدول المنطقة من مشاريع تغييرية.
فما أراد الوزير الإيراني أن يقوله من بيروت بالذات وليس من أي مكان آخر هو أن المنطقة مقبلة على مرحلة من الاستقرار القائم على مفاهيم جديدة بعدما تأكد للجميع أن الحرب لن توصل إلى الغايات المرجوة، والدليل أن إسرائيل التي وضعت كل ثقلها في الميدان الغزاوي على مدى أربعة أشهر لم تستطع أن تحقّق ما رسمته من أهداف قريبة وبعيدة المدى، وهي باتت اليوم في حاجة إلى حج خلاص، خصوصًا بعد توالي الأصوات الداخلية، التي تطالب رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو بوقفها فورًا قبل أن ينقلب السحر على الساحر.
فما بات واضحًا في نظر الأميركيين والأوروبيين أن حكومة نتنياهو الحالية لن تستطيع أن تقود عملية السلام، كما أن حركة “حماس” في المقابل لا يمكنها أن تكون جزءًا من الحلّ المرحلي تمهيدًا لحلّ شامل لن يتحقّق بين ليلة وضحاها، بل يحتاج إلى الكثير من المساعي والارادات والنوايا الحسنة.
أمّا ما يتعلق بالحلّ الذي ألمح إليه كل من الوزيرين عبد الله بو حبيب وعبد اللهيان على أثر محادثاتهما المشتركة فلا يمكن أن يكون خارج القرار 1701، وذلك بتطبيق كامل بنوده، بعد ترسيم الحدود البرّية وتثبيتها، وانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وكفرشوبا والقسم المحتل من بلدة الغجر، وسحب “حزب الله” قوته العسكرية المرابضة على خطوط التماس على طول الشريط الحدودي إلى شمال نهر الليطاني، تمهيدًا لإعادة نشر ما يقارب سبعة عشر ألف جندي لبناني، بعد ضمان تطويع ما يقارب السبعة الآف عسكري جديد وفق خطة دولية ستُعتمد في المؤتمر، الذي ستدعو إليه فرنسا على غرار مؤتمر روما الذي تعهدّ بمساعدة المؤسسة العسكرية ودعمها بكل المتطلبات، التي تمكّنها من القيام بواجبها الوطني على امتداد كل شبر من الأراضي اللبنانية، وبالأخص في المنطقة الجنوبية بالتعاون والتنسيق مع قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب.
فهل في هذه الصورة الكثير من التفاؤل؟     


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى