الوكالة الوطنية للإعلام – عبد الساتر في تساعية الميلاد في الانطونية:علمنا يا رب أن نكون ثورة حقيقية تغير العالم وتُسقط الفاسدين
وطنية – ترأس راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر قداسا الهيا لمناسبة بدء تساعية الميلاد، في دير سيدة الزروع في الجامعة الأنطونية في الحدت، في حضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، النائب الآن عون، قائد الجيش العماد جوزاف عون ومشاركة نيابية واعلامية ولفيف من رؤساء الرعايا وكهنة.
بعد الانجيل المقدس القى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها: ” أنظر إليك يا طفل المغارة، يا ابن الله الذي تنازلت حتى الإمّحاء واخترت أن تولد بين صغار هذا العالم وبين المنبوذين والمهمّشين لتكشِف حبَّ الله الآب لهم، وأسجد لك وأفكِّرُ بهؤلاء الذين في وطني يستميتون ويُميتون أهلهم من أجل الجلوس على عرشٍ فانٍ. أفكِّر بهؤلاء الذين يَمكرون ببعضهم البعض ويَحوكون المكائد لإخوتهم ويتسبَّبون في الإنقسامات في الشعب الواحد من أجل أن ترتفع مراتبُهم وتزدادَ ثروتُهم ويرضى عنهم أولياؤهم وأصلّي: ذكِّرهم يا ربّ أنّ كلَّ صغير يُهملون في هذا العالم وكلّ منبوذ ومهمّش يحتقرون أو يستغلّون هو دينونة لهم. ذكِّرهم أنَّ سلاطين هذا العالم والفاتحين من بينهم صاروا تماثيل باردة ومشوّهة ومكبًّا للعنات.
اضاف: “أراك في مذود ترقد بعيدًا من سريرك وقريتِك وأقربائك وأنت “الكائن” الذي لا يحتاج إلى مسكِن أو هويَّة ليكون، أراك في مذودٍ لأنّك اخترت أن تعيش ما يعيشه كلُّ غريب عن أرضه وكلّ مهجّر من بيته لتقول له إنّه موضوعُ عناية الله الآب وإنَّ موطنَه الحقيقيّ وسكناه الأبديّ هو في قلب الله، وأحني رأسي أمامك وأفكِّر بهؤلاء الذين غرقوا على طريق الغربة والذين يعاملون كغرباء في وطنهم والذين هُجِّروا وماتوا وعيونهم متّجهةٌ إلى الزيتونة التي غرسوها وإلى البيت الذي بنوه حجرًا وحجرًا. وأفكّر بهؤلاء الذين هجَّروا جيرانهم ورفاقَ دربهم بسبب حقد قديم أو من أجل تحقيق مشروع وهمٍ، وأصلّي: أعد يا رب كلَّ مهجّر في العالم بسبب النزاعات إلى بيته، واجعلنا نعمل جميعًا من أجل خير الإنسان ونتخلّى عن كلِّ مشروع يسبِّب الألم للآخر ويفرِّق بين الأهل. ذكِّرنا يا ربّ أنّ الأخوَّة الإنسانيَّة والمحبّة لا ترتبطان بجنسيّة أو بدين أو بجغرافيا.
وتابع: “أنظر إليك ملفوفًا بأقمطة وأنت السيّد اللّابس ثوب البهاء لأنّك اخترت أن تكون فقيرًا متجرّدًا بين الفقراء لتقول لهم إنّهم صورة الله وإنّهم أرفع من الملائكة في الكرامة وأتخشّع وأفكّر بهؤلاء الذين استولوا في وطني على جنى عمر الناس ليزيدوا أموالهم ويبنوا قصورهم ويقووا نفوذهم. هؤلاء الذين يُنفقون الخيرات على الزائل ويحرمون الذين في عوز من الأساسي، وأصلّي: ذكِّر يا رب الذين يقضون عمرهم في سعي مستعر خلف المال والغنى أنّ الأكفان لا جيوب لها وأنّ ما يكدّسونه من مقتنيات لن يخفِّف عتمة القبر وأنّ أنين الجائع يسبقهم إلى أمام الله الآب. ذكّرهم يا ربّ بمثل الغنيّ ولعازر حتى لا يشتهوا قطرة الماء التي تُخفِّفُ عنهم شدّة اللهيب.
واردف: “أنحني أمامك يا أيّها الثائر الأوّل والحقيقيّ أنت الذي نقضت شريعة العين بالعين بشريعة محبّة الأعداء، أنت يا من ابتعدت عن “المقدّسين” بحرف الشريعة والفهماء والحكماء لتكون بين الخطأة وبسطاء القلوب والودعاء، أنت يا من ثُرت على التسلّط بالخدمة وعلى الفساد بالاستقامة، أنت يا من ثُرت على ديانة التعصّب والاستقواء بالله، ديانة الشريعة والدم، ثرت عليها بالعبادة بالروح لله الآب الذي أحببت ومشيئته تمّمت حتى النهاية، وأصلّي: علِّمنا يا ربّ أنّ الثورة الحقيقيَّة التي تغيِّر العالم وتُسقط المتسلّطين والفاسدين هي ثورتك أنت التي تبدأ بتغيير الذات بفعل روحك، ثورةٌ تقوم على قبول ومحبّة الآخر وعلى الخدمةِ المتجرّدة وعلى الاستقامة وتحمُّل المسؤوليّة، ثورةٌ لا تصيح في الشوارع ولا تكسِّر ولا تكتفي بالشعارات على الحيطان بل ثورةٌ لا تصمت أمام الباطل محاباةً للوجوه وتطالب كلّ يوم بلا كلل ولا ملل بالحقيقة وبالعدالة لضحايا انفجار بيروت وبالحقّ للمظلوم وللمعتدى عليه”.
وختم: “أخواتي وإخوتي، ولد المسيح، هللويا!”.
==================أ.أ.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook