أكثر من عشرة ملايين أوكراني حرموا من التيار الكهربائي بسبب القصف الروسي
نشرت في: 18/11/2022 – 04:06
استهدفت ضربات روسية جديدة مدنا في مختلف أنحاء أوكرانيا الخميس أحدثت شللا آخرا في البنى التحتية للطاقة وحرمت أكثر من عشرة ملايين أوكراني من الكهرباء مع دخول فصل الشتاء وبدء تساقط الثلوج. وبينما صعدت موسكو من هجماتها قالت كييف إن دفاعاتها الجوية أسقطت العديد من الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقت في الأسابيع القليلة الماضية.
قال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا قصفت الخميس مصنعا كبيرا للصواريخ ومنشآت لإنتاج الغاز في ضربات صاروخية جديدة على البنية التحتية الهامة في أوكرانيا.
ومنذ الثلاثاء تتعرض البلاد لعمليات قصف واسعة تسببت بحرمان ملايين الأوكرانيين من الكهرباء مع دخول فصل الشتاء.
وشهدت العاصمة الخميس أول تساقط للثلوج التي غطت السيارات المتوقفة في الشوارع، فيما حذر حاكم المنطقة أوليكسي كوليبا الأربعاء من أن الأسبوع المقبل سيكون “صعبا”، حيث يمكن أن تنخفض درجات الحرارة “إلى أقل من عشر درجات مئوية”.
وفي قصف استهدف دنيبرو (وسط شرق) الخميس، أصيب 14 شخصا بجروح بينهم فتاة تبلغ 15 عاما، حسبما أفاد الحاكم الإقليمي فلانتين ريزنيتشينكو عبر “تلغرام” وقال “جميعهم نقلوا إلى المستشفى في المدينة”.
وفي منطقة كييف، سقط صاروخ من طراز كروز، فيما أسقط الدفاع الأوكراني طائرات مسيرة إيرانية من نوع “شاهد”، حسبما أعلنت الإدارة العسكرية للمدينة.
وفي منطقة أوديسا (جنوب)، قصف الروس موقعا للبنى التحتية ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح، وفقا للإدارة الإقليمية.
Table of Contents
“قيود أوسع على استهلاك الكهرباء”
وأعلنت شركة الكهرباء الوطنية “أوكرنيرجو” (Ukrenergo) تمديد انقطاع التيار الكهربائي الخميس بسبب “تدهور الوضع”.
وقالت الشركة عبر فيسبوك إنه “بسبب البرد القارس، زاد استهلاك الكهرباء في مناطق أوكرانيا”، مما “زاد تعقيد الوضع في النظام الكهربائي الذي كان يعاني بالفعل”، مضيفة أن الأمر أدى إلى “قيود أوسع” على استهلاك الكهرباء في جميع أنحاء البلاد.
وأشارت الشركة إلى أن “هذا إجراء ضروري للحفاظ على استقرار نظام الطاقة بعد الهجوم الصاروخي الروسي السادس الذي استهدف منشآت الطاقة”، في إشارة إلى القصف الأخير.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الخميس أن أكثر من عشرة ملايين أوكراني حرموا التيار الكهربائي.
وقال زيلينسكي في مداخلة متلفزة “في الوقت الراهن، أكثر من عشرة ملايين أوكراني هم من دون كهرباء”، خصوصا في منطقة كييف.
قرار جديد للوكالة الذرية
في غضون ذلك، تبنى مجلس الحكام في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس قرارا جديدا يدعو روسيا إلى الانسحاب من محطة زابوريجيا النووية ووقف ما تقوم به ضد المواقع النووية في أوكرانيا، بحسب مصادر دبلوماسية.
وقال دبلوماسيان لوكالة الأنباء الفرنسية إن القرار الذي قدمته كندا وفنلندا وافقت عليه 24 دولة عضوا في المجلس من أصل 35، وصوتت روسيا والصين ضده وامتنعت سبع دول عن التصويت، هي باكستان والهند وجنوب أفريقيا وناميبيا وكينيا وفيتنام والسعودية، مع غياب دولتين.
وسبق أن تبنت الوكالة قرارين في الملف نفسه، الأول في آذار/مارس والثاني في أيلول/سبتمبر، مع تزايد المخاوف من حادث نووي يتسبب به القصف الروسي في أوكرانيا.
وفي القرار الجديد، يبدي مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية “قلقه الشديد” من رفض روسيا وقف هجماتها على المنشآت النووية الأوكرانية. ويدعو روسيا “إلى أن تتخلى عن مطالبها التي لا أساس لها في شأن محطة زابوريجيا وتسحب قواتها وطاقمها فورا وتوقف أي نشاط” ضد المحطات في أوكرانيا
تعذيب في خيرسون
وسط هذه التطورات ذكر مسؤول أوكراني كبير في مجال حقوق الإنسان، الخميس، أن حالات التعذيب في مدينة خيرسون الواقعة جنوب أوكرانيا، بلغت أعدادا “مرعبة” أثناء الاحتلال الروسي.
وقال دميترو لوبينتس المكلف الحقوق الإنسانية الأوكرانية للتلفزيون الوطني “لم أر حتى الآن” تعذيبا “بهذا الحجم” وذلك “بعد أن زرت جميع غرف التعذيب في مناطق مختلفة من أوكرانيا”، مضيفا أن “حجم الظاهرة مرعب”.
وأوضح أن “عشرات من الأشخاص” تم “صعقهم بالكهرباء وضربهم بأنابيب معدنية وتكسرت عظامهم” مشيرا إلى أن “الروس صوروا كل ذلك”. وتابع “أنا متأكد من أننا سنكتشف في كل بلدة مهمة غرفة تعذيب لأنه منهج أرسته روسيا”.
وأعلنت السلطات الأوكرانية العثور على غرف تعذيب عدة في بلدات تابعة لمنطقة خيرسون استعيدت مؤخرا من الروس بعد شهور من الاحتلال.
خبراء أوكرانيون في بولندا
تزامنا، أعلن وزير الخارجية الأوكراني الخميس أن خبراء أوكرانيين وصلوا إلى بولندا للمشاركة في التحقيق الهادف إلى تحديد مصدر إطلاق الصاروخ الذي أسفر سقوطه الثلاثاء في بولندا عن مقتل شخصين.
وكتب دميترو كوليبا على تويتر “خبراؤنا وصلوا إلى بولندا. نأمل أن يصلوا سريعا إلى مكان” الحادث “بالتعاون مع قوات النظام البولندية”.
وسقط صاروخ على بلدة برزيفدوف البولندية قرب الحدود الأوكرانية الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل شخصين وأثار مخاوف إزاء تصعيد النزاع.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس إن روسيا تتحمل مسؤولية انفجار الصاروخ الذي أوقع قتيلين في بولندا، علما بأن تحقيقا أوليا أشار إلى مسؤولية الدفاعات الجوية الأوكرانية.
وأشار بلينكن لصحافيين في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في بانكوك، إلى إنه تحدث مجددا إلى نظيره الأوكراني بشأن التحقيق، لكنه أضاف “أيا يكن الاستنتاج النهائي، نعرف الطرف المسؤول في نهاية المطاف عن هذه الحادثة المأساوية…روسيا”.
وتابع الوزير الأمريكي أن “ما نراه كل يوم حاليا هو أن روسيا تمطر أوكرانيا بالصواريخ وتسعى إلى تدمير بنيتها التحتية الحيوية وتستهدف قدرتها على إبقاء الأضواء مضاءة والحفاظ على الدفء والسماح للبلاد بالعيش والمضي قدما”.
فرانس24/أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook