مرسوم مساعدات العسكريين: الضمانة التوافقية لا تعطل العمل الدستوري
لا يزال قرار وزير الدفاع موريس سليم بالامتناع عن توقيع مرسوم المساعدة الاجتماعية للعسكريين والامنيين محور متابعة.
وكتبت ” الشرق الاوسط” ان اصرار سليم على أن يوقع عليه الوزراء الأربعة والعشرون، سيحرم آلاف العسكريين من مساعدات مالية كانوا ينتظرونها بفارغ الصبر عشية الأعياد، خاصة بعدما تحولت رواتبهم إلى رمزية مع الانهيار المتواصل لسعر صرف الليرة اللبنانية، وعدم قدرة الكثير منهم على تكبد مصاريف التنقل للوصول إلى مراكز العمل.
وتشدد مصادر رئيس حكومة تصريف الأعمال على أن «الأزمة الحالية أزمة سياسية وليست أزمة دستورية طالما الدستور واضح ولا يتحدث بتاتاً عن وجوب توقيع كل الوزراء على المراسيم في حالة الشغور الرئاسي أو غيره»، لافتة إلى أن «المرسوم الصادر بخصوص المساعدات الاجتماعية للعسكريين تم بحسن نية من ميقاتي بعدما لحظت الموازنة التي أقرها مجلس النواب هذه المساعدات، لكن كان هناك ثغرة مرتبطة بالتمويل».
وتضيف المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «رفض وزير الدفاع التوقيع على هذا المرسوم سيحرم العسكريين من مساعدات كانوا بأمس الحاجة إليها عشية الأعياد»، معتبرة أن «ما يحصل أبعد من موضوع مرسوم إنما يهدف إلى شل عمل الحكومة. هي كما قلنا أزمة سياسية لا دستورية يحاولون إعطاءها طابعاً دستورياً لإضفاء نوع من الشرعية عليها».
ويشدد رئيس مؤسسة «جوستيسيا» الحقوقية المحامي الدكتور بول مرقص، على أن مجلس الوزراء بحالته الحالية يجب أن يجتمع وجوباً وليس جوازاً عند حصول طارئ ما، حيث يناقش بنوداً بالحد الأدنى الضروري لا يمكن تأجيلها للحكومة المقبلة تحت طائلة إلحاق الضرر بالمرفق العام أو شل الخدمات العامة بالبلاد، لافتاً قي تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «متى حصل الاجتماع واتخذ قرار ما، المرسوم يخضع للمادة 65 من الدستور بحيث يتم التوافق أو التصويت بالأكثرية». ويضيف: «ما درجت عليه حكومة تمام سلام لجهة وجوب توقيع كل الوزراء على مرسوم ما، لا ينشئ عرفاً، فما حصل بذلك الوقت تم من باب عدم التعسف في ممارسة صلاحيات الرئيس. لكن بنهاية المطاف الضمانة التوافقية يجب ألا تعطل العمل الدستوري والمؤسساتي طالما نحن بصدد مراسيم ضرورية». ولا يؤيد مرقص المراسيم الجوالة؛ «لأنها استحضار لاستثناء جرى خلال الحرب ولا يستقيم حاضراً؛ لأنه لا يجوز حرمان الوزراء من حق المناقشة، وبالتالي المعارضة أو التحفظ على قرار ما».
ويرفض «التيار الوطني الحر» انعقاد مجلس الوزراء باعتباره في حالة تصريف أعمال منذ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، ويصر على إصدار القرارات عن طريق المراسيم الجوّالة التي يعتبر أنه «من الواجب أن يوقّع عليها جميع الوزراء تنفيذاً للمادة 62 من الدستور التي تنصّ على أنّ صلاحيات رئيس الجمهورية تناط وكالة بمجلس الوزراء والوكالة لا يمكن أن تتجزّأ بين الوزراء»، وهو ما كانت قد شددت عليه الهيئة السياسية في «التيار»، مستغربة رفض الالتزام بما جرى تطبيقه خلال حكومة الرئيس تمام سلام.
وكتبت” الاخبار”: عزّز رفض وزير الدّفاع موريس سليم الموافقة على اقتراح قائد الجيش العماد جوزيف عون التّمديد لرئيس الأركان اللواء أمين العرم والمفتّش العام في المجلس العسكري اللّواء ميلاد إسحق اللذين احيلا على التقاعد في 24 و25 الجاري الاشتباك السياسي.
وذكرت «الأخبار» نقلا عن مصادر مطلعة أن ملف المجلس العسكري كان محط اهتمام عربي (مصري وقطري) وغربي (تحديداً أميركي). وكشفت أن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا تواصلت مع وزير الدفاع لحثه على توقيع التمديد لعدم إلحاق الشلل بالمجلس. ولفتت المصادر إلى أن شيا سبقَ أن فاتحت وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بهذا الأمر فنصحها بالتواصل مع وزير الدفاع.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook