آخر الأخبارأخبار محلية

على رغم كل هذه العتمة سيبقى نور الأمل أقوى

انتهى عام وبدأ آخر، ولا شيء تغيّر سوى أننا كبرنا سنة. وعلى رغم كل المعاناة والوجع واليأس، لا نزال نؤمن بأن لبنان سيعود إلى سابق عزّه، إن لم يكن إلى الأفضل.  

 

ففي مثل هذا الوقت من كل سنة، يتبادل الناس التهاني والتمنيات ويردّدون تعابير نخشى أن تكون قد بدأت تفقد معانيها لكثرة ما تُردّد ببغائيًا، ومن بينها “ان شاء الله تكون السنة الجايي أفضل من الرايحة”. ومع نهاية كل سنة تودَّع “الرايحة” وتُستقبل “الجايي”… وهكذا تدور الأيام، وتكون شبيهة بما سبقها، بما ترتبه من مسؤوليات، وما فيها من أعباء وهموم تلاحقنا من الفجر حتى النجر، ساعين وراء لقمة عيش مجبولة بالعرق وأحيانًا كثيرة بالدّم. وحدها أيام الروزنامات تتغير، وكذلك أرقامها وأسماؤها في مطحنة الزمن الذي لا يعود إلى الوراء.

 

فما مضى قد مضى، وما هو آتٍ يصبح أسير عقارب الساعة، فيمسي اليوم أمسَ، والغد يطوي صفحته ليصبح أبن ساعته، ويتحوّل إلى يوم يدخل في تراتبية التعداد التنازلي في مسيرة التراكمات العددية. ولأن آلة الزمن لا تتوقف يكثر التحايل على دورة الأيام، وتكثر التمنيات الوردية.  

 

مع بداية السنة الجديدة تبقى الأمنيات مجرد أمنيات، وكأنه كُتب على اللبناني أن يفتش عن فرص ضائعة في المتاهات السياسية وفي زواريب لا تزال مظلمة لا يعرف أحد من وما يختبئ في العتمات وما يُحضّر من أحاجي لا تجد من يفك طلاسمها وألغازها، مع ما فيها من غموض والتباسات مستعصية على الفهم والتحليل والاستنتاج.  

 

فالحل لأزمة الأزمات يبقى بعيدًا عن متناول اليد، وما يعزز هذا الاعتقاد أن أهل السلطة لم يقدّموا حتى هذه اللحظة ما يمكن أن يطمئن وما يبعد القلق على المصير وما يفتح من نوافذ أمل تدخل منها اشعة المبادرات الجريئة وتقدّم الدواء للداء المستعصي.  

 

لا أقصد أن أستقبل أخرى متشائمًا، بل أحاول أن التقط اللحظة التي لا تتكرر بكثير من الحرص عليها، لكي تأتي الثواني المتعاقبة مختلفة عما سبقها، على وقع شهيق وزفير متقطعين، وعلى أنغام سمفونية القدر.

 

أنهي هذه السطور متمنيًا ألاّ يكون العام الجديد شبيهًا بالسنة الفائتة… ونعود إلى بدايات أوجه الشبه، على أمل أن تحمل هذه السنة إلى اللبنانيين “بسترينة حرزانة”، وأن يُنتخب رئيس جديد للجمهورية لينتظم معه عمل السلطات الأخرى.  

 

وعلى رغم كل هذ العتمة لا يسعنا إلاّ أن نتمنى لوطننا المعذّب ولجميع اللبنانيين، أن تحمل سنة 2023 ما يخفّف عن كواهلنا بعضًا من مسلسل طويل من العذاب، لأننا نؤمن بأنه بعد الظلمة سيشرق نور الحق والحقيقة. وعلى هذا الأمل نطوي سنة ونستقبل أخرى علّ وعسى.    

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى