آخر الأخبارأخبار دولية

ما هي دلالات التقارب التركي السوري وهل سيلتقي أردوغان ببشار الأسد قريبا؟

نشرت في: 05/01/2023 – 16:47

هل ستتبلور العلاقات التركية السورية قريبا بعد سلسلة من لقاءات رفيعة المستوى جمعت مسؤولين من الجانبين برعاية روسية؟ كيف تنظرالمعارضة السورية إلى هذا التقارب الجديد وما هي تأثيراته على الميدان وعلى ملايين اللاجئين السوريين في تركيا؟ أم هل يريد أردوغان فقط استغلال الورقة السورية لتقوية حظوظه بالفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في يونيو/حزيران المقبل؟ 

بعد سنوات من الجمود السياسي وصل إلى حد العداء بين سوريا وتركيا، تعيش العلاقات بين البلدين في الأيام الأخيرة نوعا من الدفء تجلى عبر سلسلة من اللقاءات التي جمعت مسؤولين كبار من النظامين والتي يمكن أن تقود في المستقبل القريب إلى لقاء تاريخي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد.

اللقاء الأول نظمته موسكو في نهاية 2022 بحضور وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو والتركي خلوصي أكار والسوري علي محمود عباس.

نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يحضر جنازة وزير الخارجية السوري الراحل وليد المعلم في مسجد سعد بن معاذ بالعاصمة دمشق، 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020. © أ ف ب

وأشارالبيان الذي نشرته وزارة الدفاع الروسية إلى أن المحادثات، التي تعتبر الأولى من نوعها منذ اندلاع النزاع السوري في 2011، كان هدفها “إيجاد سبل حل الأزمة السورية وقضية اللاجئين، إضافة إلى تكثيف الجهود المشتركة لمحاربة الجماعات المتطرفة”.

نفس البيان أضاف أن “الفرقاء شددوا على الطبيعة البناءة للحوار بالشكل الذي عقد فيه وضرورة مواصلته بغية إرساء الاستقرار” في سوريا”.

محاربة الإرهاب والجماعات الكردية من أولويات تركيا في الشمال السوري

من ناحيتها، أعلنت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” (التابعة للنظام السوري) أنه “تم التأكيد خلال الاجتماع في موسكو على أهمية وضرورة استمرار الحوار من أجل استقرار الوضع في المنطقة. أما الجانب التركي فلقد علق بأن “اللقاء جرى في أجواء إيجابية”.

وهو اللقاء الرسمي الأول الذي يجمع وزراء الدفاع الثلاثة منذ 2011 مع العلم أن لقاءا ثنائيا غير رسمي جرى بين وزيري خارجية تركيا وسوريا في 2021 على ضوء قمة إقليمية.

و يأتي لقاء موسكو في وقت لم يكف فيه رجب طيب أردوغان عن القول بأن الجيش التركي يتهيأ لشن هجوم عسكري على شمال سوريا ضد “الجماعات الإرهابية والمنظمات الكردية” التي يتهمها بممارسة ” الإرهاب”.

وقفة مع الحدث مع رامتان عوايطية RamateneA@


05:12

وقفة مع الحدث مع رامتان عوايطية RamateneA@ © فرانس24

وعزز الاعتداء الذي استهدف قلب مدينة إسطنبول في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي فرضية الهجوم التركي على شمال سوريا بعد أن اتهم الرئيس التركي عناصر من وحدات حماية الشعب الكردية بالوقوف وراء هذا الهجوم الذي أودى بحياة ستة أشخاص وخلف العديد من الجرحى.

أنقرة تعد بـ”احترام سلامة جميع” جيرانها خاصة العراق وسوريا

أما اللقاء الثاني الذي قد يسمح بفتح صفحة جديدة بين أنقرة ودمشق هو ذلك الذي سيعقد في منتصف الشهر الحالي بين مولود تشاوش أغلو وزير خارجية تركيا ونظيره السوري فيصل المقداد في بلد مجاور لم يتم تحديده بعد وبمشاركة وزير خارجية روسيا سيرغاي لافروف.

وتحث روسيا كل من تركيا وسوريا على طي صفحة الخلافات وإعادة توطيد العلاقات فيما بينهما رغبة منها في إعادة إدراج بشار الأسد في اللعبة السياسية الإقليمية. لكن أنقرة اشترطت في البداية من موسكو السماح لها بتنفيذ غارات جوية على المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الكردية شمال سوريا، وذلك على ضوء الانفراج الذي ظهر على العلاقات بين دمشق وتركيا.

فوزير الدفاع التركي خلوصي أكار أكد أن بلاده “مستعدة لنقل السيطرة بمناطق وجودها في سوريا إلى سلطة الحكومة السورية”، منوها بضرورة “تأمين عودة اللاجئين السورين إلى وطنهم واحترام سلامة أراضي وسيادة جميع جيراننا، خاصة سوريا والعراق” ومشيرا أن الهدف الوحيد هو “محاربة الإرهاب وليس لدينا أي غرض آخر”.

وتابع : “ذكرنا أننا نهدف إلى تحييد أعضاء التنظيمات الإرهابية، مثل تنظيم’الدولة الإسلامية’ وحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، والتي تشكل أيضًا تهديدا لسوريا. وقلنا إننا نبذل جهودا لضمان أمن بلدنا وأمتنا وحدودنا، كما ذكرنا أننا نبذل جهودا لمنع المزيد من الهجرة من سوريا إلى تركيا”.

وزير الدفاع التركي خلوصي آكار في بروكسل في 27 حزيران/يونيو 2019.

وزير الدفاع التركي خلوصي آكار في بروكسل في 27 حزيران/يونيو 2019. أ ف ب/ أرشيف

وخشية من حدوث مقاربة جديدة بين تركيا وسوريا تعيد الرئيس الأسد إلى الواجهة، دعت واشنطن مطلع الأسبوع الجاري دول العالم إلى “عدم تطبيع علاقاتها مع نظام بشار الأسد “الدكتاتور الوحشي”، منتقدة في الوقت نفسه اللقاء الثلاثي الذي جمع وزارء دفاع روسيا وتركيا وسوريا نهاية العام الماضي.

وفي هذا الشأن، قال نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: “نحن لا ندعم الدول التي تعزّز علاقاتها أو تعرب عن دعمها لإعادة الاعتبار لبشّار الأسد، الديكتاتور الوحشي”.

وواصل: “نحضّ الدول على أن تدرس بعناية سجلّ حقوق الإنسان المروّع لنظام الأسد على مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية، في الوقت الذي يواصل فيه ارتكاب فظائع ضدّ الشعب السوري ويمنع وصول مساعدات إنسانية منقذة للحياة” إلى محتاجيها في المناطق الخارجة عن سيطرة قواته.

المعارضة تعبر عن خشيتها من أي تقارب تركي سوري يكون على حسابها

أما المعارضة السورية التي تخشى من وقوع تقارب جديد بين بشار الأسد ورجب طيب أردوغان، فلقد حثت أنقرة إلى التأكيد من جديد على “دعمها لقضيتها”. فعلى سبيل المثال، قال زعيم هيئة تحرير الشام، وهي جماعة مسلحة متشددة، في كلمة مسجلة أُذيعت يوم الإثنين إن المحادثات بين سوريا وروسيا وتركيا تمثل “انحرافا خطيرا”.

أما الائتلاف الوطني السوري، وهو تحالف لقوى المعارضة، فلقد عقد لقاءا مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الثلاثاء بغية معرفة نية تركيا من التقارب المحتمل مع دمشق. 

وقال عبد الرحمن مصطفى، رئيس الحكومة المؤقتة المعارضة والمدعومة من قبل تركيا، إن الوزير التركي أكد للائتلاف استمرار دعم بلاده لمؤسسات المعارضة السورية والسوريين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

“التقارب السوري التركي يخدم الجانبين”

من جهته، أضاف بدر جاموس، رئيس هيئة التفاوض السورية في حوار مع “تلفزيون سوريا” التابع للمعارضة، أن التقارب السوري التركي يخدم في الحقيقة البلدين. فسوريا التي تريد إزاحة “قوات قسد “من المناطق التي تتواجد فيها الآبار النفطية تحتاج إلى دعم من أنقرة. أما هذه الأخيرة فهي تريد القضاء نهائيا على الجماعات المسلحة الكردية المتواجدة في سوريا وإعادة اللاجئين السوريين من تركيا إلى بلدهم تحت رعاية الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة.

وإلى ذلك، يرى مختصون في السياسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان يريد استغلال فكرة التقارب السوري التركي لكسب رهان الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستنظم في شهر يونيو/حزيران 2023. لكن هل سيستجيب بشار الأسد لتلميحاته أم سيترك هذا الأمر إلى ما بعد الانتخابات؟

فرانس24


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى