موسكو لم تزوّد حماس بالسلاح… معنيون بتنقية الأجواء في الشرق الأوسط

زادت روسيا من علاقاتها في الشرق الأوسط وخصوصا مع السعودية والإمارات ومصر وإيران والهدف تنسيق السياسات في سوق الطاقة العالمية، وتوسيع فرص التعاون داخل “بريكس” و”منظمة شنغهاي للتعاون” وتطوير وجهات نظر مشتركة حول التحديات والتهديدات على المستويين العالمي والإقليمي، علما أن مصادر عربية تعتبر أن التقارب الروسي الإيراني يأتي في سياق مواجهة تمدد الولايات المتحدة وحلفائها في حلف الناتو من خلال صناعة قوة اقتصادية مؤثرة حيث ترسم روسيا وإيران خططا مختلفة في إدارة الشرق الأوسط اقتصادياً من خلال طريق الحرير الاقتصادية التي تحاول واشنطن أن تواجهه بطريق الهند، وعسكريا من خلال صناعة تحالف قادر على مواجهة التهديدات الأميركية المشتركة.
وشكلت الحرب الروسية الأوكرانية بداية التحالف في ظل الدعم الإيراني لروسيا بالطائرات المسيرة، في حين أن العدوان الإسرائيلي على غزة زاد من قوة التحالف في ظل وقوف إسرائيل مع أوكرانيا في العلن. ولذلك، يعتبر السفير الروسي السابق في لبنان الكسندر زاسيبكين لـ “لبنان 24” أن الأفق لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط سوف يتظهر في ضوء انتصار روسيا على الساحة الأوكرانية والانتقال إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية بخصوص الأمن والاستقرار على الصعيد الدولي حيث سيكون الحل العادل للقضية الفلسطينية أبرز البنود التي ستوضع على جدول الأعمال.
والأكيد أن الاحداث الأخيرة في قطاع غزة تؤثر سلبا على العلاقات الروسية الإسرائيلية، فموسكو تدعو إسرائيل إلى وقف سفك الدماء وتؤيد أية مبادرة ترمي إلى ذلك، لكن دور روسيا، بحسب زاسيبكين، لا يمكن أن يكون أساسيا نظرا لظروف الحرب في أوكرانيا، مع استبعاده تزويد موسكو حركة حماس بالسلاح الروسي، وتشديده على ضرورة حل الدولتين وفقا للقرارات الدولية
في ظروف المواجهة مع الغرب تسعى روسيا إلى تطوير التعاون المتنوع و التعامل السياسي مع دول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، باعتبار أن ذلك دليل صحة للعلاقات الروسية العربية والروسية الايرانية، بحسب ما يؤكد زاسبيكين. ولقاءات الرئيس بوتين في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومع الرئيس الإيراني إبراهيم ابراهيم رئيسي أكدت أن روسيا معنية بتنقية الأجواء في الشرق الأوسط، فهي لا تسعى لتوطيد علاقاتها مع أحد على حساب مصالح أية دولة اخرى. فروسيا تعزز علاقاتها في آن واحد مع كل الدول العربية وايران. ومفاوضات القمة مع السعودية والإمارات وإيران شكلت دلالة جديدة على جدية النهج الاستراتيجي الروسي، وهذا الدور ليس مناورة إنما يشكل نهجا مدروسا يتقاطع مع مصالح الدول التي تقف إلى جانب إقامة نظام تعددية الأقطاب ولا تقبل الهيمنة الأميركية بشكل أو بآخر، وهناك مساعي روسية مع دول الإقليم من أجل الدفع نحو التغلّب على التناقضات وإقامة سلام واستقرار دائم في المنطقة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook